احتضنت جدران المنامة صباح أمس السبت (31 يناير/ كانون الثاني 2015) حفل افتتاح معرض صور سوق المنامة القديم، قال عنه رئيس اللجنة المنظمة، رئيس اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة محمود النامليتي: «إنه يحوي نحو 1000 صورة، فيما لم يسعفنا الوقت لإضافة المزيد».
ويحكي المعرض الذي أقيم في واحدٍ من أزقة السوق القديم عند تقاطع شارع باب البحرين تاريخ النشاطات الاجتماعية والاقتصادية في السوق ومشاهد الحياة فيها، كما يضم صوراً متنوعة لتجار السوق الأوائل، وبعض أحياء العاصمة ومعالمها الأثرية التي تعود لثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
صاحب الفكرة شاب بحريني يدعى حسن ملك (28 عاماً) من قرية أبوصيبع. وعند الافتتاح كان ملك يقف في استقبال الزائرين من وسائل الإعلام والمواطنين والسياح بابتسامة جذابة، وهدوء جم.
ملك قال لـ «الوسط» إن الفكرة تخمرت في عقله استيحاء من موقع قريته الإلكتروني «أبوصيبع زمان»، حيث كان يعرض صوراً للحياة العامة في منطقة أبوصيبع، والحلة التي كانت عليها في سالف الزمان. وهنا جاءت الفكرة بأهمية تعميم التجربة على المناطق التاريخية في البحرين، مثل المنامة.
ويضيف ملك «كما كنت أتابع بعض المدونين البحرينيين المهتمين بالتاريخ، مثل سنوات الجريش، فؤاد الشكر، توفيق الرياش، ميرزا القصاب. هؤلاء أعطوني دافعاً قوياً بما ينشرونه من مواد وصور تاريخية مختلفة. ومن خلال هذه الوسائل وغيرها بدأت أتعرف على تاريخ المنامة، وجمعت صورها، ثم عرضت فكرة المعرض على اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة التي استجابت مشكورة لرعاية الفعالية».
وعن رأيه في نجاح الفعالية في استقطاب عامة الناس، اعتبر الشاب ملك أن «الفعالية ناجحة 100 في المئة»، وزاد «الموقع هنا كبير، وشارع باب البحرين يرتاده الكثير من البحرينيين والسياح الأجانب، وهو ما ضاعف فرص النجاح للمعرض».
وأردف «بعد هذا النجاح والحضور الكبير، ستكون هنالك برامج أخرى شبيهة تعنى بتاريخ المنامة ولكن على نطاق أوسع. نسعى لشيء أفضل مستقبلاً».
وطالب ملك مؤسسات الدولة بدعم ورعاية مثل هذه الفعاليات لتشجيع الشباب البحريني على الاهتمام بهذه الجوانب المهمة في تاريخ البحرين.
من جانبه، بيَّن رئيس اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم محمود النامليتي «إن الهدف من معرض الصور هذا، هو الاحتفاء بتاريخ سوق المنامة الذي يعد أقدم أسواق البحرين والخليج. ونحن في المعرض ركزنا على تبيان تاريخ المنامة، تاريخ الآباء والأجداد والمحلات والحرف التي كانت موجودة».
وأفاد «كما أن واحداً من الأهداف التي يسعى إليها المعرض هو إيصال رسالة لجميع الشباب بأن آباءكم كانوا يعملون بإخلاص وأمانة، وأبدعوا في أعمالهم بالاعتماد على أنفسهم من دون حاجة للاستعانة بأحد من الأجانب».
وقال النامليتي: «إن هذا هو أول معرض من نوعه يقام في المنامة القديمة»، مشيراً إلى وجود مساعٍ لتطويره بالتعاون مع الجهة المعنية بقطاع الثقافة.
وأشاد النامليتي بـ «المجهود الذي بذله صاحب الفكرة الشاب حسن ملك»، وقال إنه: «يسعى لجمع جميع شباب البحرين لتكوين شيء أفضل في المستقبل».
واعتبر النامليتي أن «سوق المنامة موقع استراتيجي يقصده السياح والزوار والرواد»، ورأى أنه «مكان مناسب لكل الفعاليات»، داعياً الجهات المسئولة في الدولة إلى إيلاء السوق اهتماماً أكبر لتثبيته كمعلم سياحي في البحرين.
إلى ذلك التقت «الوسط» بالنائب أحمد قراطة الذي كان يتجول في ردهات المعرض، وسألته عما إذا كان هنالك سعي نيابي بشأن الأخذ بمطالب تجار سوق المنامة، فأجاب «نحن في مجلس النواب على تواصلٍ دائم مع اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم وندعم كل مطالبهم في الحفاظ على السوق وتنميته والاهتمام به».
وذكر «كما هو معلوم فإن السوق بدأ يتلاشى، وتجاره كذلك أخذوا في التلاشي»، كاشفاً عن وجود توجه نيابي لـ «تكوين محفظة من تمكين وبنك التنمية، للحفاظ على تجار سوق المنامة والإبقاء عليهم مدةً أطول».
وأوضح قراطة «على أقل المستويات، السوق بحاجة إلى إعادة بنائه بشكل نموذجي، لأنه من أقدم الأسواق في منطقة الخليج العربي».
وأكد «نحن منذ 4 سنوات اجتمعنا مع مسئولين عدة لتطوير السوق، لكن لا نلاقي أي تجاوب من الحكومة».
وعما إذا كانت القرارات التي يشتكي منها صغار التجار كـ «رسوم الرعاية الصحية» تؤثر على استمرار مثل هذه الأسواق القديمة، أيد قراطة هذا الرأي، واعتبر قرار رسوم الرعاية الصحي «لا يخدم المصلحة».
وأكد أن النواب «سيواجهون بحزم هذا القرار»، مشيراً إلى أن الرسوم التي تفرض بشكل غير مدروس، وبغير مشاورة مع أصحاب الشأن لا تخدم التجار ولا المؤسسات الصغيرة، خاصة أن السوق لم يتعاف من أزمته حتى الآن.
العدد 4530 - السبت 31 يناير 2015م الموافق 10 ربيع الثاني 1436هـ