كانت «الجربة» هي الآلة الأولى التي تعرف عليها صابر في سن مراهقته، فعَشقَ صابر «الجربة» منذ ذلك الوقت وتمنى أن يحملها بين يديه ليبثّ منها ألحاناً تطرب الآخرين، وما تحقق حلمه إلا بعد 17 عاماً بعد أن جلبها له أخوه أيوب من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدأ يتدرّب على النفخ فيها وحده لفترة كهواية يرغب فيها بشدة.
وصابر اﻵن يقود وإخوته فرقة بوغزال الشعبية ليطرب بها آذان الراغبين، وعبر لقاء قصير أجرته «الوسط» مع صابر وإخوته أكدوا، خلالها، أملهم بالحصول على الدعم اللازم من وزارة الإعلام للفرقة حتى يتمكنوا من المواصلة.
وهذا نص اللقاء:
* متى كانت بداياتك؟
- منذ 17 عاماً، سافر أخي الأكبر أيوب إلى الإمارات واشترى لي «جربة» صغيرة من هناك، فبدأت أتدرب عليها وحدي لفترة طويلة ثم درست كيفية احتراف النفخ فيها مدة 6 أشهر إلى أن أتقنته جيداً. وكان ومازال يشجعني ويحفزّني لتنمية موهبتي وتحقيق أمنياتي ورغباتي ويعطيني الدافع للتطور في هذه الموهبة.
* لكن ألم يكن لتلك البداية حكاية، فما هي؟
- الموهبة لم تكن وليدة لحظة، بل كانت موهبة موروثة من الوالد «المسحراتي». تلك الموهبة نمت وتطورت إلى أن تلقّتها أيادٍ لفنانين محترفين كبار في العزف على «الجربة».
* هل لك تجارب مع فنانين محترفين بالعزف؟
- بالفعل، فقد تتلمذت على يد كبار القوم، وأفتخر أنني وإخوتي مازلنا نسير في هذا الطريق على رغم كثرة الصعوبات التي تواجهنا.
* وهل تبنّى موهبتك أو أخذ بيدك أحد منهم؟
- نعم، عملت مع فنانين كبار بالعزف، منهم محمد بن عبدالرزاق الرشوش وصالح بن مبارك صافية، كما عملت لمدة عامين مع الفنان جاسم جمشير و3 سنوات مع الفنان خليل المشخص، وهو الذي أخذ بيدي في هذا العالم الجميل، عالم الفن.
* ما سبب تسمية الفرقة بـ «بوغزال» ومن هم أعضاؤها تحديداً؟
- فرقة بوغزال، يعود هذا الاسم للمنطقة التي نحن منها وهي منطقة أبوغزال، كما هو اسم الفرقة التي أقودها بالنفخ في «الجربة»، ويعاونني فيها على العزف ستة من إخوتي، وهم عاشور وعادل وفيصل ويوسف وعلي ومحمد، باستخدام الطبول.
* متى أسست فرقة «بوغزال»؟ وما هي نشاطاتها وبرامجها؟
- أسست منذ أكثر من 13 عاماً. أما نشاطاتنا، فإحياء حفلات الأعراس وحفلات البنوك والشركات. وفي كل مرة نقيم حفلاً لأحد، يشيدون بعمل الفرقة وبإجادتنا لهذا النوع من الفن.
* هل هناك مواسم للعزف؟
- لا. لكنني، وبما أنني تربيت وسط فنانين «يعرفون الأصول» فإنني أوقف عمل الفرقة لمدة شهرين اثنين سنوياً، وهما شهرا محرم وصفر.
* لكل فن معجبوه، ولكل فنان معوقات أو صعوبات تواجهه. وفرقة «بوغزال» فرقة تعزف فناً تراثياً جميلاً، فهل واجهت الفرقة بعضاً منها؟
- لا أخفي عليكم مدى المخاوف التي تعتريني وإخوتي من تلاشي واختفاء هذا الفن الأصيل، وذلك لأن المعوقات والصعوبات التي تواجهنا ليست سهلة.
* ما هي الصعوبات أو المعوقات التي تواجه عمل الفرقة؟
- عدم الاستفادة من إحياء المهرجانات الفنية الرسمية والاحتفالات الوطنية التي تقام سنوياً في البحرين، ويرجع ذلك إلى أن وزارة الإعلام لم تعترف بـ «فرقة بوغزال» كفرقة رسمية. وكلما ذهبت إلى الوزارة، طلبوا مني الرجوع وإعادة مراجعتهم مرة أخرى، وهكذا في كل مرة دون جدوى.
* ما هي أمنياتك وتطلعاتك لمستقبل الفرقة؟
- أتمنى – أولاً - من المسئولين الاعتراف بالفرقة وتسجيلها كفرقة عزف بحرينية رسمية. لأن ذلك سيجعل بالإمكان أن نشارك أنا وإخوتي كفرقة رسمية في الاحتفالات الوطنية، وبذلك نحصل على حافز سنوي أيضا