فجعت جزيرة سترة برحيل 3 من خيرة أبنائها، في حادث «العبدلي» بالكويت الذي وقع صباح أمس الأول (الاثنين)، وأقامت عائلة المتوفين مجلس عزاء في مأتم العصفور بسترة، وزارت «الوسط» العائلة لتقديم العزاء والحديث عن مشوار حياة المتوفين.

إذ فقدت سترة (قرية سفالة) كُلاً من: الحاج سلمان محمد العصفور (88 عاماً)، الحاج جعفر أحمد محمد العصفور (43 عاماً)، موسى جعفر أحمد العصفور (26 عاماً).

كانت أجواء الحزن تخيّم على أقربائهم ومحبيهم، إذ تجمع عدد من أهالي المنطقة داخل وخارج المأتم لتقديم العزاء، جعفر سلمان العصفور (ابن المتوفي سلمان العصفور) تحدث لـ»الوسط» عن البصمات الخيرة التي تركها الضحايا، قائلاً: «أهالي جزيرة سترة فُجعت بنبأ وفاتهم، خصوصاً أن جميعم من عائلة واحدة، فوالدي سلمان أفنى حياته بالحضور المستمر في المجالس الحسينية والمحافل الدينية التي تقام في سترة، وكان اجتماعياً محبوباً لدى أهالي المنطقة، ولديه من الأبناء 6 أولاد و5 بنات».

وزاد بالقول «المتوفي الحاج جعفر العصفور صاحب الحملة، هو أحد المؤسسين لمضيف قمر بني هاشم قبل 15عاماً، بالإضافة إلى بصماته الواضحة في مساعدة الفقراء والمساهمة في الأعمال الخيرية، فمنذ صغره كان بحاراً، قبل أن يبدأ بتأسيس حملة العصفور للسفر والسياحة الدينية، فضلاً عن تواجده في المآتم والمواكب الحسينية».

وذكر أن «جعفر يعيل أسرة مكونة من ولد (وافته المنية معه في الحادث) و3 بنات أكبرهن تبلغ من العمر 19 عاماً مصابة بداء السكري، كما أن لديه بنت لم تتجاوز 4 سنوات تعاني من إعاقة في الرجل، أجري لها عملية جراحية قبل نحو شهر، في أحد المستشفيات الخاصة، ولم تتكلل بالنجاح، وحمل والدها معاناته داخل قلبه، على الرغم من وضعه المعيشي الصعب واعتماده الوحيد على مدخول الحملة».

وبنبرة حزينة، قال «كما فقدنا شاباً في مقتبل عمره، شاءت الأقدار أن يرحل مع والده وجده في الحادث، الشاب موسى كان مصاباً بداء السكلر، ولم يثنه المرض عن العمل الدؤوب في المأتم ومشاركة أهالي المنطقة في الاحتفالات الدينية، وقبل رحيله بأشهر، كان مساهماً في صيانة مأتم العصفور، كما أنه خاطب منذ أشهر، وكان مدخوله الوحيد يعتمد على سفره مع والده في خدمة المسافرين، وخصوصاً أنه عاطل عن العمل».

وأشار إلى أن «موسى على الرغم من ترقيده في المستشفى بسبب نوبات المرض التي يتعرض لها بين الفينة والأخرى، كان سباقاً في خدمة الحسين (ع) في جميع المحافل الدينية، وفي يوم الواقعة المؤسفة، كان حديث الأهالي يدور عن الوضع الصحي لموسى، فقد كان محبوباً لدى أهالي المنطقة، التي لم تبرح بالسؤال المستمر عنه».

وخلال تواجد «الوسط» في مجلس العزاء، قال أحد المشاركين والدموع تغمر وجنتيه «الدمعة لم تنشف بعد على فقد الأحبة، خَدَمة الحسين (ع)».