الوسط - محمد باقر أوال

السمنة، التخسيس، الحرق... مفردات تعني أن النشاط البدني من ممارسة الرياضة إضافة إلى التقليل من الجلوس والتقليل من تناول الملح بالطعام ضروري لجسم الأنسان، فبالرياضة تستطيع بناء جسد خالٍ من الأمراض وحتى وصول الدم لجميع أجزاء الجسم وخلوه من الأمراض أو تأخيرها.

وفي دراسة حديثة أثبتت ان ممارسة الرياضة بشكل منتظم قد لا تحمي الإنسان من الأمراض إذا كان الشخص يجلس لفترات طويلة، وهذا يجعل من جينات الإنسان لها استعداد وقابلية للأمراض، فالرياضة تقلل من المرض ومضاعفاته وتؤخر المضاعافات التي تؤدي للأمراض العديدة.

الطبيب علي مبارك، استعان بوسائل التواصل الاجتماعي ومنها «الانستغرام» لتثقيف الناس وتوعيتهم صحياً، كما درس مبارك الطب البديل متزامناً مع الطب البشري، وعن التوعية بضرورة اتباع الرياضة والتنظيم في الأكل لبناء جسم صحي بدل أن تكون السمنة هي المتحكمة في الجسم. أجرينا لقاءنا هذا معه:

كيف تقوم بالتوعية الصحية؟

- هناك كثير من الناس لاتعطي للتوعية أي اهتمام، وكوننا أطباء من المفترض أن نقوم بخلق جيل واعٍ صحياً من خلال التثقيف الصحي، وبدل أن ننتظر المريض يجب علينا أن نلجأ نحن للناس وتوعيتهم قبل أن يكونوا مرضى.

لماذا لجأت لبرامج التواصل الاجتماعي مثل «الإنستغرام» للتثقيف الصحي؟

- أصبح الناس كثيري الاطلاع على برامج التواصل الاجتماعي، وعندما نريد توعية الناس يفترض أن نلجأ للوسيلة الأقرب إليهم، فمن خلال الندوات والورشات التثقيفية ومن خلال برامج التواصل الاجتماعي نسطتيع الوصول إلى الناس وتوعيتهم، فمن خلال الوسيلة التي تجذبهم وتلفت أنظارهم تستطيع التأثير عليهم.

كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر حيوية واستخداماً، فمن خلال «الإنستغرام» وباسلوب رائع ومؤثر نستطيع التأثير وتوعية الناس.

كيف تنظر لمستوى التثقيف الصحي في البحرين؟

- عندما كنت أدرس طب في أوكرانيا لاحظت أن المريض عندما يتحدث مع الطبيب يمتلك معلومات وثقافة عالية، فمن خلال الحديث معهم أجد لديهم توعية بالأدوية والأمراض، أما في البحرين فلدينا نقص توعوي وتثقيفي، فلا نجد الكثير من يقرأ الوصفات الطبية قبل تناول الدواء، فالصحيح قبل تناول الدواء يجب قراءة الوصفات ومعرفة سلبيات الدواء إذا كانت تسبب آثاراً جانبية أم لا.

فكوننا أطباء يجب علينا أن نثقف الناس بضرورة قراءة الوصفات الطبية قبل تناول الدواء، إضافة إلى أن يقوموا بتثقيف أنفسهم من خلال مواقع أو أطباء معتمدين حول أي مرض يصيبهم، وذلك لمعرفة أسباب الأمراض وأيضاً كيفية علاجها.

كيف ترى الطريقة الصحيحة للتوعية؟

- تكون التوعية الصحيحة من خلال أن يقوم الأطباء بتثقيف الناس الأصحاء قبل أن يكونوا مرضى، فبدل أن ينتظر الطبيب في العيادة يقوم هو بتثقيف الناس من خلال الوسائل المتاحة له، مثلاً، من خلال وسائل الإعلام، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال إقامة الندوات والورشات والمؤتمرات التثقيفية والتوعوية يستطيع الأطباء أن يقوموا بتوعية صحيحة.

