أعلنت السفارة الأميركية في صنعاء أمس الإثنين (26 يناير/ كانون الثاني 2015) في بيان أنها أغلقت أبوابها أمام العموم «حتى إشعار آخر» بسبب مخاوف أمنية.
وقالت السفارة في بيان موجه إلى الرعايا الأميركيين في اليمن «بسبب الاستقالة الأخيرة للرئيس ولرئيس الحكومة وللحكومة اليمنية، والمشاكل الأمنية القائمة، لم تعد السفارة قادرة على تقديم الخدمات القنصلية الاعتيادية، كما أن قدراتها على تقديم المساعدة للمواطنين الأميركيين في حالات طارئة باتت محدودة للغاية».
وقال البيان إن «السفارة الأميركية ستغلق أمام العامة حتى إشعار آخر بسبب حرصها على موظفينا وغيرهم من الذين يمكن أن يزوروا السفارة».
وجاء البيان بعد ساعات من مقتل ثلاثة يشتبه بأنهم من تنظيم «القاعدة» في غارة بطائرة بدون طيار على منطقة صحراوية في اليمن.
وجاء في بيان السفارة أن «وزارة الخارجية الأميركية تحذر المواطنين الأميركيين من المستوى المرتفع للتهديد الأمني في اليمن بسبب النشاطات الإرهابية والاضطرابات الأهلية» وتدعوهم إلى «عدم التوجه إلى اليمن».
وأضافت أن «على المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا في اليمن أن يضعوا خططاً لمغادرتها فوراً».
وتابع «نحن نحلل باستمرار الظروف الأمنية وسنستأنف العمليات القنصلية فور أن يشير محللونا إلى أننا نستطيع القيام بذلك بأمان».
ميدانياً، لجأ الحوثيون مجدداً الى القوة أمس (الإثنين) لتفريق تظاهرة احتجاج على وجودهم في صنعاء، فيما لا تزال الاتصالات التي تهدف إلى إخراج اليمن من الأزمة تراوح مكانها.
فبعد أن سدوا المنافذ المؤدية إلى جامعة صنعاء نقطة تجمع خصومهم في شمال العاصمة، طارد الحوثيون الأشخاص النادرين الذين تجرأوا على التجمع في داخل الحرم الجامعي.
وعلى غرار ما فعلوا الأحد، قام عناصر من الحوثيين مسلحين بأسلحة بيضاء بضرب المتظاهرين كما تصدوا لصحافيين بحسب شهود عيان.
وقد دعت أحزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني الأحد إلى تظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة أمام حرم جامعة صنعاء.
وعلى الصعيد السياسي، أعلنت أربعة أحزاب سياسية في وقت متأخر الأحد انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من أجل إقناع الرئيس هادي بالعودة عن الاستقالة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة بشأن الأزمة في اليمن حيث كان يفترض أن ينعقد البرلمان اليمني بشكل عاجل للبحث في استقالة الرئيس لكنه أرجأ اجتماعه إلى موعد لم يحدد.
ويواصل موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر اتصالاته في اليمن مع مختلف الأطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 ويقضي بانسحاب الميليشيات الحوثية من صنعاء.
ورغم الوضع الفوضوي السائد في اليمن أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما تصميمه الأحد على مطاردة الفرع اليمني لتنظيم «القاعدة» الذي تعتبره واشنطن الأخطر في هذه الشبكة المتطرفة.
وقد ضرب تنظيم «القاعدة» أمس (الإثنين) في اليمن حيث شن هجوماً على الجيش في أبين (جنوب) ما أدى إلى مقتل أربعة جنود كما خسر ثلاثة من عناصره بحسب مصدر عسكري.
العدد 4525 - الإثنين 26 يناير 2015م الموافق 05 ربيع الثاني 1436هـ