أصدر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة دراسة بعنوان "مستقبل العلاقات الاستراتيجيّة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجيّ" لرئيس وحدة الخليج العربيّ بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام بجمهورية مصر العربية معتزّ سلامة .
قام الباحث في هذه الدراسة باستشراف شكل العلاقات الخليجية – المصرية ومراحل تطورها بدءاً من 25 يناير وحتى 30 يونيو 2012 قبل تولي الرئيس مرسي الحكم بمصر والتي شهدت فيها العلاقات بعض الفتور بعد الإطاحة بالرئيس مبارك الذي تمكّن على مدى سنوات حكمه من تطوير علاقة خاصّة مع دول الخليج، والمرحلة الثانية وهي مرحلة حكم الإخوان، وخلالها أصبحت مصر إحدى قضايا الخلاف في العلاقات الخليجية، والمرحلة الثالثة بعد 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، والتي مثلت أقصى درجات التساند بين مصر ودول الخليج.
ورصدت الدراسة عددا من مؤشرات العلاقات المصرية – الخليجية في الفترة من 2011 لغاية 2014 ومدى التفاوت في مستوى هذه العلاقات منذ ثورة 25 يناير، سواء على صعيد الزيارات المسئولين من الجانبين أو على صعيد مؤشر العلاقات الاقتصادية، وبينت الدراسة أن الموقف الخليجي من مصر منذ 25 يناير يمكن ان يستخلص منه دروس تفيد في بناء رؤى كليّة بشأن المستقبل المشترك، والاتجاه نحو تنشيط أبعاد التحالف الاستراتيجي ين الجانبين، وذلك على ضوء مجموعة سيناريوهات مستقبلية، ومجالات التطوير الممكنة، والتحديات التي تواجه الطرفين الخليجي – المصري.
وذكرت الدراسة ان هناك أربعة عوامل أساسية سيتحدّد وفقاً لها طبيعة علاقة مصر بدول مجلس التعاون الخليجي في الأمد القريب، وهي مستقبل المسألة الخليجية مع دولة قطر، ومستقبل مشروع الاتحاد الخليجي، ومستقبل علاقات دول الخليج بإيران في ظل التقارب الأمريكي الإيراني، ومستقبل علاقات الولايات المتحدة بدول الخليج في ظلّ التحالف الجديد ضدّ الإرهاب.
وقد طرح الباحث في هذه الدراسة مجموعة من الرؤى الاستراتيجية الواجب اتخاذها من كلا الطرفين لتحديد الأسس الصحيحة لبناء علاقات جديدة، منها أن على صنّاع القرار في الخليج تكريس النظرة لمصر كعمق استراتيجي للخليج، والاستمرار في خطّ توسيع التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والدفاعي، وعلى صنّاع القرار في مصر، إيلاء مزيد من الاهتمام بالحاجات الاستراتيجية لدول الخليج، لتجسيد حقيقة أنّ أمن الخليج جزء من الأمن القومي المصري، وتعميق الاستفادة من دروس تجربة أعوام ما بعد الثورة في صوغ رؤية أشمل للعمق الاستراتيجي المصري في الخليج.
كما طرحت الدراسة دور النخب والإعلام، عبر غرس الوعي الوطني الخليجي والمصري بالأهمية الاستراتيجيّة للآخر، وخصوصاً لدى الأجيال الجديدة، على نحو يجفّف منابع التطرّف، وذلك من خلال عدة وسائل منها دعم مؤسسات التفكير الاستراتيجي، وتعزيز أدوار مراكز الدراسات والبحوث، والتفكير في تأسيس ملتقى للحوار الاستراتيجي المصري الخليجي يقوم على إدارة حوارات استراتيجية وإنضاج الخيال السياسي وإخصاب الأفكار التي تساعد صنّاع القرار.