العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ

رحيل الرسَّام البريطاني تشارلز بارتليت

تشارلز بارتليت
تشارلز بارتليت

في هدوء - كالعادة - مرَّ رحيل الرسَّام والنقَّاش البريطاني الشهير تشارلز بارتليت، ويعرف أيضاً باسم «بوب»، بهدوء من دون أن تشير بعض الصحف العربية - مجرد إشارة - إلى خبر رحيله. في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ظل بارتليت واحداً من الأسماء التي كانت مشروعاتها الفنية تفرض حضورها بقوة، فبالإضافة إلى ممارسة التدريس في عدد من المعاهد والجامعات، وإدارته لعديد الورش الفنية المتخصصة؛ برز من خلال أعماله في النقش؛ وامتاز بلوحاته المائية، كما سارعت بعض المتاحف والمعارض الخاصة إلى اقتناء بعض أعماله، وخصوصاً المائية منها.

هاتي ديفيدسون، وتقرير نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية يوم الأربعاء (14 يناير/ كانون الثاني 2014)، أضاء جانباً من سيرة بارتليت، وعرَّج على الأدوار التي لعبها فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، نورد أهم ما جاء فيه.

تشارلز بارتليت، الذي عُرف باسم بوب، وتوفي عن عمر ناهز الثالثة والتسعين عاماً، كان رسَّاماً ونقَّاشاً استثنائياً، استوحى أعماله من الطبيعة البرية والبحرية التقليدية وجلبها، ضمن موضوعات مركَّزة، إلى عالم الفن المعاصر.

بارتليت، الذي ولد في 23 سبتمبر/ أيلول 1921، رحل عن العالم يوم الجمعة (19 ديسمبر 2014).

اشترى أول قارب بعد وقت قصير من انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومكَّنه ذلك من استكشاف مناطق في شرق الساحل الإنجيلي، وهي منطقة تتبع بريطانيا العظمي وأيرلندا الشمالية، وواحدة من ثلاث مناطق مُكوِّنة لشرق إنجلترا، ومن ثَمَّ الوصول إلى مناطق عصيّة على البلوغ سيراً على الأقدام.

كان الساحل الشرقي المصدر الأساسي للإلهام الذي استمد منه بوب الكثير من أعماله. وتحتفي لوحاته المائية ورسوماته بشكل واضح بالضوء والألوان في ذلك الجزء من بريطانيا.

ولد بارتليت في غريمسبي، لينكولنشاير، والده تشارلز، الذي عمل ضابطاً بحرياً بقسم الراديو. توفي والده عندما كان عمره ست سنوات، بعد ذلك، انتقلت والدته وشقيقته الصغرى (جوان) إلى «إيستبورن»، شرق منطقة ساسكس. التحق بمدرسة إيستبورن الثانوية، كما انخرط في مدرسة إيستبورن للفنون، ولبراعته حصل على منحة للدراسة في الكلية الملكية للفنون.

بسبب الظروف التي خلّفتها الحرب العالمية الثانية على مجمل الحياة، تأخر دخوله إلى الكلية، لينضم إلى حرس الفرقة المدرَّعة في العام 1941؛ ليتمكَّن من الالتحاق بالكلية الملكية للفنون في العام 1946؛ حيث أمضى ثلاث سنوات في مدرسة النقش، وتعلَّم على يد النقَّاش ذائع الصيت، روبرت أوستن. في العام 1949 حصل على تمويل كمكافأة لمدة سنة إضافية، ركّز خلالها على اللوحة المائية التي برع فيها.

في العام 1948 تزوَّج إليزابيث، وأنجب منها تشارلز، بعد ست سنوات.

مارس بارتليت التدريس في عدد من المعاهد، بما في ذلك كلية هارو للفنون في شمال غرب لندن؛ إذ كان أحد كبار المحاضرين في الفترة ما بين 1960 و 1970. كان التدريس بالنسبة إلى بوب أهم بكثير من العائد المادي الذي يمكن أن يتحصّل عليه من وراء ذلك الدور. التفاعل الذي أبداه مع طلابه وأعمالهم الفنية حفَّزه على تحقيق تقدّم إبداعي، وتنامت رؤيته ليصبح جزءاً من تطوير ملكات وإمكانات الفنانين الشباب.

أصبح عضواً في الجمعية الملكية للرسامين في العام 1961، ليصبح لاحقاً نائب رئيس الجمعية، وعضواً في الجمعية الملكية للألوان المائية في العام 1970؛ حيث شغل منصب الرئيس لمدة خمس سنوات منذ العام 1987. وكان له دور فعَّال في تعليم المقدمات والمداخل إلى فن الألوان المائية لدى «معرض بانك سايد»، في العاصمة البريطانية (لندن)، وهو مقر الجمعيتين الفنيتين، والذي لايزال قائماً حتى اليوم.

قضى سنوات عديدة في إنجاز أعمال بالحبر الأسود، وفي ستينيات القرن الماضي، أصبح واحداً من كبار المبدعين في النقش بالألوان في بريطانيا. واستلهم أعماله تحديداً من الطريقة التي استخدام فيها ستانلي وليام هايتر كُتل الألوان، وألواح الطباعة المتعددة المختلفة بتوظيف لزُوجة الحبر.

انتهى زواج بوب الأول بالطلاق، وفي العام 1970 تزوج من الرسامة والنقَّاشة أولوين جونز، وكانت حياتهما مليئة بالعمل، والمهام المتعدّدة في هذا المجال، والتعاون في مجال أعمال الطباعة. عرضا أعمالهما بانتظام في «معرض بانك سايد»، كما تم استعراض أعمالهما من قبل «معرض ميسون إيما» في إيستبورن، و «معرض بوهان» في هنلي أون تامِز بـ «أوكسفوردشاير».

تم تنظيم معرض استعادي لأعمال بوب في العام 1997 في «معرض بانك سايد»، ونُظِّم المعرض الخاص الأخير له في «هايليتس» وذلك في العام 2014. ويمكن العثور على أعماله ضمن المقتنيات في العديد من المجموعات الخاصة وكذلك في المجموعات العامة في «V & A»، و «مجموعة ألبرتينا» في العاصمة النمساوية (فيينا)، ومجلس الفنون لبريطانيا العظمى، والمتحف الوطني في أستراليا.

العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً