العدد 4521 - الخميس 22 يناير 2015م الموافق 01 ربيع الثاني 1436هـ

"بنا": الملك سلمان بن عبدالعزيز من المؤسسين للنهضة الحضارية السعودية

يحظى بتقدير واحترام خليجي وعربي وعالمي..

دخلت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة (23 يناير/ كانون الثاني 2015) بوفاة مليكها الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مرحلة جديدة في تاريخها الحديث بعد الانتقال السلس للسلطة وفقا للأصول التي دأبت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود، وقد تولى مسؤولية الحُكم في المملكة صباح اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود صاحب التاريخ الحافل بالإنجازات حيث يعتبر من المؤسسين للنهضة الحضارية والتنموية الحديثة التي شهدتها المملكة العربية السعودية الشقيقة في العقود الماضية، إذ يحظى باحترام وتقدير شديدين من السعوديين وأشقاءهم الخليجيين ومن العالم قاطبة وقد ظل على مقربة من مركز القرار بل كان أحد صناعه.

مثل أشقاءه من بيت الحُكم السعودي ولد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في مدينة الرياض في 5 /10 / 1354هـ الموافق 31 / 12 / 1935م، وتلقى سموه تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض التي أنشأها الملك عبدالعزيز عليه رحمه الله في عام 1356 هـ لتعليم أبنائه، حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً.

وقد كان تأثير حفظ القرآن الكريم عليه واضحا في ارتباطه بالعمل وتكليفه بالمسؤوليات وفي يوم الثلاثاء 11 / 7 / 1373هـ الموافق 16 / 3 / 1954م عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة، في يوم الاثنين 25 / 8 / 1374هـ الموافق 18 إبريل 1955م صدر الأمر الملكي رقم 5 / 10 / 2/ 1424 بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض بمرتبة وزير، في يوم الأحد 7 / 7 / 1380 هـ الموافق 25 ديسمبر 1960م استقال من إمارة منطقة الرياض وصدرت الموافقة عليها بالأمر الملكي رقم 40 في 7 / 7 / 1380 هـ، وفي يوم الاثنين 10 / 9 / 1382 هـ الموافق 4 فبراير 1963 م عين سموه الكريم مرة أخرى أميراً لمنطقة الرياض بموجب الأمر الملكي رقم 46، في يوم السبت 9 ذي الحجة 1432هـ الموافق 5 نوفمبر 2011م ، صدر الأمر الملكي رقم أ / 288 بتعيين سموه وزيراً للدفاع . - في يوم الاثنين 28 رجب 1433هـ الموافق 18 يونيو 2012 م ، صدر الأمر الملكي رقم أ / 139 باختيار سموه ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.

وفي خمسينات القرن الماضي برز دوره بشكل واضح في مجال العمل الاجتماعي حيث حظي العمل الإنساني والثقافي باهتمامه ومنذ عام 1376هـ الموافق 1956م ترأس عدداً من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسية للعمل الخيري في الداخل والخارج، ورعى ودعم العديد من المشروعات الثقافية، وحيث ترأس الجمعيات والهيئات الخيرية برعاية واهتمام شديدين والمتمثلة في مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ويتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية وواحة الأمير سلمان للعلوم، كما تقلد رئاسة جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة، وكان هو المؤسس ورئيس الجمعية العمومية لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الرئيس الفخري لجمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي.

وأيضاً الرئيس الفخري للمركز السعودي لزراعة الأعضاء. الرئيس الفخري لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى، رئيس مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، كما ترأس المؤسسات والجمعيات الثقافية والاجتماعية مثل مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز رئاسة مجلس الأمناء لمكتبة الملك فهد الوطنية، رئاسة مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، رئاسة مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر، الرئيس الفخري لمجلس أمناء جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال، وهي تمنح على مستوى المملكة، الرئاسة الفخرية للجمعية التاريخية السعودية، الرئيس الفخري لمدارس الرياض.

إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعب أدوارا مهمة في تطور المملكة العربية السعودية من خلال ترأسه للهيئات واللجان المنوط بها التطوير والتحديث في المملكة مثل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتقلده رئاسة اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وأمين عام مؤسسة الملك عبد العزيز الإسلامية، والرئيس الشرفي لمركز الأمير سلمان الاجتماعي، ورئيس شرف مجلس إدارة شركة الرياض للتعمير، و الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، والرئيس الفخري للجنة أصدقاء الهلال الأحمر بمنطقة الرياض، المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية للأمراض الوراثية، الرئيس الفخري لجمعية الإعاقة الحركية للكبار، الرئاسة الشرفية للجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب، الرئيس الفخري لجمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض.

وفي مجال العمل الخيري والتطوعي كان لخادم الحرمين الشريفين دور بارز في الارتقاء بهذا المجال مما كان له الأثر الكبير في أن تكون المملكة العربية السعودية من أكثر بلاد العالم في هذا المجال الحيوي من خلال تقديمها للمعونات والاغاثات للمحتاجين وأصحاب الحاجة في كل مناطق العالم، وقد ترأس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض، والرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، الرئيس الفخري للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، رئيس مجلس إدارة جمعية البر وفروعها بالرياض، الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية بالرياض، رئيس اللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، ورئاسة مجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، ورئاسة مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، و رئيس مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الراغبين في الزواج، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، رئيس مجلس إدارة مركز الرياض للتنافسية والذي يعنى بشؤون الرفع من تنافسية منطقة الرياض وتحسين مستوى العمل الإداري فيها، كما ترأس اللجنة العليا واللجنة التحضيرية للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية والتي أقيمت في 5 / 10/ 1419هـ.

إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن خلاله نشاطه في العمل الانساني ظل وفيا لأمته العربية والاسلامية وقد ترأس جمعيات وهيئات وكان لها نشاط بالخارج مثل لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956م، واللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر عام 1956م، واللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن عام 1967م، واللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني، واللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان عام 1973م، واللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر عام 1973م، واللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في سوريا عام 1973م، واللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م، واللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م، واللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء للمواطنين الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990م، رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م، وكذلك رئاسة الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م، والهيئة العليا لجمع التبرعات لمتضرري زلزال عام 1992م في مصر، ورئاسة المجلس الأعلى لمعرض المملكة بين الأمس واليوم والذي أُقيم في عددٍ من الدول العربية والأوروبية، وفي الولايات المتحدة وكندا خلال الفترة 1985م / 1992م، كما ترأس اللجنة العليا لجمع التبرعات لانتفاضة القدس بمنطقة الرياض 2000م / 1421هـ.

وتقديرا لجليل الأعمال التي قام بها حصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على الكثير من الأوسمة ومن ضمنها وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، والذي يعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، كما حصل على وسام بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس، وقلده الوسام الرئيس جاك شيراك في باريس عام 1985م، وحصل على وسام الكفاءة الفكرية حيث قام ملك المغرب الحسن الثاني في الدار البيضاء عام 1989م بتقليد سموه الوسام، كما حصل في عام 1995م على جائزة جمعية الأطفال المعوقين بالسعودية للخدمة الإنسانية.

وفي عام 1997م حصل على وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك، وقام بتقليده الوسام الرئيس البوسني في الرياض في شهر مارس 1997م، وفي ذات العام حصل على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم، وفي العام الذي تلاه حصل الملك سلمان على وسام نجمة القدس وقلد سموه الوسام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حفل بقصر الحكم بالرياض، ويعد هذا الوسام تقديراً لما قام به من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني، وفي عام 1999م على وسام (سكتونا) الذي يعد أعلى وسام في جمهورية الفليبين وقلد سموه الوسام الرئيس الفليبيني جوزيف استرادا أثناء زيارة سموه للفليبين في شهر إبريل وذلك تقديراً لمساهمته الفعالة في النشاطات الإنسانية ودعمه للمؤسسات الخيرية ولجهود سموه في الارتقاء وتحسين مفهوم الثقافة الإسلامية ومن أجل عدد المرات الكثيرة التي ساعد فيها سموه العمالة الفليبينية في المملكة ولصداقته للفليبين.

كما حصل سموه على الوسام الأكبر الذي يعد أعلى وسام في جمهورية السنغال، وقلد سموه الوسام الرئيس السنغالي عبدو ضيوف أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م، وفي ذات السياق حصل في شهر صفر عام 1422 هـ / مايو 2001 م على وسام الوحدة اليمنية الدرجة الثانية، وقلده الوسام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أثناء زيارته لليمن، وحصل الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر صفر عام 1429هـ / فبراير 2008م على زمالة بادن باول الكشفية من قِبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر.

وفي البحرين حصل سموه في شهر صفر عام 1429هـ / فبراير 2008م على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي، وحصل من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في 21 من شهر ربيع الأول عام 1429هـ الموافق 29 مارس 2008م على الدكتوراه الفخرية في الآداب تقديراً وعرفاناً لدوره الكبير في الآداب، وحصل في ديسمبر عام 2009م على جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تعد أرفع جوائزها وذلك على جهوده في خدمة المعوقين بالمملكة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة.

وعلى ذات الصعيد حصل الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر صفر عام 1431هـ الموافق يناير 2010م على الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى تقديراً لجهوده في نصرة الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك، وقد قام بتقليد الوسام لسموه فضيلة رئيس العلماء والمفتي العام بالبوسنة والهرسك الدكتور مصطفى تسيريتش، وذلك بمكتبه في إمارة منطقة الرياض، كما حصل في 14 إبريل عام 2010م على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي تقديراً لجهوده الإنسانية الخيرية والتزامه بدعم التعليم وتميز سموه كرجل دولة مشهود له عالمياً، وذلك أثناء زيارة سموه الرسمية للهند، وحصل في 2 / 5 / 2010م على ميدالية (كانت) التي منحتها له أكاديمية (برلين براندينبورج للعلوم) تقديراً لإسهامات سموه في مجال العلوم وذلك أثناء زيارته الرسمية إلى ألمانيا.

وتقديرا لهذه الجهود حصل من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 24 من شهر ربيع الآخر عام 1432هـ الموافق 29 مارس 2011م على الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية تقديرا واجلالا للعطاء المتميز في الحفاظ على التاريخ السعودي المجيد ورصد فعالياته المختلفة في شتى المجالات التي تعنى بعكس اشراقات المملكة العربية السعودية.

وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقيادة الأمة نحو التطور والتقدم ولمواصلة ما بداءه الفقيد الراحل من جليل الأعمال وما تركه من تراث ضخم يعلي من شأن الأمة العربية والاسلامية.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً