ورشة عمل
كتبت على صفحتها على الفيسبوك «سأنتحر اليوم» تداعى المعجبون باحتفالية: التوسل والمناشدة والرفض والدعاء. قلقت عليهم ثم كتبت: نزوة شلت تفكيري وتلاشت.
راحة دون مقاطعة
يكبر في العمر. تواجهه الحياة بالكثير مما لا يعجبه. لم يعد له من مواعيد. تخلص من كل الساعات.
عدالة الأقوياء
خرج من الساحة العدلية مطلقاً يديه في الهواء يمنة ويسرة ويقول «هذا آخر المطاف يسرقوننا ويهددوننا. ويقول لي أنت تعرف مع من تتكلم؟ طز» وزوجة تذرف دمعة واعية على ضياع أثر زوجها الآتي .
لا له ولا عليه
علق صورة الزعيم المناضل. خشي أن توجه له تهمة المؤامرة على إليته أن تركها لبرد الجدار ينخرها.غطاها بصورة بحجم الإطار لقائد المعارضة.
همجية
عاد الجنديان العدوان من أرض المعركة. قال أحدهما مخاتلاً: الحرب فائزون ورابحون. أغلق الثاني ذكرياته قلقاً على أرقام الأحياء والأموات.
بدانة عقلية
اعتقلوا بسطاء الناس بالإغراء والتهديد. زرعوا حشرة في أدمغتهم. أكلت المعلومات وثبتت مهمة الإنجاز المفرط في القتل. انتشر شياطين المستقبل المضطرب.
قف ...
ركب البراق. صعد ووصل إلى سدرة المنتهى. عاد إلى الأرض. وعاد أثر الحصير في جنبه. دعا أن يحشر مع زمرة المساكين.
يوسف فضل
في رثاء المرحومة المعلّمة وخادمة الحسين الملاّية (فاطمة القشعمي)
يا شيخةَ العمَّاتِ تهتُ طويلاً
من أين أفتحُ للقصيدِ سبيلاً
من أين أبدأُ، هاهنا أو هاهنا
أو كيف أبدأُ جملةً تفصيلاً؟
متحيرٌ أنا في رثاكِ وتائهٌ
إذْ كان فقدُك مؤلماً وجليلاً
نيفٌ وتسعون عاماً بالعطاءِ نما
فلتُلهِميني للحديث قليلاً
لأقول: إنّ العطف فيك طبيعة
قد أشبعتِنا دائماً تقبيلاً
وأقولَ إنّ قعودَنا وقيامنَا
واللهِ بين يديكِ كان جميلاً
وأقولَ: عن يمناكِ كمْ قد خرَّجَتْ
جيلاً من القرَّاءْ يتْبعُ جيلاً
وأقولَ: عن بيتٍ تعلاّ شأنُهُ
هزَجُ التلاوةِ فيه كانَ دليلاً
وأقولَ: ما قالتهُ أجيالٌ لقدْ
علَّمتِها القرآنَ والترتيلاً
فلأَنتِ خيرُ معلمٍ بينَ الورى
لا يرتضي غير الكتاب بديلاً
إنِّي أُبجِّلُها (وشوقي) قالها
:(قُمْ للمعلِّم وفِّه التبجيلاً)
هي تستحقُّ وما نطقتُ مبالغاً
فيها ولستُ مُهوِّلا تهويلاً
ولطالما نَعَتِ الحسينَ وصوتُها
بالنِّعي يُلهبُ في النفوس غليلاً
الله ما أشجى نواعيَها التي
من عُظْمِها تتجاوزُ التمثيلا
تنعى فتُبكي الحاضرات جميعَها
بنوائحٍ تعلو الحمامَ هديلاً
فكأنَّها أَبكتْ ملائكةَ السما
وكأنَّها أبكتْ بها جبريلا
وأظنُّنِي يوماً سمِعتُ رثاءَها
تُرثي بِشِعرٍ طالما قد قيلا
:(جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمدٍ
مُتزملاً بدمائِه تزميلا)
(ويُكبرونَ بأنْ قُتلتَ وإنَّما
قَتَلوا بكَ التكبيرَ والتهليلا)
تنعى الحسين كأنَّما هي قد رأتْ
جسمَ الحسين على التراب جديلاً
ورأتْ خياماً أحرقوها بل رأتْ
ما بين نيران ِالخيام عليلاً
وكأنَّما الحوراءَ فرَّت حينما
سَمِعتْ له وسطَ اللهيبِ عويلاً
تدعو ولا أحدٌ لها من أهلها
كلٌّ توسَّدَ بالتُّراب قتيلاً
لكنها اتجَهَت لِنهرِ العلقمي
تدعو الذي مِن قبلُ كان كفيلاً
عباسُ ترضى أنْ يكونَ عزيزُكم
من بعد فقدك يا أُخيُّ ذليلاً
بالأمس كنتَ معي ترافقُ مَحمَلي
وغداً يُرافِقُني الدَّعيُّ رحيلاً
يا قلبَ زينبَ كمْ نابتكَ نائبةٌ
لو نابتِ الجبلَ الأشمَّ أُزيلا
عارف القشعمي
العدد 4528 - الخميس 29 يناير 2015م الموافق 08 ربيع الثاني 1436هـ
تعبير رائع يا أخ عارف القشعمي
بارك الله فيك يا أخ عارف على هذا التعبير المتميّز
و رحم الله موتانا و عمتك و موتى المؤمنين