العدد 4527 - الأربعاء 28 يناير 2015م الموافق 07 ربيع الثاني 1436هـ

أيهما أفضل: المشي خارجاً أم باستخدام الأجهزة؟!

لعبت التكنولوجيا دوراً حيوياً ومؤثراً في المجال الطبي على أصعدة عدة، لكن قد لا تكون التكنولوجيا مستحسنة في كل الأحوال؛ وهذا ما قد يبدو جلياً في عملية المفاضلة إجمالاً بين ممارسة رياضة المشي أو الجري باستخدام ما توصلت إليه التكنولوجيا من أجهزة المشي (Treadmills) أو بالمشي الطبيعي في المساحات المفتوحة (Outdoor walking).
عملية المفاضلة بين الخيارين يمكن أن تكون مختلفة من شخص إلى آخر بحسب توافر أبعاد عدة، ما يعني أنه لا يمكننا الجزم بأفضلية أحد الخيارات بصورة مطلقة. ولكن إجمالاً يمكن اختيار الطريقة المناسبة لممارسة رياضة المشي أو الجري، سواء على الجهاز أو خارجاً بناء على عوامل عدة مبنية بحسب الهدف والخطة التي يضعها الشخص. وفي كل الأحوال، يجدر التنبه إلى أهم الفوارق للتمييز بين الأسلوبين:
1- المشي على الجهاز أضمن في استمرارية ممارسة الرياضة لتغلبه على عوائق الأجواء، أو خطورة الطريق، أو محدودية الوقت، إضافة إلى عوامل أخرى عدة.
2- يتميز الجهاز بإمكانية تنسيق البرامج الرياضية وبرمجتها ومراقبة كل ذلك وتطويره بشكل أكبر من الرياضة خارجاً.
3- لاستخدام الجهاز دور مهم في التعامل مع تأهيل المرضى، وخصوصاً كبار السن، المرضى الذين يعانون من اختلال الميكانيكية الطبيعية للحركة (Gait pathologies)، والمرضى الذين يتأثر عندهم الاتزان؛ حيث إن استخدام الجهاز تحت مراقبة وإشراف الفريق الطبي يعطي أماناً أكثر لضمان سلامة المريض.
أما على الجانب الآخر، فمازالت هناك الكثير من الإيجابيات التي ينطوي عليها المشي الخارجي من دون استخدام الأجهزة إذا ما قورنت بالمشي على الجهاز، ومنها:
1- معدل حرق السعرات الحرارية يكون أعلى في المشي الخارجي منه على الجهاز، خصوصاً إذا كان الجهاز من غير تفعيل خاصية الميلان؛ وذلك بسبب فقدان مقاومة الجسم للهواء.
2- معدل تحفيز الدماغ والتنسيق العضلي والعصبي يكون أعلى في المشي خارجاً بسبب وجود ارتفاعات مختلفة ومطبات وحواجز في الطريق تحفز الدماغ على التنبه والتركيز.
3- تقوية العضلات تكون أكثر خارجاً بسبب مقاومة الجسم لدفع الهواء.
4- الحالة النفسية تكون أفضل عند ممارسة الرياضة خارجاً، وذلك حسب نتيجة دراسة أجريت العام 2011 للمقارنة بين الرياضة داخل المنزل وخارجه وتأثير كل منهما على الناحية النفسية.
5- المشي خارجاً أقل كلفة من الناحية الاقتصادية، خصوصاً إذا تطلب اختيار الجهاز الرجوع إلى المواصفات الطبية ومواصفات الجودة.
6- قد تقل نسبة الإصابات وتفاقمها في المشي خارجاً عند عدد محدد من المرضى، وخصوصاً من يعانون من التهاب المفاصل كالركبة مثلاً، أو المرضى الذين يعانون من مشكلات أخرى في الركبة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى وجود بعض الأضرار أثناء استخدام الجهاز كزيادة نسبة تآكل غضاريف الركبة وغيرها على المدى البعيد. ولكن يجب التنبه أيضاً إلى أن بعض الأرضيات الخارجية قد تعطي تأثيراً أسوأ من قاعدة جهاز المشي، وخصوصاً أرضيات الإسفلت. وقد توصلت التكنولوجيا أيضاً إلى استخدام جهاز مشي خاص يكون تحت الماء (Under water treadmill) وهذا قد يحدُّ بشكل كبير من مشكلات المفاصل أثناء رياضة المشي.
وأخيراً، يمكننا القول إن الاختيار يعتمد بدرجة أكبر على أهداف الشخص وإمكانياته الاقتصادية والظروف الطبيعية وعوامل أخرى عديدة يجب أخذها في الحسبان كما سبق وبيَّنا. ولكن إجمالاً قد لا تكون التكنولوجيا هذه المرة هي الأفضل إطلاقاً. والأهم من كل ذلك هو الاستمرارية لحصد ثمار المشي، سواءً أكان ذلك باستخدام الأجهزة أم عدمه.
محمد ميرزا الريس
إختصاصي علاج طبيعي وتأهيل

العدد 4527 - الأربعاء 28 يناير 2015م الموافق 07 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً