العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ

معاً لنحافظ على تراثنا

إن مسئولية الحفاظ على التراث التقافي للبلد لا تقتصر فقط على الجهات المسئولة والمتمثلة في قطاع الثقافة والتراث الوطني والتي قامت ولاتزال تقوم بجهودها المتخصصة في صيانة هذا التراث وإنما تمتد لتشمل العامل الأهم وهو دور المجتمع والسكان المحليين في صيانة تراثهم وتاريخهم المتمثل في المواقع الأثرية الموجودة بينهم وهذا الدور لا يتم إلا بزيادة وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على تراثه وتأسيس قاعدة شعبية مثقفة وواعية بقيمة هذا التراث.

والحديث عن دور المجتمع في الحفاظ على التراث التقافي لم يأتِ من فراغ وإنما جاء من خلال ما نصت عليه الكثير من المواثيق الدولية والتي كان من بينها التوصيات الصادرة في ندوة حماية وإدارة التراث الأثري لعام 1999 التابعة في مدينة LAUSANNA والتي جاء فيها: «تنص المادة رقم (2) على أن المشاركة الفعالة من قبل عامة الناس يجب أن تكون جزءاً ضرورياً من سياسات الحفاظ على التراث الأثري وبشكل أساسي عند تواجد الأثر في وسطهم كما يجب تزويدهم بالمعلومات اللازمة التي تساعدهم على هذه المهمة».

كما نصت المادة (3) من نفس الاتفاقية على أن مهمة الحفاظ على التراث الأثري هي واجب أخلاقي على عاتق جميع المجتمع البشري بحيث يجب تعريف المجتمع بأهمية هذا الواجب من خلال وضع الموارد المالية والقوانين اللازمة لدعم برامج إدارة وصيانة الآثار.

وأضافت المادة (6) أن أفضل وسيلة للحفاظ على الآثار إسناد مهمة إدارة وصيانة الآثار إلى السكان المحليين ونصت المادة (7) على ضرورة إيضاح أهمية هذه الآثار في تطوير المجتمعات الحديثة من خلال الندوات والجمعيات الخاصة والأهلية.

كما تنص المادة (8) من توصيات لجنة ICOMOS الأميركية المنعقدة في تكساس عام 1996م على أن مسئولية إدارة وحماية التراث الثقافي تعود في المقام الأول إلى المجتمع الذي نشأ فيه وحافظ عليه سابقاً.

نصت إحدى توصيات اليونسكو في 1972 على ضرورة توعية المجتمع والعمل على زيادة احترام الشعوب لتراثها.

إشارة توصية اليونسكو لعام 1968م بشأن صون الممتلكات الثقافية المهددة بالأشغال العامة والخاصة على ضرورة تنشيط الوعي الثقافي الأثري لدى الشعوب بالوسائل المحتلفه من أجل إبراز المخاطر التي تواجه التراث المعماري ودور الشعوب في صيانتها.

حرصاً على زيادة الوعي الأثري وبأهمية الحفاظ على الثراث الثقافي البشري لدى المجتمع البحريني، قمت بزيارة تثقيفية للأهالي لعدد من المناطق الأثرية في البحرين الذي يجمع جميع الفترات التاريخية التي مرت بها البحرين قديماً، وموقع المقشع الأثري الذي يضم قرية قديمة تعود للفترة الإسلامية تمثل نموذجاً فريداً لأسلوب البناء والتخطيط العمراني القديم وهذا الموقع للأسف ربما تكون هذه السنة هي الأخيرة له بعدما كان صامداً طوال السابقة حيث ستتم للأسف إزالته وذلك نتيجة لعدم الوعي الأعوام الأثري.

كما قمت أيضاً بزيارة إلى موقع معابد باربار الموغلة في القدم ومن ثم زيارة موقع سار الأثري والذي يضم مدينة قديمة فريدة تمثل أيضاً أسلوب الحياة والبناء والتخطيط العمراني القديم في البحرين قبل 4000 عام وتنتهي الزيارة عند محمية العرين مروراً بحقول تلال مدافن مدينة حمد وعالي.

والهدف من هذه الزيارة هو التعريف بتاريخ بهذه الآثار ومكوناتها وأهميتها والعمل على زيادة ارتباط السكان المحليين بتاريخ وتراث بلدهم الثقافي وتوضيح الدوافع وراء الحفاظ على الآثار وتعزيز روح الانتماء الوطني لهذا البلد الطيب وكذلك استعراض أهم المخاطر المهددة للموقع الأثري في البحرين وبالتالي إبراز دورهم في الحفاظ عليه.

العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً