لم يكن أي متابع عربي لكأس أمم آسيا يتمنى أن تحزم المنتخبات العربية حقائبها مبكراً بوداع البطولة وعدم المنافسة على اللقب، إذ كنا نتمنى أن نرى منتخبا عربيا في المباراة النهائية على أقل تقدير.
في السنوات السابقة، كانت المنتخبات العربية قوية للغاية، وتتواجد في المباريات النهائية باستمرار، لكن سرعان ما تحولت تلك الانجازات إلى ماض وأصبحنا نتحدث عن الواقع الأليم الذي تعاني منه الكرة العربية بتراجعها الواضح والملحوظ وسط تطور مذهل لمنتخبات شرق آسيا التي تبنى على أسس ومعايير سليمة مستغلة تدهور الكرة العربية في السنوات القليلة الماضية.
لماذا الهبوط تدريجياً إلى الهاوية لدى الدول العربية، كيف تطورت شرق آسيا وكرتنا تترنح، فكلما وضعت الدول قدما على طريق التطور، نتراجع أقداما كثيرة نحن إلى الوراء... وراء كل ذلك التخطيط السليم والصبر، فكلما كان الأساس صحيحا فإن الانتاج سيكون مميزا، فنحن أصبحنا نشارك في بطولات كبرى من أجل المشاركة فقط ونبتعد عن المنافسة وتحقيق الألقاب بعد أن كنا على رأس الهرم أصبحنا بعيدين كل البعد عن وسط الهرم على الأقل.
مغامرات عربية في البطولة الآسيوية سرعان ما فرض عليها الواقع التوقف، وتوقفت رحلة منتخبي الإمارات والعراق عند الدور نصف النهائي، بخسارة الأول من استراليا والثاني من كوريا الجنوبية.
بطولة آسيا الحالية، كشفت المعاناة الكبيرة التي تعاني منها الكرة العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، وأعتقد أن هذه المشاركة يجب أن لا تمر مرور السحاب وخصوصاً لدى الاتحاد البحريني لكرة القدم، فالشارع الرياضي أصبح متعطشا أن يرى منتخبنا كما كان في السابق، فكنا في فترة من الفترات رقماً صعباً في القارة الآسيوية واقتربنا من حلم المونديال العالمي مرتين ولكن الآن نصل إلى الدور الثاني بصعوبة.
الأندية الوطنية تتحمل جزءا من التراجع أيضاً، فهي الأساس المتين الذي يبني من خلاله الاتحاد أهدافه وتطلعاته، فإذا كانت الاندية تسير بصورة سليمة فإن ذلك سيعم بالفائدة على المنتخبات الوطنية، فلابد أن يكون عملها أكثر احترافية وتسعى دائماً أن تبني للمستقبل وليس لموسم واحد فقط وتشارك من أجل اللعب فقط وتبتعد عن الأهداف والتطلعات التي تجعلها في هرم المسابقات.
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 4527 - الأربعاء 28 يناير 2015م الموافق 07 ربيع الثاني 1436هـ