تواصلت أمس ردود الفعل الدولية الرافضية للانقلاب في جزيرة هندوراس. وطالبت منظمة الدول الأميركية قادة الانقلاب أمس بإعادة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا إلى منصبه في غضون 72 ساعة، وإلا تم طردها من عضوية المنظمة.
واعتقل زيلايا الأحد الماضي، قبل أن يتم نفيه إلى كوستاريكا بعد وقت قصير، في انقلاب قضت به المحكمة العليا في البلاد لمنعه من تعديل الدستور سعيا إلى الحصول على ولاية ثانية.
وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، خوسيه ميغيل انسولزا، إن المنظمة ستسعى إلى إجراء تصويت بشأن تعليق عضوية هندوراس في حال رفضت الحكومة الجديدة المعينة والتي يرأسها روبرتو ميتشليتي إعادة زيلايا إلى منصبه.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير أمس استدعاء سفير بلاده في هندوراس للتشاور، مشيرا إلى أن باريس تدين إقالة الرئيس زيلايا.
وأعلن كوشنير، في بيان، أن «فرنسا تدين بشدة الإطاحة بالنظام الدستوري في هندوراس»، مضيفا «لقد قررت استدعاء سفيرنا للتشاور».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، أن مدريد ستستدعي سفيرها في هندوراس للتشاور بعد الانقلاب، داعية إلى «إعادة النظام الدستوري».
على صعيد متصل، أكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، أن الإطاحة بالرئيس زيلايا تمثل سابقة خطيرة ولن تقبل به باقي دول أميركا اللاتينية.
وقال دا سيلفا: «إننا لا نقبل بعودة الانقلابات في أميركا اللاتينية... شهدنا تجربة مواجهة انقلابات عسكرية خلال الستينيات من القرن الماضي».
وأبعد زيلايا خارج البلاد بعد محاولة تعديل الدستور للسماح للرؤساء بإعادة ترشيح أنفسهم لولاية ثانية بعد انتهاء فترة رئاستهم الأولى ومدتها أربع سنوات وهي خطوة رفضها الكونغرس والمحاكم والجيش في هندوراس. ويمثل الانقلاب أكبر أزمة سياسية تعصف بأميركا الوسطى خلال سنوات.
وأوضح لولا دا سيلفا، أن البرازيل ستبذل قصارى جهدها للمساعدة في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تطالب بعودة الديمقراطية في هندوراس.
وتساءل الرئيس البرازيلي: «هل تعني الديمقراطية أن يمكنك أن تعزل رئيسك في وقت متأخر من الليل وتنصب آخر؟»، مضيفا «هذه سابقة خطيرة للمجتمع الدولي بأسره». وتابع «لقد أوقفنا جميع أشكال التعاون مع هندوراس، لأنه يجب عليها احترام العملية الديمقراطية».
العدد 2491 - الأربعاء 01 يوليو 2009م الموافق 08 رجب 1430هـ