تواصل تفاقم الأزمة الأوكرانية أمس الثلثاء (27 يناير/ كانون الثاني 2015) مع تهديدات بفرض عقوبات أوروبية جديدة على روسيا واتهامات الأمم المتحدة إلى المتمردين وتصاعد الحرب الكلامية بين روسيا والحلف الأطلسي فيما المعارك مستمرة مع خلاف كامل بين موسكو والغربيين.
وأعلن الاتحاد الأوروبي (الثلثاء) أنه ينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب «مسئوليتها» في «تدهور الوضع في شرق أوكرانيا» حيث انهارت الهدنة التي تم التوصل إليها مطلع ديسمبر/ كانون الأول في الأسابيع الأخيرة.
وطلب رؤساء الدول والحكومات الأوروبية من وزراء الخارجية الذين سيجتمعون الخميس «تقييم الوضع والنظر في أي تحرك مناسب خاصة فرض عقوبات» كما جاء في بيان استثنائي تم تبنيه فيما لم يلتق موقعوه.
ورغم أن طبيعة العقوبات الجديدة لم تعرف بعد بدقة إلا أنها قد تزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي في روسيا التي خفضت الوكالة الأميركية «ستاندارد أند بورز» درجة دينها السيادي إلى الفئة «غير الاستثمارية» أو «العاطلة» باللغة الاقتصادية.
وقد شدد الاتحاد الأوروبي لهجته بعد التصعيد في أعمال العنف في شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لموسكو حيث تتهم كييف والغربيون روسيا بدعم الانفصاليين عسكرياً.
وصدم الغرب خصوصاً بعمليات قصف المتمردين السبت لمدينة ماريوبول الأوكرانية حيث قتل ثلاثون مدنياً وإصابة نحو مئة آخرين بجروح.
وكان مسئول كبير في الأمم المتحدة اتهم الاثنين المتمردين باستهداف المدنيين «عن عمد». وقال جيفري فلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة «أن ماريوبول تقع خارج منطقة النزاع. والاستنتاج الذي يمكن أن نستخلصه هو أن أولئك الذين يطلقون هذه القذائف استهدفوا عن عمد مدنيين».
ودانت وزارة الخارجية الروسية أمس (الثلثاء) توقيف روسي يشتبه بأنه جاسوس في نيويورك مؤكدة أنها خطوة تندرج في إطار «الحملة المعادية» لروسيا التي أطلقتها الولايات المتحدة.
وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن «الولايات المتحدة قررت شن مرحلة جديدة من الحملة المعادية لروسيا»، داعياً أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى «وقف استفزازاتها» التي «تقوض آفاق التعاون» بين موسكو وواشنطن.
من جانبه، صوت غالبية أعضاء البرلمان الأوكراني على قرار يعتبر روسيا «دولة معتدية».
واتخذ غالبية النواب الموالين للغرب هذا القرار في خطوة من شأنها دعم الحكومة الأوكرانية في محاربة الانفصاليين الموالين لروسيا شرق أوكرانيا.
وجاء في البيان الذي صوت عليه البرلمان أمس (الثلثاء) أن موسكو تدعم الإرهاب وتعرقل قرارات مجلس الأمن.
وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن 271 من إجمالي 289 نائباً بالبرلمان صوتوا لصالح القرار.
كما قبل البرلمان القراءة الأولى لمشروع قانون يعتبر منطقتي دونيتسك و لوجانسك اللتين أعلنتا استقلالهما عن أوكرانيا بمثابة منظمتين إرهابيتين.
العدد 4526 - الثلثاء 27 يناير 2015م الموافق 06 ربيع الثاني 1436هـ