العدد 4527 - الأربعاء 28 يناير 2015م الموافق 07 ربيع الثاني 1436هـ

هل يمكن تفادي سرطان القولون؟

سرطان القولون واحدٌ من أكثر أنواع السرطانات شُيُوعاً لدى الرجال والنساء. وإذا اكتُشِف هذا السرطان في وقتٍ مبكِّر، فإنَّه غالباً يكون قابلاً للشفاء. وهذا ما يجعل إجراء الفحوصات للتحري عن سرطان القولون أمراً مهماً. يجب أن يخضعَ كلُّ من تجاوزَ خمسين عاماً إلى الفحص والتصوير بحثاً عن سرطان القولون.

يُعرف القولونُ أيضاً باسم الأمعاء الغليظة. والقولون هو آخر متر ونصف من الأمعاء. ويتألَّف القولون من أجزاء عدة: الصاعد، والمُستعرض، والنازل، والسيني، والمستقيم والشَّرج.

وترتفع عوامل الإصابة بالمرض لمن تجاوز الخمسين من عمره، أو من يوجد لديهم تاريخي مرضي في العائلة. وقد يتعرض للمرض المصاب بسَلائِل أو بوليبات قولونية وهي نموّاتٌ تنشأ على الجدار الداخلي للقولون بعضها يُمكن أن يصبح سرطانياً وإزالتها في وقتٍ مبكِّر يقلِّلان من مخاطر الإصابة بسرطان القولون. وللتغيرات الجينية أيضاً دور في رفع عامل الخطورة في الإصابة بسرطان القولون.

العرضُ الشائع للإصابة بسرطان القولون والمستقيم هو تغيُّر عدد مرات التبرز ومواعيدها. وقد يشتمل هذا التغير على الإمساك، والإسهال، إضافة إلى الإحساس بأنَّ الأمعاء لا تُفرِغ البراز على نحوٍ كامل. وتدل كثرة الإصابة بالتقلُّصات (المغص) أو الآلام الناتجة عن الغازات، أو الإحساس باتنفاخ البطن، وكون شكل البراز أضيق من المعتاد. إضافة إلى الشعور بالتعب الشديد طوالَ الوقت، ووجود غثيان أو تقيؤ، مع نقص الوزن من غير أي سببٍ ظاهر.

يمكن تشخيص المرض عن طريق الكشف الإكلينيكي، أو اختبار الدم الخفي في البراز. إضافة إلى تنظير القولون يمكَّن الطبيبُ من رؤية القولون من الداخل وأخذ خذعات من السلالات أو البؤر محل الشك لتحليلها.

تحديدُ مراحل السرطان

في حالة إصابة المريض بسرطان القولون والمستقيم، فإنَّ الطبيبَ يحدِّد المرحلة التي بلغها هذا السرطان ويجري تحديدُ المراحل عادةً باستخدام أرقام من 1 إلى 4 حيث يشير الرقم المنخفض إلى أنَّ السرطان مازال في مراحله الأولى. عندَ تحديد مراحل سرطان القولون والمستقيم، يريد الطبيب أن يكتشف ما يلي:

* مدى تغلغل السرطان في جدار القولون أو المستقيم.

* إن كان السرطان قد بدأ بغزو النسج المجاورة.

* ما إذا كان السرطان قد انتشر. وإذا كان قد انتشر، فإلى أيَّة أجزاءٍ من الجسم؟

المعالجة والعناية الداعمة

يعتمد نوعُ المعالجة على حجم السرطان وموقعه، وكذلك على المرحلة التي بلغها، وعلى الحالة الصحية العامة للمريض. قد تتضمَّن معالجة سرطان القولون والمستقيم الجراحةَ والمعالجة الشعاعية والمعالجة الكيميائية، أو أي مزيجٍ من هذه الطرق المختلفة.

* الجراحة: الاستئصال الجراحي لجزء من القولون الذي يحتوي على الورم، وكذلك العقد اللليمفاوية الخاصة بهذا الجزء، ويُمكن أن يكون الجرَّاحُ مضطراً إلى صنع فتحة جديدة تؤدِّي من القولون إلى خارج الجسم وتُدعى هذه الفتحة باسم «فَغر القولون». وفي بعض الأحيان، يُمكن إغلاق هذه الفتحة الجديدة من خلال عمليةٍ جراحيةٍ أخرى.

