العدد 4521 - الخميس 22 يناير 2015م الموافق 01 ربيع الثاني 1436هـ

أيها المكتئبون

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

من الأفكار الخاطئة والمنتشرة عن الاكتئاب أنه عبارة عن أمر كله متعلق بالأفكار التي تدور في رأسك، إذا أردت أن تخرج من هذه الحالة سوف تخرج، وأوكد لكم أن هذا الأمر غير صحيح.

فالاكتئاب هو مرض ككل الأمراض يؤثر على كل الجسم وكذلك على المخ. وتماماً كما أن «القرار بالخروج من الحالة» لن يؤدي للشفاء من الحمى مثلاً، فكذلك الأمر بالنسبة للاكتئاب.

مرض الاكتئاب هو أكثر من الشعور بوعكة أو حزن شديد. الاكتئاب هو من أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم، وبحسب الإحصائيات يصيب أكثر من 121 مليون شخص حول العالم.

ونجد أن هناك عدداً كبيراً من الأسباب التي رجحها الباحثون والتي تقف وراء مرض الاكتئاب، فقد ذكر البعض أنها نتاج عوامل بيئية واجتماعية، آخرون أكدوا أن أسلوب حياتنا المعقد كان وراء ازدياد حالات الاكتئاب، ومن حيث الدراسات الجديدة والمعاصرة فإن الاكتئاب يعتبر ناتجاً عن نقص أو عدم توازن بالمواد الكيميائية الموجودة بالمخ والجسم كافة.

وفي الوقت نفسه كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين لديهم نقص في فيتامين «د» يعانون من الاكتئاب النفسي، وتختفي هذه الأعراض عند عودة هذا الفيتامين إلى مستواه الطبيعي في الجسم. وهناك أيضاً ارتباط بين ارتفاع فيتامين «د» في الجسم وقلة ظهور أعراض الاكتئاب، ولاسيما بين الذين أصيبوا من قبل بالاكتئاب.

ومما لفت نظري في إحدى الإحصائيات المحلية المنشورة أخيراً أن 90 في المئة من الحوامل والمواليد بالبحرين يعانون من نقص فيتامين «د» ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة عن مدى انتشار هذا النقص في شرائح عمرية أخرى، فإنني أعتقد أننا من الممكن أن نربط بعض حالات الاكتئاب في الفترة الأخيرة بهذا السبب.

فمن خلال خبرتي، وجدت أن كثيراً من الحالات خصوصاً المكتئبات منهن والسوداويات والوسواسيات عندما طلبت منهم إجراء فحص لمستوى فيتامين «د»، وجدت أنهم لا يتجاوزون معدل العشرة في حين أن المعدل الطبيعي يجب ألا ينزل عن معدل ثلاثين إلى سبعين. وأؤكد لكم أنه ليس السبب الوحيد للإصابة بالاكتئاب، لكنه سبب جوهري لا يستهان به.

ولحسن الحظ يمكننا الحد من خواطر نقص فيتامين «د» باستعادة الجسم للمستوى الطبيعي له، وللحصول على فيتامين «د» وتجنب الاكتئاب (أشعة الشمس كمصدر رئيسي، وذلك بالتعرض لها 15 دقيقة يومياً، سمك السلمون، الحليب والبيض) وحتى العلاجات الدوائية التي تعوض نقص هذا الفيتامين.

(هاش تاق) للتواصل مع الإخصائية، فاطمة _ السيكولجست، غير صحيح أن الاكتئاب هو مرض الفاشلين فهناك شخصيات عديدة والتي لاتزال في ذاكرة التاريخ البشري، عانوا من حالة الاكتئاب ولم يكونوا فاشلين.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 4521 - الخميس 22 يناير 2015م الموافق 01 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً