عندما يزور المريض طبيبه فى عيادة العيون ويشتكي “دكتور ان قوة الابصار تتراجع وانا عمري اثنان وعشرون عاما ولست محتاج الى تغيير النظارة ورغم ذلك لم يستقر البصر فى هذا السن”.

مثل هذة الشكوي ليست روتينية لماذا .... ؟ لان قوة الابصار تستقر نسبيا بعد سن 18 عاما ولكن المشتكي يقول لم يستقر البصر رغم تبديل النظارة عدة مرات، هذة الحالة النادرة نسبيا لا نعتبرها قصر بصر او طول بصر او “استجماتيزم” بسيط يعالج بالنظارة وبعد الفحص بالاجهزة الحديثة نجد ان المصاب بمرض يسمي القرنية المخروطية، وذلك لا يمكن اكتشافة الا بعد اجراء فحوصات تسمي دراسة جغرافية القرنية، وكذلك سمك القرنية.

ولكن ما هو السبب فى عدم استقرار البصر وتدهور حدة الابصار مع استخدام النظارة الطبية او حتى العدسات اللاصقة التي لا تجدي نفعا ولا تعطي نتيجة ابصار جيدة تصل إلى 6/6. طبعا اذا عرف السبب بطل العجب واذا تم اكتشاف أن القرنية ذات شكل مخروطي مبكرا - في سن الخامسة عشر مثلا - فإنه بالإمكان وقف التدهور والتعامل مع الحالة في مراحلها الاولية ويحصل المريض على حدة الابصار 6/6 وذلك كلة يعتمد على الطبيب الحاذق الذى يستطيع أن يقيم نتيجة الفحوصات الاولية للنظارة بشكل سليم وينصح باجراء فحوصات اكثر دقة للتأكد من عدم وجود مراحل اولية للقرنية المخروطية .

ولكن ما هى القرنية المخروطية والتى تتدهور حتى تصل لمرحلة أنها تصاب بتهتك وعتامة وتحتاج لاستبدال وزرع قرنية جديدة حية من عين متبرع وتحصل عليها من بنوك العيون العالمية.

المرض يسمي بالقرنية المخروطية بسبب أن أنسجة القرنية وهي الغشاء الأمامي المقطعي لقزحية العين يكون ذو نسيج لين نسبيا ولان كرة العين لها ضغط معين هذا الضغط الطبيعي يؤثر على القرنية اللينة مما يسبب تمدد وتحطط ويصبح شكل القرنية وهى الدائري المقوس مثل سطح كرة السلة مثلا الى شكل مخروطي ومتعرج بدرجة كبيرة جدا مما لا ينفع مع تصحيح الخطأ الانكساري بالنظارة او العدسات اللاصقة او حتي عمليات الليزك. ولهذا يجب ان يشخص المرض فى المراحل الاولية عندما يوصف الطبيب النظارة للمحتاج لتصحيح البصر ويعالج فى المراحل الاولية قبل تدهور البصر بسبب تدهور شكل القرنية المخروطي ، وتلك مسئولية فاحص البصر والطبيب .

د.حسن العريض

استشاري طب و جراحة العيون

مركز العيون التخصصي - عيادات إبن رشد 2