العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ

الحجيري في شهادته الإبداعية... مزاج بمذاق أخضر

القاص أحمد الحجيري
القاص أحمد الحجيري

المنامة – وجود للثقافة والإبداع 

23 يناير 2015

ضمن موسم «شهادات إبداعية في التجارب البحرينية» التي تنظمها وجود للثقافة والإبداع بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع، تحدث القاص أحمد الحجيري مساء الاثنين 19 يناير/ كانون الثاني 2015 عن تجربته القصصية وبدأ بسرد تعلقه ببيئته القروية ومدى تأثيرها عليه.

فما بين النخلة والبحر، ما بين قريتيّ بوري والسنابس، انحاز للخضرة متجنبا ذكرى البحر الذي أخذ منه أخاه حسن «ورغم أنني عشت جل طفولتي وشبابي لصيق البحر، إلا أن ذلك لم يشكل في وجداني عالما شبيها بعالم القرية الأخرى المعرش بالنخيل وعربدة اللون الأخضر المحيط بالقرية إحاطة السور بالمعصم وخيالات الجن وظلال الشياطين والمردة... وتسوده السكينة والألفة والكرم والانفتاح الشفاف، رغم أنني كنت أقف مأخوذا بمنظر القوارب الشراعية الغادية الرائحة، وأحلق بمخيلتي في الأفق البعيد خلف أسراب النوارس المرتحلة دائما... ولعل مرد ذلك إلى ما زرعته أمي في وعيي بالانتماء إلى النخلة أكثر من البحر».

وأشار الى أن النخيل بسعفها وظلها ظلت تتسرب منه لتسكن قصصه دائماً. ثم يتساءل عن مكانه من بين كل تلك القصص وبعد كل تلك السنين «عندما أقف الآن بعد هذا العمر الذي تخطى عتبة الستين لأجيل النظر في رحاب تلك المسيرة التي قطعتها في كتابة القصة القصيرة، أجدني أسائل نفسي: أين أنا من تلك العوالم التي رسمتها قصصي؟ أين ملامحي فيها؟ ولكنني لا أجد مندوحة من الاعتراف بأنني كنت دائما هناك وقد أكون مختفياً، أو مجرد كومبارس بين شخوصها الفاعلين أو الشخوص الذين أصنعهم وأحركهم بحسب إرادتي ورؤاي»

انتقل الحجيري في محطاته لصراعه بين الشعر والقصة حيث بداياته التي تشكلت فيها القصائد ثم ترجله عن صهوة الشعر للتمرس في فن القصة القصيرة ويقول في هذا الصدد «لكن لماذا غادرت محطة الشعر لأركب قطار القصة القصيرة؟ سؤال لم يكن له محل في بداياتي إذ لم أجد في الأمر أي تناقض، حيث كانت القصة القصيرة العربية قد بدأت تسعى للاستفادة من الصورة الشعرية والروح التدفقية للقصيدة وتسير معها يدا بيد».

وعن فهمه للقصة يؤكد «أستطيع أن أزعم بأن القصة كجنس إبداعي يجب أن تكون سيدة نفسها، وعالمها هو الذي يحدد أصول اللعبة الفنية من حيث المساحة والامتداد الزمني وعدد اللاعبين والمحركين والمتحركين وصراعاتهم وأحاديثهم... هي التي تستدعي الصور والأخيلة وتحدد الملامح والاشتباكات والأفكار وحتى النهايات».

وختم القاص الحجيري شهادته بالتأكيد على تمسكه بخطه وحريته في كتابة ما أراد على الدوام «حسبي أن أكون حراً... أكتب حينما أشاء وأستريح حينما يعنّ لي ذلك... لا سيد يحدد فضاءاتي... فأنا سيد حرفي... ومستعد أن أقاتل من أجل أن تظل أبجديتي عصافير وفراشات تتطاير بكل حرية في جميع الاتجاهات والوجهات... ولها مذاق أخضر بالنسبة لي على الأقل».

«شهادات إبداعية في التجارب البحرينية» يستمر في عرض التجارب حيث يقدم الشاعر مهدي سلمان شهادته يوم الاثنين 26 يناير 2015 بدار فراديس للنشر والتوزيع عند السابعة والنصف مساء.

العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً