في قسم الطوارئ توجد غرفة أطلق عليها أغلب المرضى بغرفة التعذيب بسبب ما يتعرض له المرضى من سوء معاملة داخلها.

هذه الغرفة صغيرة الحجم، كبيرة الهم، تم تخصيصها لمرضى السكلر؛ لتسهيل عملية تلقي العلاج وعدم الانتظار.

سابقاً، وفي عهد بعض وزراء الصحة، منهم الوزيرة ندى حفاظ والوزير فيصل الحمر ومن لا تحضرني أسماؤهم الآن، كان قسم الطوارئ المكان الآمن لمريض السكلر، وكنا نتلقى فيه العلاج بأسرع وقت ممكن من دون الخوف من ان نتعرض للمضاعفات التي عادة ما تفقد المريض حياته، ذلك الزمن الجميل سرعان ما تحول إلى غير ذلك، عبر تغيير طريقة العلاج وإنشاء بروتوكول خاص بمرضى السكلر، بشكل غير مدروس ومخالف للبروتوكول العالمي، من دون النظر ولو بقليل من الإنسانية لتلك الأجساد الضعيفة أمام نوبة الألم القاسية.

واستمر الحال على ما هو عليه حتى زاد عدد تساقط المرضى ما جعل بعض الصحف وكتابها يسلطون الضوء بشكل كبير وواسع على هذا الملف (وخصوصاً صحيفة "الوسط" البحرينية).

كما قام النشطاء أيضاً بإطلاق عدة أوسمة على شبكات التواصل الاجتماعي منها #انصفوا_مرضى_السكلر #ضحايا_السكلر، وغيرها، عندها قرع رئيس جمعية السكلر جرس الإنذار الكبير، وقام بنقل الملف إلى سمو رئيس الوزراء حتى حظي باهتمام شخصي منه، وقام بإصدار عدة توجيهات بذلك، لكن يبدو أن بعض المسئولين بوزارة الصحة لا يعيرون أي اهتمام بتلك التوجيهات، وما يتحدث عنه بالصحف، هو مجرد تخدير للمواطنين، حيث على ارض الواقع تجدون 46 ضحية سكلر سقطوا خلال عام واحد ولم يتغير ذاك الحال المزري الى الآن، فمريض السكلر حين يلجأ إلى قسم الطوارئ عليه الانتظار لمدة تفوق أربع ساعات حتى يحصل على مسكن للآلام القاسية والتي تعتبر الحل الوحيد والمؤقت لتخفيف الألم، ويبقى المريض لعدة أيام في قسم الطوارئ حتى يحصل على سرير شاغر فى الأجنحة، ولا ننسى وجود سوء المعاملة من قبل بعض الأطباء والممرضين فى الطوارئ، وحدث ولا حرج في المراكز الصحية وتعامل بعض الأطباء السلبي مع المرضى، حيث إن أحد المرضى قال للطبيب إنه سيتقدم بشكوى ضده، وكان رد الطبيب: أنتم لا قيمة لكم أساساً.

صحيح من أمن العقوبة أساء الأدب، والأدهى والأمرُّ على قلوبنا هو أن تأتي الإساءة من وافدين جلبتهم الدولة لمساعدتنا، إلا أن بعضهم أتى لإذلالنا.

وأخيراً إن حجج وزارة الصحة واهية، حيث تتعمد تعميم أخطاء القلة على جميع المرضى، وهذا يدل على التخلف والرجعية في إيجاد حل واقعي للمشكلات، فهي دائماً تختار العقاب الجماعي، كحل للقضية دون استحياء أو خجل منها.

مريض السكلر

محمد عبدالعال