على مستوى نهضة المملكة العربيَّة السُّعوديَّة وتطوُّرها في الميادين كافة، وكذلك على مسار دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتوطيد أَركانها، كانت للراحل الكبير المغفور له بإِذن الله تعالى ملك المملكة العربيَّة السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بصمات ومسيرة عطاء قائد حكيم، كرَّس حياته في خدمة شعبه، وأُمَّته، ودينه، وخدمة الإنسانية، وستظل أعماله ومنجزاته راسخة في الوجدان، وستبقيه نموذجاً يحتذى به في القيادة والبذل والعطاء.

وقد سجَّل التاريخ مواقف مشرِّفة للفقيد الكبير تجاه مملكة البحرين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وبالعودة إِلى الزيارة التي قام بها في إبريل / نيسان 2010، يمكن تدوين تلك المشاعر التي احتوت قلب الراحل الكبير حين عبَّر وقت ذاك عن أَنَّ الزيارة «لا لتضيف جديداً، بل لتقول للآخر إنَّنا وطن وشعب واحد في السرَّاء والضرَّاء».

وقدَّمت المملكة العربيَّة السعودية في عهد الملك عبدالله ما ترجم العلاقات التاريخيَّة على أرض الواقع، من خلال دعم مملكة البحرين في مختلف المجالات الحيويَّة والمصيريَّة.

ولقد شهد (سبتمبر/ أيلول 2014) اتخاذ خطوة تاريخية أخرى بإِعلان النّيَّة عن إِنشاء جسرٍ ثانٍ يربط بين البحرين والسعودية، ووجَّه الملك الراحل إِلى إطلاق اسم الملك حمد بن عيسى آل خليفة على الجسر الجديد، في خطوة تعكس مدى تطوُّر العلاقات البحرينية السعودية، ومدى الترابط بين البلدين قيادة وشعباً.

فالعلاقات بين البحرين والسعودية تُعدُّ فريدة من نوعها، فهي تقوم على التَّواصل والوُدِّ الدَّائمين بين قيادتي وشعبي البلدين، وتشهد تطوراً مستمرّاً على كلّ المستويات، انطلاقاً من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما تجاه مختلف القضايا، وروابط الأُخوَّة، ووشائج القربى والمصاهرة والنَّسب، ووحدة المصير، والهدف المشترك، فضلاً عن جوارهما الجغرافي وعضويَّتهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربيَّة، وجامعة الدُّول العربيَّة.

إنَّ العلاقات بين البلدين على مدى العهود الماضية، كانت ولاتزال تمثّل إِرثًا تاريخياً مجيداً تَكلَّل بالتَّقدُّم والنُّمو في مختلف العصور... فرحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته.