حققت الإمارات المفاجأة التي لم تكن في الحسبان وجردت اليابان من اللقب وبلغت الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996 بفوزها عليها 5/4 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي أمس (الجمعة) في سيدني.
واعتقد الجميع أن المغامرة الإماراتية بقيادة جيل من الشبان ومدرب بشخص مهدي علي ستنتهي على يد المنتخب الياباني الذي كان يبحث عن لقبه الثاني على التوالي والخامس في تاريخه، لكن «الأبيض» قال كلمته وحرم «الساموراي الأزرق» من بلوغ دور الأربعة للمرة الخامسة على التوالي.
وضرب المنتخب الإماراتي في مغامرته الأولى في دور الأربعة منذ 1996 والثالثة في تاريخه بعد 1992 أيضا موعدا مع نظيره الاسترالي المضيف الثلثاء المقبل في نيوكاسل.
وكانت الإمارات في طريقها لحسم اللقاء في الوقت الأصلي عندما تقدمت منذ الدقيقة 7 عبر علي مبخوت وحتى الدقيقة 81 قبل أن ينجح البديل غاكو شيباساكي من إدراك التعادل لحاملي اللقب الذي ضغطوا كثيرا بعد الهدف وفي الشوطين الإضافيين، لكن التنظيم الدفاعي المحكم الذي طبقه الإماراتيون سمح لهم في نهاية المطاف بالمحافظة على التعادل وجر منافسيهم إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت لهم.
ويأمل المنتخب الإماراتي أن يكرر سيناريو مغامرته الأخيرة في نصف النهائي العام 1996 حين وصل إلى النهائي قبل أن يخسر أمام السعودية بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر/صفر في الوقتين الأصلي والإضافي، علما بأنه تخطى دور المجموعات العام 1992 حين خرج من نصف النهائي على يد السعودية أيضا (2/صفر) في تلك النسخة التي أقيمت بنظام مجموعتين وبطل ومتصدر كل من هاتين المجموعتين تأهلا إلى نصف النهائي.
ونجح المنتخب الإماراتي بقيادة مدربه مهدي علي ونجمه عمر عبدالرحمن في تكرار سيناريو المواجهة الأولى لبلاده مع «الساموراي الأزرق» في البطولة القارية عندما تغلب عليه 1/صفر في نسخة 1988 في الدوحة من دون أن يجنبه ذلك الخروج من الدور الأول.
وغاب عن الإمارات التي خاضت اللقاء بشارات سوداء حزنا على وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود، المدافع وليد عباس بسبب حصوله على إنذارين في الدور الأول وعوضه علي بإشراك عبدالعزيز هيكل، فيما منح الفرصة لإسماعيل الحمادي للعب في خط الدفاع أيضا على حساب حبيب الفردان. وفي الجهة المقابلة، بدأ مدرب اليابان المكسيكي خافيير اغيري اللقاء بالتشكيلة نفسها التي خاض بها المباريات الثلاث في الدور الأول من دون أي تعديل على الإطلاق إذ اعتمد على الرباعي كيسوكي هوندا الذي سجل 3 أهداف في أول 3 مباريات، وشينجي كاغاوا وشينجي اوكازاكي وتاكاشي اينوي.
واستهلت الإمارات اللقاء بطريقة مثالية إذ فاجأت الأبطال بهدف رائع لعلي مبخوت الذي وصلته الكرة على الجهة اليمنى من المنطقة اليابانية بتمريرة من عامر عبدالرحمن فأطلقها «نصف طائرة» رائعة على يمين الحارس (7)، مسجلا الهدف الأول في مرمى الحارس ايجي كاواشيما في هذه النهائيات والرابع له شخصيا. وكاد الرد الياباني أن يأتي سريعا من تسديدة صاروخية لهوندا علت العارضة بقليل (10)، ثم عجز بعدها رجال اغيري في الوصول إلى المنطقة الإماراتية بعدما نجح «الأبيض» في إقفال المنافذ وإغلاق المساحات.
وانتظر «الساموراي الأزرق» حتى الدقيقة 42 ليهدد مرمى ماجد ناصر بتسديدة بعيدة من ياسوهيتو اندو مرت بجانب القائم الأيسر، ثم اتبعها هوندا بأخرى من داخل المنطقة هزت الشباك الجانبية (44).
مع بداية الشوط الثاني كانت الإمارات قريبة من الهدف الثاني بلمحة فنية رائعة من عمر عبدالرحمن الذي لعب تمريرة «ساقطة» لمبخوت الذي حاول تلقفها مباشرة لكن الحارس وصل إلى الكرة (49). ورد اليابانيون بتسديدة أرضية بعيدة من البديل يوشينوري موتو لكن الكرة مرت قريبة من القائم الأيمن (52)، ثم حصل اللاعب ذاته على فرصة مثالية عندما وصلته الكرة من الجهة اليمنى بعرضية لاندو لكنه لعبه برأسه خارج الخشبات الثلاث (53). وحاول المدرب الإماراتي المحافظة على النتيجة بعدما زج بلاعب الوسط المدافع حبيب الفردان بدلا من المهاجم احمد خليل (58)، لكن تراجع «الأبيض» كاد يكلفه هدف التعادل لولا تألق ماجد ناصر في وجه تسديدة خطيرة جدا ومن مسافة قريبة لكاغاوا (60).
وواصل المنتخب الياباني اندفاعه وحصل على عدة فرص متتالية في غضون ثوان معدودة من دون أن تجد الكرة طريقها إلى الشباك. وبقي الوضع على حاله وسط هجوم ياباني ودفاع إماراتي منظم وكان حاملو اللقب قريبين من الهدف عبر البديل يوهي تويودا لكن محاولته الرأسية مرت بجانب القائم الأيسر (75)، ثم أطاح كاغاوا بالكرة على رغم انه في موقع مناسب للتسجيل (77).
وجاء الفرج لليابانيين عندما تبادل غاكو شيباساكي الذي دخل في الشوط الثاني بدلا من اندو، الكرة مع هوندا الذي حضرها له عند مشارف المنطقة فأطلقها البديل صاروخية أرضية على يمين الحارس الإماراتي (81). وحاول المنتخب الياباني أن يخطف الفوز في الدقائق الأخيرة لكنه اصطدم بتألق الحارس الإماراتي الذي وقف في وجه تسديدة صاروخية لماكوتو هاسيبي، ثم صد متابعة شيباساكي أيضا (86). وواصل ناصر تألقه وتعملق في صدر ركلة حرة بعيدة من هوندا (87) ثم حصل اليابانيون على فرصة قاتلة في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع عندما سقطت الكرة أمام كاغاوا وهو في مواجهة المرمى تماما لكن صانع العاب بوروسيا دورتموند الألماني سددها بجانب القائم الأيمن. واحتكم بعدها إلى شوطين إضافيين وقد استهل رجال اغيري ضغطهم منذ البداية وسط تواصل تراجع الإماراتيين إلى منطقتهم ما جعل رجال اغيري يعانون جدا في محاولة وصولهم إلى المرمى فغابت الفرص تماما عن الشوط الأول. ولم يتغير الوضع بتاتا في بداية الشوط الإضافي الثاني التي شهدت اندفاعا يابانيا وبعض الفرص لرجال اغيري لكن من دون التمكن من الوصول إلى الشباك بسبب تألق الدفاع والحارس ناصر الذي تعملق في وجه ركلة حرة لهوندا (108).
وحصلت اليابان على فرصة أخرى لصاحب الهدف شيباساكي من ركلة حرة لكن الكرة مرت قريبة جدا من القائم الأيسر (118). وبقيت النتيجة على حالها حتى أعلن الحكم صافرة النهاية ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح التي بدأها هوندا بكرة طائرة في مدرجات «ستاديوم استراليا»، ثم سجل عمر عبدالرحمن على طريقة بانينكا ممهدا الطريق أمام رفاقه لكن خميس إسماعيل سدد أيضا بالمدرجات مانحا اليابان فرصة التعادل قبل أن يسدد شينجي كاغاوا في القائم الأيمن واضعا إسماعيل احمد أمام فرصة منح بلاده التأهل وهذا ما فعله بتسديدة صاروخية في شباك ايجي كاواشيما.
العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ
الحوري
موفقين عيال زايد وفالهم الكاس ان شاءالله