العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ

أوباما: الانسحاب من المدن العراقية محطة «مهمة» وأيام صعبة في الانتظار

كلف بايدن بالإشراف على جهود المصالحة السياسية

رأى الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلثاء في انسحاب الجنود الاميركيين من المدن العراقية محطة «مهمة» في اتجاه انسحاب كامل واستعادة العراق سيادته كاملة، لكنه حذر من «أيام صعبة» سيواجهها العراق. .. وقال أوباما، في تصريح من البيت الأبيض «يعتبر العراقيون عن حق هذا اليوم بمثابة عيد. إنها خطوة مهمة إلى الأمام، لأن عراقا سيدا وموحدا يواصل الإمساك بمصيره».

وقال أوباما: «على قادة العراق الآن اتخاذ بعض الخيارات الصعبة الضرورية لتسوية مسائل سياسية أساسية من أجل تعزيز فرض الأمن في مدنهم وبلداتهم»، واصفا الانسحاب الأميركي بأنه «فرصة ثمينة».

لكنه استدرك بالقول «لا تخطئوا التقدير، ستكون هناك أيام صعبة. نعرف أن العنف سيتواصل في العراق، لقد شهدناه في الاعتداء العبثي الذي وقع اليوم (أمس الأول) في كركوك»، في إشارة إلى الاعتداء الذي أدى إلى ما لا يقل عن 27 قتيلا.

وتابع «نحن على يقين بأن العنف في العراق سيتواصل. هناك من سيعمد الى اختبار قوات الامن العراقية وتصميم الشعب العراقي من خلال تنفيذ تفجيرات طائفية واغتيال مدنيين ابرياء». وقال «لكني واثق من أن هذه القوى ستفشل».

وباستثناء عدد ضئيل من الجنود سيمكثون في المدن حيث سيقتصر دورهم على تقديم النصح والتدريب للقوات العراقية، سيبقى الجنود الأميركيون من الآن فصاعدا في ثكنات خارج المدن حتى انسحابهم في نهاية 2011.

واكد أوباما الثلثاء عزمه على سحب جميع الجنود بحلول هذا التاريخ على أن تعود جميع القوات القتالية بحلول سبتمبر/ أيلول 2010. ومازال نحو 133 ألف جندي أميركي متمركزين في العراق.

إلى ذلك، أعلن البيت الابيض الثلثاء، أن أوباما كلف نائب الرئيس جو بايدن الاشراف على جهود المصالحة السياسية في العراق بالتشاور مع سفير الولايات المتحدة في بغداد كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، إنه «نظرا إلى معرفته بالمنطقة وعدد الزيارات التي قام بها إليها، فهو مؤهل تماما للاضطلاع بهذا الدور».

وردا على اسئلة الصحافة عما إذا كان أوباما يستبعد إعلان النصر في العراق، قال غيبس: «سنمنع أولئك الذين يطبعون اللافتات من الاقدام على اي حماقة».

وكان المتحدث يشير بكلامه إلى لافتة تحمل عبارة «المهمة أنجزت» وقف بوش أمامها في مايو/ أيار2003 بعد بضعة أسابيع على شن الحرب على العراق ليعلن انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في هذا البلد، وقد اضحت رمزا للأخطاء التي ارتكبت فيه.

وقال غيبس، إن أوباما طلب من بايدن العمل على أن يتخطى العراقيون خلافاتهم السياسية وان يتوصلوا إلى مصالحة «مازالت تنتظر منذ وقت طويل حتى تتحقق كليا».

ولم يعط غيبس المزيد من الايضاحات بشأن العمل الذي سيقوم به بايدن، كما أنه لم يستعمل كلمة «وسيط» بين مختلف المجموعات العراقية.

من ناحيته، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في بيان، الانفجار الذي وقع أمس الأول وأسفر عن مقتل 33 شخصا وإصابة 93 آخرين بجروح في مدينة كركوك العراقية.

وفي سياق ذي صلة، دعت صحيفة عراقية أمس (الأبعاء) الحكومة إلى إنزال عقوبة الإعدام بحق كل من يتورط بقتل العراقيين والاقتداء بالسلطات الإيرانية التي نفذت حكم الاعدام بحق من فجر أحد مساجدها في غضون ساعات.

وفي دمشق، أفادت تقارير إخبارية سورية أمس بأن مسئولية القوات الأميركية تبقى قائمة ومستمرة مادام هناك جندي أمريكي واحد على أرض العراق.

وقالت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية في افتتاحية الأربعاء، إن انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية «لا يلغي مسئوليتها عما وقع من سفك للدماء ومجازر واغتيالات وقتل خلال المرحلة المنصرمة». وأضافت أن «هذه المسئولية ناشئة أصلا من كونها قوات احتلال وهي أيضا مسئولية سياسية وأخلاقية قبل أن تكون مسئولية قانونية، ومن حق العراقيين الرجوع على الأميركيين للمطالبة بالتعويض عن الدمار الذي لحق بالعراق في أرضه وأهله وثقافته وحضارته وبناه التحتية وتاريخه».

ميدانيا، خلت شوارع بغداد من حركة القطعات العسكرية للجيش الأميركي بعد يوم واحد من الإعلان الرسمي لاستكمال انسحاب القوات الاميركية في إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وأعلنت الحكومة العراقية أمس، أن حصيلة قتلى اعمال العنف في شهر يونيو/ حزيران هي الأعلى منذ 11 شهرا.

وكشفت صحيفة «البينة الجديدة» أمس، أن وزارة الداخلية العراقية أصدرت أمرا بفصل ضابط في الشرطة لثبوت تزوير شهادته الدراسية. وقالت وكالة «فرانس يرس»، في تقرير من بغداد، إن «الجنود الأميركيين يتقبلون بصعوبة مهمتهم الجديدة في العراق». وأضافت أنه ما ان تبدلت مهمات الجنود الاميركيين الـ133 ألفا المنتشرين في العراق بدءا من الأربعاء بعد انسحابهم من المدن العراقية، حتى بدأ البعض منهم يعاني صعوبة تقبل لعب دور المساعد بدلا من لعب دور المحارب الذي لطالما تعود عليه.

ويؤكد الكولونيل بورت تومسون قائد القوات الأميركية في محافظة ديالى، التي كانت حتى وقت قريب من اعنف مناطق العراق، «عندما يغادر رجالي في الصباح، فإنهم باتوا كموظفين يتوجهون إلى مقار عملهم».

ويعترف قائد اللواء الأول في فرقة المشاة الخامسة والعشرين، أن مهمة الجنود قد تغيرت كثيرا.

العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً