الكاميرات القابلة للارتداء على الرسغ. الطائرات التي تتولَّى عملية التصوير من دون طيار. وأيضاً تلك الأداة القاتلة التي تمارس دوراً اليوم في مناطق مُلتهبة من العالم، تحت ما يُسمَّى مكافحة الإرهاب، وملاحقة التنظيمات المتطرِّفة، وفي الطريق إلى تنفيذ مثل تلك المهمات يسقط عشرات المدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالطرفين!

لم تتمدَّد الصناعات تلك في السوق العالمية بعد؛ ولكن المستقبل يبدو مبشِّراً في أن تحتل تلك التكنولوجيا مكانة وانتشاراً كبيراً في السنوات القليلة المقبلة، وخصوصاً في مجال صناعة السينما، لأنها أكثر ربحية وتوسعاً، والمسح الجغرافي، وبلوغ أمكنة خطرة وصعبة (البراكين على سبيل المثال)، وفي مجال تسلُّق الجبال التي تجد من الهواة إقبالاً كبيراً.

وانطلاقاً من التساؤل نفسه الذي افتتحت به صحيفة «الغارديان» تقريرها الذي كتبه روبن مكنيكولاس بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2014، هل يصبح العام 2015 عام فن الطائرات بدون طيار؟ ولكن في مجال التصوير طبعاً؟ ذلك ما يعتقده كاتب التقرير.

أصبحت الطائرة من دون طيار أداة راسخة ومكرَّسة بالنسبة إلى المصورين الراغبين في أخذ لقطات جوية من دون أن تتأثر رؤيتهم بفعل انهمار عيونهم بسبب تيارات الهواء المندفعة في المستويات المرتفعة؛ ولكن الفنانين يبحثون الآن عن عديد الاستخدامات الأكثر إبداعاً.

هناك ينشط سيرك دو سولي - وهو الأداء التفاعلي المباشر بين البشر والطائرات بدون طيار - وجون كيل وليام يونغ. لقد بدأنا ندرك عميقاً أسلوب آلة القتل الوطنية، طائرات بدون طيار توفر طريقة جديدة كاملة هي بمثابة وخزة شوكة في أداء الفن.

نمَتْ ثقافة الطائرات بدون طيار على أيدي هواة ممتلئين بالحماس. من كاميرا «نيكسي»، تلك القابلة للارتداء على الرسغ، والتي فازت بجائزة «إنتل»، وتستهدف متسلقي الجبال وعشاق المغامرات الأخرى، والطائرة التي تحلق بعيداً لتلتقط صوراً أو لقطات فيديو عن بعد، حيث يلتقي هواة التصوير من الطائرات من دون طيار، وكذلك هواة التصوير من خلال التكنولوجيا القابلة للارتداء، في ظل سوق متنامية، ومهتمة بتلك الموجة من التكنولوجيا بشكل جيد. وقد تم تحقيق تقدم درامي بحيث سقطت الطائرات بدون طيار مؤخراً في تيار رئيسي، عبْرَ الموجات التي نشهد حضورها في ساحات القتال الملتهبة.

لقد بدأنا ندرك وبعيداً عن آلات القتل في الأوطان، فإن الطائرات من دون طيار أصبحت حرة في فعل ما تشاء في المكان الذي تريد.

لقد فشلت التشريعات في المواكبة، وهو ما يفسر لماذا هناك الكثير من الجدل حتى حول تداخل الطائرات بدون طيار مع مراقبة الحركة الجوية. بينما تعمل وكالة ناسا على مواجهة هذه القضية.

لسوء الحظ، فإن أي شخص يريد استخدام طائرة بدون طيار وضمن قدرات مهنية، عليه القفز من خلال بعض الأطواق المعقدة لهيئة الطيران المدني. وربما يتم فرض حظر شامل يمكن تلمّسه في الأفق، ولكن نحن - في الوقت الحالي - لا نزال أحراراً نسبياً لاستكشاف الإمكانات الفنية لتلك الآلة، وتحديداً في الأماكن الخاصة المغلقة.

تظل الطائرات بدون طيار جديرة بأن تضاف إلى ذخيرة أي فنان. لماذا؟ ببساطة، لأنه من خلالها يمكن خلق تجارب غامرة بشكل مكثف سيتردَّد صداها بشكل أكثر عمقاً في الكثير من تفاصيل حياتنا اليومية، ربما بعد زمن ليس طويلاً.

في السياق نفسه، يمكن لطائرات «كوادروتورز» التحليق والدخول إلى التضاريس التي لا يستطيع البشر دخولها، بدءاً من البراكين إلى مناطق الحرب، بقدرة تلك الطائرات على منحنا كل أنواع الآفاق الجديدة التي لم نصل إليها يوماً.

وبالإضافة إلى تحطيم كل تلك الحواجز الجغرافية، يمكن لتلك النوعية من الطائرات المساعدة في إزالة الحاجز بين الفن والجمهور.

بقيت الإشارة، إلى أن شركة باروت كشفت في شهر ديسمبر 2014، عن طائرة من دون طيار لمحبي التصوير يصل سعرها إلى 500 دولار أميركي. وكشفت الشركة الفرنسية والعاملة في مجال تطوير طائرات بدون طيار خاصة بالمستهلكين، عن نسخة نهائية من طائرتها «بيبوب درون» (Bebop Drone)، وهي طائرة من الجيل الثالث يتم التحكم بها عن بُعد عبر الهاتف الذكي أو ذراع تحكم.

ولا يتعدّى وزن الطائرة 410 غرامات مع هيكلها، وقد تم تزويدها بكاميرا عالية الوضوح بقوة 14 ميجابكسل، وبكاميرا أمامية مثبتة على هيكل ثلاثي المحاور ليحافظ على استقرارها، ويمكنها تسجيل مقاطع الفيديو والتقاط الصور الثابتة بمجال 180 درجة بدقة وضوح 1080×1920 بكسل.

ويصل سعر الطائرة مع ذراع التحكُّم (سكاي كنترولر) إلى 899 دولاراً.