العدد 4529 - الجمعة 30 يناير 2015م الموافق 09 ربيع الثاني 1436هـ

«تخيل»... للشاعر كيفي أعظمي

كيف أتت ذكراك بهذه الطريقة، مستحضرة حلماً بهياً

تقفين كحقيقة أمام ناظري بوجهك المبتسم

هذا الجسد الرشيق وهاتان الذراعان الناعمتان

عنق جميل مصاغ بروعة

وجه متورد بلون محبب

وشعرك الأسود بخصلاته المعقودة

عيون نشوانة وحواجب جذابة

رموش طويلة تومض بأشعّات

شوق كامل، وميض وهاج

نشوة عارمة، سحر تام

آلاف المشاعر أوقظتها في داخلي

ما هذا الحلم الجميل الذي تبدعينه

قامة طويلة وحاجب عريض

شفتان ورديتان ووجه باسم

العينان تتألقان أشبه بالبرق

حركات لطيفة كالندى

صدر يخفق وأنفاس عطرة

صوت عسلي ونظرة أخاذة

بهذا الجمال بهذه الملامح وهذا الإيقاع

تقفين وتترنمين وتدندنين

ما هذا الحلم الجميل الذي تبدعينه

فهل ستشعلين شرارتي، هل ستضمينني بذراعيك؟

هل ستلتقطين الوردة المتألمة التي سقطت من شعرك؟

هل حقاً ستنقذين مشاعري المشتعلة لتحقيق آخر أمنية

هل ستخبئيني وأنت مبتسمة في ظل شعرك الفاحم

ربما أنت مازلت تختبريني

ما هذا الحلم الجميل الذي تبدعينه

الحب أكبر من أن يقدر بثمن

فامنحيني فرصة للوفاء

متى ستنسيني الأحزان والآلام؟

****

لا تدغدغي جنوني هكذا

فماذا ستفعلين لو أمسكت بخصرك

تصبحين أقرب مع كل دقيقة

ما هذا الحلم الجميل الذي تبدعينه

ولد الشاعر كيفي أعظمي في ميجوان بمقاطعة أعظم جارث في يناير/ كانون الثاني 1918. والده سيد فاتح حسين رضوي كان رجل دين وكان متديناً جداً لدرجة الإيمان بالخرافات. فقد عزا موت بناته الأربع وهنّ في سن الرضاعة إلى عقاب الله له بسبب عمله العاق المتمثل في تعليم أولاده الكبار وفق المناهج الغربية. ومن أجل التكفير عن هذه «الخطيئة» قرر تعليم ولده الأصغر كيفي (واسمه الكامل أثار حسين كيفي) تعليماً إسلاميّا في مدرسة دينية. ونتيجة لذلك، اُدخل كيفي في مدرسة سلطان المدارس في مدينة لكنهو، وهو مكان لم يكن يرغب فيه هذا الثوري الناشئ. وبسبب نشاطه المعادي لهذه المؤسسة تمّ طرده منها فاضطر إلى إكمال تعليمه من خلال الدراسة الذاتية بالمنزل. وقد اجتاز عدّة امتحانات في لغات الأوردو والعربية والفارسية من جامعتي لكنهو والله آباد.

ومثل الشاعر علي سردار جعفري المعاصر له والأكبر منه سناً كان كيفي شاعراً رائداً للحركة النقدية بالأوردو. ويصفه سجّاد ظهير كالوردة الحمراء في شعر الأوردو. تشمل أعماله الشعرية عدة دواوين والعديد من هذه الأعمال تم إصدارها في مجموعته الشعرية «شتاء». وقد منح كيفي جائزة بادما شري الأدبية عن أحد دواوينه، هذه الجائزة أعادها لاحقاً ضد سياسة الحكومة الهندية تجاه الأوردو. وعلى رغم أنه كتب أشعار الغزل، إلاّ أن كيفي هو شاعر نظم بصفة أساسية. ومن الملاحظ أنه رغم التزامه طول حياته بالإيديولوجية السياسية إلا أن كيفي حافظ على صلته بالينابيع الجيدة للحب والغنائية كما ظهر ذلك جليّاً في أشعاره المسماة لمحة واحدة وتصوّر.

ومن الجدير بالذكر كملاحظة أخيرة أن كيفي هو والد الممثلة الشهيرة شبانة أعظمي. توفي في 10 مايو/ أيار 2002.

العدد 4529 - الجمعة 30 يناير 2015م الموافق 09 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً