نظم قسم الحياة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج ندوة بعنوان "النهج الجينومي لفهم الاضطرابات الوراثية المتنحية"، قدمها أستاذ الوراثة الجزيئية ومدير مختبرات الأبحاث الوراثية بجامعة بيت لحم معين كنعان ضمن سلسلة الندوات العلمية الدورية التي ينظمها قسم الحياة بالجامعة.
وفي أعقاب الندوة التقى كنعان رئيس جامعة الخليج العربي خالد بن عبد الرحمن العوهلي، إذ أعرب كنعان عن شكرة العميق للدعوة من جامعة الخليج العربي وللقائمين عليها لاستضافته في سلسلة الندوات العلمية التي تنظمها كلية الدراسات العليا، مثمنا انجازات الجامعة على المستوى المحلي والخليجي والدولي، مبديا استعداده للتعاون البناء بين جامعة بيت لحم وجامعة الخليج العربي على صعيد الأبحاث العلمية وتنظيم الندوات.
وأكد كنعان إن الوراثة البشرية في الشرق الأوسط تشكل إحدى التحديات في منطقة هي الأكثر كثافة في العالم من حيث السكان، والأعلى في نسبة الأمراض الوراثية، نظراً لزواج الأقارب ولأسباب ثقافية أخرى، موضحا أن هذه الوضع يجعلنا نركز على حل المشاكل الصحية وتوعية المجتمع.
إلى ذلك استعرض كنعان جهود تأمين البنية التحتية لمختبرات الأبحاث الوراثية بجامعة بيت لحم والنشاط البحثي لتلك المختبرات وأهمية تزويدها بالأجهزة اللازمة والكفاءات المحلية المتخصصة والمدربة مشيرا إلى أن العمل الدؤوب الذي استمر لمدة 17 عاماً استطاع فريقه العلمي أن يحدد الجينات المتغيرة (الطفرات)، وتعدد الأشكال، ونقاط التوقف في الكروموسومات التي تسبب فقدان السمع الوراثي في المجتمع الفلسطيني، وقال: "نحن بصدد إنتاج رقاقة إلكترونية للفحص المبكر لجميع المواليد في المجتمع الفلسطيني بالإضافة الى تقديم خدمات الاستشارات الوراثية ما قبل الزواج".
وتحدث كنعان عن الأموال اللازمة لتأمين البنية التحتية لتلك المختبرات والتي تقدر بملايين الدولارات والتي تم جمعها من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، إضافة إلى منحات من الدول الأوربية وأخرى من معهد الصحة القومي بالولايات المتحدة.
وقال كنعان أن هذا الإنجاز يعتبر إحدى الاستراتيجيات الوطنية للاستفادة من نتائج مشروع الجينوم البشري، وإن المختبرات تدعم مشاريع التقنيات الحيوية في مجالات التشخيص والزراعة ومكافحة الأمراض الوراثية، تطوير الأدوية، والعلاج الجيني، لاقتا إلى أن فريقه العلمي وصل إلى مراحل متقدمه لتعريف الجينات والطفرات المتصلة بسرطان الثدي، والتي ستكون نواة لصناعة رقاقة أخرى للتشخيص المبكر للمرض.