ومن الخطأ أن نذكر معلومة دون تعريفها بشكل متكامل، فالمريض لايعرف ماذا تعني هذه المعلومة، ومن المفترض على الأطباء توعية المرضى بتثقيفهم بطريقة علمية بسيطة أي بشرح كافٍ.

إذاً، ماذا عن ممارسة الرياضة، وكم من الوقت المفترض يمارسها الشخص؟

- أهم مايكون في ممارسة الرياضة أن تكون متواصلة لما يقل عن خمسة أيام بالأسبوع ولمدة لاتقل عن 40 دقيقة، فبعد الأربعين دقيقة يبدأ الجسم بحرق الدهون تدريجياً مما يكون له الأثر الفعال في ممارسة الرياضة.

كما ننوه إلى أنه ليس بمقدور أي شخص أن يمارس الرياضة سواء المشي أو غيرها لمدة طويلة، خاصة إذا كان الطقس حاراً، كما إن تناول لتر واحد من الماء أثناء المشي يساعد أيضاً على حرق الدهون.

هل هناك علاقة بين السمنة وأمراض أخرى؟

- نعم هناك علاقة كبيرة بين السمنة والسمنة الزائدة وبين أمراض أخرى مثل السكري والضغط وغيرها. ونرى أن هناك أمراضاً تصاحب أمراضاً عديدة، فمثلاً السمنة يصاحبها أمراض السكري من نوع الثاني وكذلك ارتفاع أو هبوط في الضغط مما يؤدي إلى جلطات وأمراض بالقلب، وخاصة إن نسبة الضغط بالبحرين مرتفعة، وننصح الجميع بممارسة الرياضة لتقليل من الأمراض سواء الضغط أو السكري.

كما أن الضغط المرتفع هو الأخطر وهو مسبب لأمراض مثل الجلطات والنزيف الداخلي وأمراض القلب. كما أن أسباب الضغط المرتفع الموجودة في البحرين والتي ليس لها سبب، نسبتها تصل إلى 95 في المائة.

كيف تقنع مرضى السمنة بممارسة الرياضة والتخسيس؟

- أولاً، يجب على كل مريض بالسمنة أن يعترف في ذاته بأنه مريض، وأنه يحتاج إلى علاج للتخلص من السمنة والأمراض المصاحبه له، ويجب عليه أن يقتنع بأنه يوجد له علاج إذا انتظم بصورة صحيحة من خلال ممارسة الرياضة واتباع إرشادات الطبيب.

أنا قمت بتجربة مع شخص مريض بالسكري، وكانت نسبة السكري لديه تصل إلى 14، وبعد ممارسة الرياضة وصلت نسبة السكري إلى تحت السبعة وبمتابعة الرياضة تخلص من السكري ووصل للمرحلة العطبيعية، ولكن للأسف عندما ترك الرياضة ولم يلتزم بالإرشادات رجعت نسبة السكري عنده إلى مثل قبل. إذاً سيحتاج الشخص المصاب بالسمنة أو السكري أو غيرها من الأمراض للصبر وعلاج منتظم مع ممارسة الرياضة بانتظام لإنقاص الوزن بصورة تدريجية.

هل هناك ردود فعل وصدى للتوعية من خلال ماتقومون به؟

ـ نعم، هناك ردود فعل إيجابية وتبشر بالخير من خلال التواصل سواء بالندوات أو الورشات التوعوية أو من خلال «الإنستغرام»، فتجد الكثير من الناس يريد أن تكون لديه توعية صحية وتثقيف صحي.

ماذا تقدم من نصيحة؟

- «كل ماشئت بس بكمية قليلة مع ممارسة الرياضة وشرب الماء والتقليل من الدهون، وبالفحص الروتيني لكل فترة ليطمئن أي شخص على نفسه أنه غير مصاب بأي نوع من الأمراض».