* العلاج الكيميائي: يستخدم عادة بعد الجراحة في المرحلتين الثالثة والثانية ذات الخطورة العالية، ويكون لمدة 6 شهور، والعلاج يكون عن طريق الوريد أو الفم أو الاثنين معاً. أما في المرحلة الرابعة فقد يعطى العلاج الكيميائي قبل الجراحة أو بعدها، ويعتمد ذلك على حالة المريض، وفي بعض الأحيان من دون جراحة، وذلك إذا كان السرطان قد انتشر إلى أكثر من جزء من أجزاء الجسم.

* العلاج الإشعاعي: قد يستخدم مع العلاج الكيميائي في بعض حالات سرطان المستقيم (المرحلتين الثانية والثالثة) قبل الجراحة أو بعدها باختلاف حالة المريض. وقد يستخدم في المرحلة الرابعة لتخفيف الأعراض الناتجة عن انتشار المرض خارج القولون.

* العناية الداعمة: من الممكن أن يؤدِّي سرطان القولون والمستقيم وأساليب معالجته إلى ظهور مشكلات صحية أخرى. ومن المهم أن يخضع المريض للعناية الداعمة قبل معالجة السرطان وخلال هذه المعالجة وبعدها. والعناية الداعمة هي المعالجةُ الهادفة إلى ضبط الأعراض وتخفيف الأعراض الجانبية للمعالجة، وكذلك إلى مساعدة المريض على التعايش مع عواطفه وانفعالاته. من الممكن أيضاً أن يكونَ تناولُ الطعام بشكلٍ جيد والمحافظة على النشاط أمرين صعبين على المريض خلال معالجة السرطان، وبعدها أيضاً. وعلى المريض استشارة الطبيب فيما يخص الأساليبَ التي تساعده على التلاؤم مع هذا الوضع. تهتم العنايةُ الداعمة أيضاً بالألم المصاحب للسرطان ومعالجاته. ويستطيع الطبيب، أو اختصاصي الألم، أن يقترح طرقاً مفيدةً من أجل التخلُّص من الألم، أو من أجل تخفيفه.

هل يمكن تفادي الإصابة بسرطان القولون؟

نعم، من الممكن تفادي الإصابة بسرطان القولون لو طبقت وسائل الكشف المبكر، والتي أصبحت إجراءات روتينية متبعة في معظم دول العالم. والمشكلة أن أعراض هذا المرض تظهر متأخرة جداً بعد تحوله إلى سرطان، وهو ما يقلل من فرصة الشفاء التام منه. ولذلك ينبغي ألا ينتظر المريض ظهور أعراض مثل وجود دم في البراز أو آلام في البطن أو تغير في نمط التبرز حتى يراجع طبيبه. وإنما عليه أن يقوم بالكشف المبكر للبحث عن زوائد اللحمية الحميدة واستئصالها أولاً بأول حتى لا تتحول في المستقبل إلى أورام سرطانية خبيثة، وبهذه الطريقة يمكن تفادي مرض سرطان القولون والشفاء التام منه في أكثر من 90% من الحالات.

ما السن المناسب لبدء الكشف المبكر لسرطان القولون، وما أفضل وسيلة؟

الفحص الأول عند سن 50 سنة، حيث بيّنت الدراسات أن الزوائد اللحمية وسرطانات القولون تزداد نسبتها بشكل واضح بعد سن الخمسين، ويعاد الفحص بشكل دوري كل 5-10 سنوات. أما إذا كان هناك تاريخ عائلي في الأقارب من الدرجة الأولى بإصابات بأمراض سرطان القولون أو الزوائد اللحمية، فعليك بدء الفحص في عمر أقل. أفضل وسيلة على الإطلاق هي تنظير القولون حيث يقوم بفحص القولون كاملاً، وإذا وجدت أي زوائد لحمية خلال الفحص فبإمكان الطبيب أن يستأصلها مباشرة من خلال المنظار نفسه من دون اللجوء إلى جراحة.

د.طارق الجوهري

قسم أمراض الدم والأورام مستشـفى المـواسـاة – الدمـام

العدد 4527 - الأربعاء 28 يناير 2015م الموافق 07 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً