العدد 4528 - الخميس 29 يناير 2015م الموافق 08 ربيع الثاني 1436هـ

«من أجل صقر» لماكدونالد يفوز بجائزة كوستا للكتاب

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

الابنة التي أمضَّها الحزن لفقد والدها، والتي أصبح هاجسها تدريب طير جارح من نوع الباز، الكاتبة البريطانية هيلين ماكدونالد فاز كتابها «من أجل صقر»، بجائزة كوستا لكتاب العام (2015).

يقود الحزن أحياناً؛ وخصوصاً في مجال الكتابة، للاهتداء، وإنجاز أعمال إبداعية فارقة ومُذهلة. ذلك ما حدث مع ماكدونالد، التي استثمرت حال الهوس والتعلُّق بتلك الهواية يوم أن كانت صغيرة، وسيطر عليها هاجس أن تكون صقَّارة مذ كانت في الثالثة عشرة من عمرها، لتفجع برحيل والدها. ترويض الطيور الجارحة (الباز خصوصاً)، يتيح قدرة على ترويض ما هو صعب. الحزن من الأمور التي تبدو عصيّة على الترويض بالنسبة إلى الإنسان. ماكدونالدز نجحت في ذلك بامتياز، ليس على مستوى إشباع رغبتها المبكرة تلك، بل في التعبير عنها، وتجاوز حال الحزن إلى إنجاز حاز إعجاب العالم الأدبي.

نيك كلارك، من صحيفة «الإندبندنت» يضيء حدث الفوز بجوائز كوستا، ويتوقف عند ماكدونالد، في عدد الصحيفة يوم الثلثاء (27 يناير/ كانون الثاني 2015).

الكتاب بفكرته الأساسية ينطلق من استكشاف أمور ثلاثة: الحزن، الحب، والطبيعة، بالأثر الذي يمكن أن يكتسبه شخص أثناء تدريب صقر من نوع «الباز».

الفوز بالجائزة حقق لماكدونالد مبلغاً وقدره 30 ألف جنيه إسترليني، تسلّمتها في حفل أقيم بالعاصمة البريطانية (لندن).

رئيس لجنة تحكيم الجائزة روبرت هاريس، لم ينسَ انتقاد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لعدم وجود البرامج التلفزيونية الأدبية.

وأوضح أنه «في سبعينيات القرن الماضي، كان هناك اثنان من برامج الكتب في التلفزيون البريطاني. الآن ليس لدينا أي برامج مخصصة للكتاب».

وفي ما يتعلق بموقف لجنة التحكيم، قال هاريس، إن الأمر كان حاسماً في الجولة الأولى من التصويت بين القضاة التسعة، للكتاب الذي فاز ضمن فئة السيرة الذاتية، على رغم أن بعض الأعمال الخاضعة للتحكيم حظي بالمساندة أيضاً.

وأضاف، أن الكتاب ظل حاضراً في فكر وأذهان جميع أعضاء اللجنة، وكان واحداً من الكتب التي لا يمكن أن ينسوْه أبداً.

وقال رئيس لجنة التحكيم: «كانت السيرة مكتوبة ببراعة من خلال نثر قوي. السيرة تحدّق في الحزن بعيني صقر. كان عملاً ذكياً جداً، وكُتب بما يشبه المشرط النثري. قطعة ذكية منسوجة ببراعة في كل شيء».

يذكر، أنه سبق لماكدونالد الفوز بجائزة صمويل جونسون للأعمال غير الخيالية وذلك في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، عن كتابها الذي يحوي مذكرات يجمع أطرافها الحزن.

ماكدونالد، مارست الصقارة (تربية الصقور وتدريبها) لسنوات عديدة، وكانت تجربتها الأولى عندما كانت في سن الثالثة عشرة من عمرها. وبعد سنوات دفعتها التجربة إلى أن تكتب أطروحة أكاديمية حول هذا الموضوع.

الفائزون عن الفئات الخمس الأخرى للجائزة، والتي تتكوَّن من الرواية، والرواية الأولى، كتاب الأطفال، والشعر، حصلوا على جائزة نقدية قدرها 5000 جنيه إسترليني لكل منهم، ودخلوا في المنافسة على جائزة كتاب العام التي فازت بها ماكدونالد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً