قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن جزءاً كبيراً من الجيش الأوكراني هو فيلق أجنبي تابع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) يهدف إلى احتواء روسيا.
وأشار بوتين إلى «كتائب المتطوعين القوميين» التي يقول إنها تشكل جزءاً كبيراً من القوات الحكومية التي تقاتل في شرق أوكرانيا قائلاً: «هذا ليس بجيش إنما فيلق أجنبي، وفي هذه الحالة بالتحديد، هو فيلق أجنبي تابع للناتو».
وأضاف بوتين، في لقاء مع طلاب في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إن هذه القوات لها «أغراض أخرى تماماً مثل الهدف الجيوسياسي الخاص باحتواء روسيا، وهو ما لا يتفق مطلقاً مع المصالح الوطنية للشعب الأوكراني».
بدوره، قال الجيش الأوكراني أمس إن سبعة من جنوده قتلوا في اشتباكات مكثفة مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في منطقة الصراع في شرق البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفاد الجيش بوقوع معارك عنيفة في بلدة ديبالتسيف الإستراتيجية الصغيرة. وبلغ العنف في أوكرانيا أسوأ مستوياته منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في سبتمبر/ أيلول الماضي وزاد عدد الخسائر البشرية ولا سيما في ميناء ماريوبول حيث تقول كييف إن 30 مدنياً قتلوا بسبب قصف الانفصاليين للمدينة يوم السبت.
وبعد أشهر من المناوشات على خطوط المواجهة يقول المتمردون إنه لم يعد أمامهم خيار سوى شن هجوم لصد قوات الحكومة ومنعها من قصف مدن تحت سيطرة الانفصاليين.
وترى حكومة كييف تقدم الانفصاليين نقضاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم قبل خمسة أشهر وإعلاناً جديداً للحرب التي قتل خلالها خمسة آلاف شخص. ويقول حلف شمال الأطلسي إن تقدم الانفصاليين يتم بمساعدة جنود روس على الأرض وهو الأمر الذي تنفيه موسكو.
وقال المتحدث فولوديمير بوليوفي خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون «المتمردون يهاجمون مواقع الحكومة الأوكرانية بشكل متواصل عبر منطقة الصراع بالمدفعية وقذائف المورتر والدبابات».
وذكر أن 24 جندياً آخرين أصيبوا على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتعهد الانفصاليون المؤيدون لروسيا بمحاصرة بلدة ديبالتسيف التي يسكنها نحو 26 ألف شخص وتقع على الطريق الرئيسي وخط القطار بين دونيتسك ولوجانسك المعقلين الأساسيين للانفصاليين.
وقال بوليوفي إن قوات الحكومة تحافظ على مواقعها في البلدة في مواجهة الهجوم المكثف.
وأبلغ الجيش عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين في ديبالتسيف دون أن يذكر أي أرقام. وتسبب القصف في قطع إمدادات الغاز والكهرباء عن البلدة وتعطيل خطوط الهواتف.
وأضاف المتحدث إن روسيا التي تتهمها أوكرانيا والغرب بدعم الانفصاليين تعزز قواتها الجوية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو لأراضيها من كييف في مارس/ آذار الماضي. وقال «روسيا تعزز القدرات القتالية لقواتها الجوية في أراضي القرم المحتلة».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الحالات الطارئة في جمهورية دونيتسك لوكالة «فرانس برس» أن قرابة 500 عامل منجم عالقون ظهر أمس داخل منجم للفحم في شرق أوكرانيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن القصف.
وأوضح الوزير جوليان بديلو أن «نظام التهوية يعمل وليس هناك تهديد على حياتهم»، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الانفصاليين الموالين لروسيا.
ويعرب بعض وسائل الإعلام والمدونين الأوكرانيين عن تخوفهم من أن تتحول معارك ديبالتسيف إلى معركة «ايلوفايسك جديدة» التي حوصرت خلالها القوات الأوكرانية وخسرت أكثر من مئة جندي، أواخر أغسطس/آب.
العدد 4525 - الإثنين 26 يناير 2015م الموافق 05 ربيع الثاني 1436هـ