العدد 4529 - الجمعة 30 يناير 2015م الموافق 09 ربيع الثاني 1436هـ

القطان أكد وجوب محبة الصحابة واحترامهم وحفظ اللسان عن سبهم والطعن فيهم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن الخليفة أبوبكر الصديق يدخل الجنة من جميع أبوابها بسبب أفعاله ومبادراته المتنوعة، فهو «سبق إلى الإيمان، وبادر إلى الرفقة، ولازم الصحبة، واختص بالمرافقة في الغار والهجرة».

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (30 يناير/ تشرين الثاني 2015) تحدث القطان عن الخليفة أبوبكر الصديق، واستعرض صفاته، قائلاً: «إنه رجل لا كالرجال، إنه الصديق أبو بكر خليفة رسول الله الأول، والمؤمن برسول الله من الرجال الأول. رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً. فمن سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى أبي بكر».

وعدد أوصافه «أبو بكر، الأبيض النحيف اللطيف، خفيف العارضين، جعد الشعر، دقيق الساقين، خفيف اللحم، يخضب بالحناء والكتم. هو الوقور، جميل السمت، يحافظ على مروءته، ويتجنب ما يريب، لم يشرب الخمر في الجاهلية؛ لأنها تخل بوقار مثله. وقد سئل عن ذلك يوماً فقال: كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي».

وذكر أن «أصحاب المقامات والقيادات، وذوو الشرف والوجاهات، يعتصمون بالوقار والاحتشام، ويستزيدون من خلائق الصدق والمروءة والوفاء، في شفافية نفس، ورهافة حس... لقد بلغت نفسه قصارى ما تبلغه نفس طيبة من رعاية حقوق الناس، ومسارعة إلى الخيرات، ودرء للشرور وساقط الأمور».

وأكد أن «أبا بكر (رض) يكره أن يسيء إلى أحد؛ لأنه - وهو الودود المؤدب - يعلم ما توقعه الإساءة في النفس من ألم قد يخرجها عن طورها في حلمها وأناتها. لقد كان يتحاشى السقط من الكلام، وإذا مدحه مادح قال: اللهم أنت أعلم مني بنفسي، واغفر اللهم لي ما لا يعلمون، واجعلني خيراً مما يظنون… لقد كان كريم النزعات والطوايا، سريع التأثر بمآسي من حوله، مع طموح عجيب إلى المثل العليا، يسابق إلى الخيرات، ويبادر إلى صنوف البر والإحسان، ومواساة ذوي الحاجات».

وأشار إلى أن «أبي بكر (رض) بأفعاله الجميلة، ومبادراته المتنوعة يدخل الجنة ليس من باب واحد ولكن من أبواب الجنة جميعها؛ فلقد عدد رسول الله (ص) أبواب الجنة فكان مما قال: (مِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ،وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يا أبا بكر) ومن أجل هذا فلا جرم أن يقول عمر وعلي رضي الله عنهما: ما سابقنا أبا بكر إلى خير قط إلا سبقنا عليه».

وأضاف «لئن كان أبو بكر أليفاً مألوفًاً، سمحاً ودوداً، ليناً سهلاً، حسن الحديث أديب المجالسة ـ فلتعلموا أن هذا الرفيع من السجايا، والجميل من المحامد، يؤازره قسط وافر من رجاحة العقل، وحصيف الذكاء الذي يتميز به ويحتاجه ذوو الأقدار الكبيرة من الرجال، فقد قيل فيه وفي أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما: (هما داهيتا قريش)، ولقد كان أبو بكر أسرع إلى الفطنة والإدراك فيما يعرض به النبي (ص) لأصحابه من التلميح دون التصريح».

وتابع «يقترن أبوبكر بدماثة الخلق وهدوء الطبع ورجاحة العقل، وقوة في الحق، وشجاعة في النفس، وإخلاص للمبدأ؛ فحين أسلم أعلن إسلامه، وجهر بصلاته، ولقي من الأذى في مكة ما لقي، وتحمل في ذلك ما تحمل»، مبيناً أن «في المعارك كان أبوبكر القريب من رسول الله (ص)، يحفظه ويحوطه، شهد المشاهد كلها وكانت معه الراية يوم تبوك، ولم تذكر له قط هزيمة في ساعة من ساعات الشدة؛ لا في أحُد ولا الخندق ولا حنين، ولا ثبت أحد حيث يصعب الثبات إلا كان هو أول الثابتين، لم يفارق نبيه محمداً (ص) لا حضراً ولا سفراً».

وأردف قائلاً: «لقد اجتمعت تلك الصفات كلها وبرزت في أجلى صورها وأبهى ممارساتها، حينما تولى أبوبكر الصديق (رض) الخلافة بعد رسول الله (ص)، فلقد كان خير خليفة، أرحم الناس وأحناهم عليهم في عفة وصدق ودعة وحزم، وأناة وكيس، ويقظة ومتابعة، ومن رد أهل الردة إلا أبو بكر؟! الضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له، والقوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه. نعم لقد كان قوة للضعيف، ونصفة للمظلوم، ومفزعاً للملهوف، فهو الخليفة الشفيق، وهو الراعي الرفيق، يذود الأمة عن مراتع الهلكة، ويحمي من الحرِّ والقرِّ، يهتم بشئونهم، ويغتم لشكايتهم، وصي اليتامى، وخازن المساكين، كالقلب بين الجوانح، تصلح بصلاحه كل الجوارح.

وأضاف «الحديث يطول في سيرة ومسيرة لا ينقضي منها العجب. فهل تعي الأمة في أعقاب الزمن، وفي مواضع الفتن تعي الأمة المجيد من تاريخها ؟ أم هل يعي شبابها أن روح التاريخ يكمن في سير الرجال الأفذاذ؟ ولكن ما الحيلة إذا كان الرجال لا يقدرون الرجال ولا يعرفون فضلهم وجميل فعالهم».

وخلص القطان إلى أن «تاريخ الإسلام ليس مجرد أحداث مدونة، ووقائع مسجلة، ولكنه عقيدة الأمة، ودينها ومقياسها وميزانها وعظتها واعتبارها... وإن أول ما يتجه إليه النظر في هذا التاريخ الطويل، النظر إلى سيرة آل محمد، وصحب محمد (ص)، فهم أفضل الخلق بعد الأنبياء، وهم الهداة المهتدون الذين عرفوا الحق وبه كانوا يعملون، وهم الذين رباهم النبي، وصنعهم الله على عينه، لم يأتِ ولن يأتيَ مثلهم في الناس، وهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله، لهم من الفضائل ما ليس لغيرهم، ولهم من السبق والإيمان، ما لو وزن بإيمان أهل الأرض لوزنهم، فالواجب على المؤمنين محبتهم واحترامهم وحفظ اللسان عن سبهم والطعن فيهم، ومعرفة فضلهم وسبقهم والاستغفار لهم».

العدد 4529 - الجمعة 30 يناير 2015م الموافق 09 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:48 ص

      عنتر زمانه

      الصحابه بشر مثلنا يصيبون ويخطئون وليس معصومون فمثلا هل يرضي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم بما جري في مصاب الحسين في كربلا كلهم صحابه من الجهيتين ولكن من صاحب الحق ومن الباطل كذلك معركة صفين كم قتل من الصحابه من الفريقين ولكن من المخطأ والمصيب وم صاحب الحق ومن زرع الفتن وقد بشر رسول الله ص عمار بن ياسر بأنك سوف تقتلك الفئه الباغيه وقد قتله صحابه معتدون علي الامام علي بن ابي طالب في شريعته في الحكم ورابع الخليفه ولم يعترضون علي الخلفاء الثلاثه من قبله اليس هذا حقد وكراهيه فهل يرضي رسول الله

    • زائر 13 | 3:36 ص

      اهل البيت (ع)

      قال النبي (ص) اني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّة وعترتي أهل بيتي هناك ناس من بعد وفاة النبي (ص) وضعو العداء لاهل البيت وهم معروفين كذلك لماذا لاتوجد في مناهج التعليم المدارس الدينية عن اهل البيت لواتينا مثلاً للمعركة التي استشهد بها الامام الحسين (ع) وهي كماسميت الطف لماذا لا تدرس وايضاً عن ضهور الامام المهدي وكذلك عن باقي اأمة اهل البيت (ع)

    • زائر 10 | 2:42 ص

      الجهل مشكلة

      روح اقرا تاريخك اول ي... وشوف من اول من آمن وصلى وصدق بالنبي ولم يسجد لصنم قط ما فايده ويا هالعقول سلام الله عليك ياسيدي يا امير المؤمنين علي

    • زائر 8 | 2:08 ص

      اول من اسلم هو الامام علي عليه السلام

      اول من دخل الاسلام هو الذي لم يسجد لصنم قط هو الامام علي عليه السلام
      نحترم الصحابة المنتجبين الذين شهد لهم التاريخ بالتقوى والورع والصدق والامانة والاخلاص امثال ابي ذر الغفاري و عمار بن ياسر وسلمان المحمدي والمقداد و خالد بن سعيد بن العاص وغيرهم من الاشراف الصحابة الذين شهد لهم التاريخ
      نضع الجميع على ميزان التاريخ ونمحص ونرى من كان في قلبه زيغ حذفناه ومن كان في قلبه نور وطهر واخلاص وضعناه على الراس
      اقول يا شيخ في تراث فكري يكفر ام النبي واعمام النبي وكان النبي والعياد بالله من صلب كافر !!

    • زائر 9 زائر 8 | 2:32 ص

      ماشااللة عليك

      من وين لك هل المعلومات الخطيرة ومن قاللك بأن علي أول من دخل الإسلام عيل بوب.............. واحد أصلا أهل قريش كلهم يعبدون الأوثان

    • زائر 11 زائر 8 | 3:04 ص

      ماشاء الله عليك انت ماتدري ان الامام علي اول من اسلم !

      المعلومه موجوده في كتب الوزارة وتدرس لنا من سنوااات الا اذا حذفوها الحين وما اعتقد المذهب الثاني عنده الجرأه بانكارها لانها ساااطعه كسطوع الشمس ولا تخفيها الغيووم

    • زائر 7 | 1:46 ص

      كلام في محله

      هذا الكلام لا جدال فيه فاحترام صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجميع زوجاته واجب على الجميع وكذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام ولا نعطي لأعداء الإسلام فرصة الشماتة بنا

    • زائر 6 | 1:42 ص

      لقد اسمعت

      لقد اسمعت لورنلديت حيّا و لكن لا حياة لمن تنادي يا شيخ فبعض الناس فكرهم قائم أساساً على شتم الصحابة و الطعن في عرض رسول الله

    • زائر 14 زائر 6 | 5:19 ص

      ومن هم؟

      ومن هم الصحابة اللي واجب محبتهم؟؟ اذا انتوا تحطون شرط ماالله نزله فهل يفرض علي ان احب ماانتم ترغبون؟ فهانتم تكيلون بمكيالين؟ فكيف تحبون علي ابن ابي طالب وتترحمون على قاتله معاوية؟؟ واعتقد الصحابة اللي تتكلمون عنهم هم صحيح صحابة في الكتب المزورة والتاريخ العربي المزور وكما ترون نتائجها في الوقت الحالي..اذا احد مايحب معاوية يعني عندكم يسب الصحابة واذا احد حب ال بيت الرساله عندكم ارهابي,, فاي الصحابة اللي تتكلمون عنهم؟

اقرأ ايضاً