تعاني الكرة البحرينية منذ فترة ليست بالقصيرة وربما على مدى عصورها وسنينها الممتدة منذ انطلاقتها رسميا العام 1957 من «آفات» كثيرة انتشرت في جسدها لدرجة أنها صارت غير قادرة على مجاراة تفوق وتطور هذه اللعبة الشعبية الأولى على المستوى العالمي.

منشآتنا تعاني، أنديتنا تعاني، موازناتنا خالية وخاوية، مسابقاتنا سيئة وجماهيرنا «مقهورة»، لم يعد هناك شيء له علاقة بالكرة لم تصله حالة من الإحباط بعد توالي واستمرار النتائج السلبية، ربما وأقول ربما أن الجهة الوحيدة التي لم تصلها هذه الحالة هي اتحاد الكرة، والسبب في ذلك أنه مازال يواصل عمله بهدف الحصول على مكتسب أو نتيجة تحفظ له ماء الوجه.

الكرة البحرينية تسير إلى المجهول، والسبب يعود إلى عدم وجود خطة واضحة المعالم تؤكد إمكانية النهوض بأركان اللعبة بداية من الأندية مرورا بالمسابقات ووصولا للاعبين ونهاية بالمنتخبات، والكثير من النواقص والسلبيات التي مازالت تبحث لها عن حلول.

هل يمكن تسيير مسابقة أو استضافة بطولة دون وجود منشآت قادرة على استضافة المباريات وتسيير المسابقات؟، الجواب باختصار لا، فلا يمكن النهوض بمستوى الأندية ولاعبيها دون مشاركة واسعة في بطولات خارجية على مستوى فني عال.

أما المنتخبات فإنها تؤدي المطلوب منها بالمشاركة «المشرفة»، إلا أنها تعاني هي الأخرى، فجل ما نشاهده هو معسكرات وخوض مباريات ودية مع منتخبات افريقية وفي أحسن الأحوال مع منتخبات خليجية أو عربية، وكمثال خاض المنتخب الأول في السنوات الأخيرة عددا يصل إلى 8 مباريات ودية مع المنتخب الكويتي، فهل يمكننا أن نقيس تقدمنا وتطورنا مع منتخبات بذات النسق مع احترامنا للمنتخب «الأزرق».

على اتحاد الكرة أن يضع خطة زمنية واضحة ويكشف عنها في مؤتمر صحفي إذا كان جادا في عمله وأن يضع لنا أهدافه خلال 5 أو 6 سنوات، وأن يقوم بالاستفادة من تجارب الآخرين ليس فقط على مستوى المنتخبات ولكن في طريقة تنظيمه لمسابقاته وإداراته وغيرها من الجوانب.