قدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مساء أمس الخميس (22 يناير/ كانون الثاني 2015) استقالته، فيما رفض البرلمان اليمني الاستقالة، ودعا إلى جلسة طارئة صباح اليوم (الجمعة) لبحث الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بهذا البلد.

وقال مسئول لـ «فرانس برس»، رافضاً كشف هويته، إن «مجلس النواب، ممثلاً برئيسه يحيى الراعي، رفض استقالة الرئيس وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة (اليوم)».

وتأتي استقالة هادي بعد أن قدمت الحكومة اليمنية التي تم تشكيلها قبل أقل من ثلاثة أشهر، استقالتها.

من جهته، رحب زعيم كبير في حركة الحوثيين القوية في اليمن باستقالة الرئيس. وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنها تراقب التطورات في اليمن، وآخرها استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، موضحة أنها تؤيد انتقالاً سياسيّاً سلميّاً.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحافيين: «تحاول فرقنا التأكد من كل المعلومات» الواردة من اليمن. ونفى عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية علي العماد ما تردد من أنباء عن دعوة الحوثيين إلى تشكيل مجلس رئاسي.

وقال العماد في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) مساء أمس «إنهم حتى اللحظة لم يحددوا ما الخطوات التي سيتم تنفيذها في الساعات المقبلة لتلافي استقالة هادي وبحاح». من جانب آخر، أعلن مؤسس الحراك الجنوبي ناصر النوبة عبر لقاء مع قناة الجزيرة القطرية استقلال جنوب اليمن وأنه أصبح إقليمين بحسب نتائج الحوار الوطني.

أربع محافظات جنوبية في اليمن بينها عدن ترفض تلقي أوامر من صنعاء

الرئيس اليمني ورئيس وزرائه يستقيلان والبرلمان يرفض استقالة هادي

صنعاء - أ ف ب، رويترز

رفض البرلمان اليمني مساء أمس الخميس (22 يناير/ كانون الثاني 2015) استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعا إلى جلسة طارئة صباح اليوم (الجمعة) لبحث الأزمة السياسية الحادة التي تعصف بهذا البلد.

وفي رسالة وجهها إلى البرلمان حصلت «فرانس برس» على نسخة منها أعلن هادي أنه قدم استقالته من «منصب رئاسة الجمهورية».

لكن البرلمان سرعان ما أعلن رفضه ذلك.

وقال مسئول إنه سيعقد مجلسا النواب والشورى اجتماعاً مشتركاً طارئاً يوم الأحد القادم لبحث مستجدات الأوضاع في البلاد.

وتأتي استقالة هادي بعد أن قدمت الحكومة اليمنية التي تم تشكيلها قبل أقل من ثلاثة أشهر، استقالتها بعد أن استولت ميليشيات «أنصار الله» على مجمع القصر الرئاسي.

وقال المتحدث باسم الحكومة وهو يعلن هذا القرار، إن الاستقالة لا بد منها.

وفي رسالة الاستقالة، برر رئيس الوزراء خالد بحاح قراره بالقول «حتى لا نكون طرفاً فيما يحدث وفيما سيحدث ولا نتحمل مسئولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وامام الشعب».

واضافت الرسالة «أننا كحكومة كفاءات حاولنا ما أمكن أن نخدم هذا الشعب وهذا الوطن بكل ما استطعنا من قوة وعلم وكفاءة ومسئولية وضمير».

وتابعت «وعندما أدركنا أن هذا لا يمكن، قررنا اليوم (أمس) أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني».

والأربعاء، بحث رئيس الحكومة امر استقالته وترك مقر إقامته في وسط صنعاء حيث حاصرته الميليشيات طيلة يومين.

وجاء الخطاب الموجه إلى الرئيس هادي بعد أقل من 24 ساعة من إبداء هادي استعداده لقبول مطالب حركة الحوثيين القوية للعب دور أكبر في الترتيبات الدستورية والسياسية في البلاد.

بينما قال مصدر مقرب من الرئيس اليمني إن الرئيس عزا السبب الرئيسي لاستقالته من منصبه إلى استيلاء المقاتلين الحوثيين على العاصمة صنعاء.

واختلف هادي مراراً مع حركة الحوثيين منذ أن استولت على صنعاء في تحرك مباغت وسيطرت على مقاليد الأمن في أجزاء كبيرة من المدينة وبدأت تفرض شروطها على حكومته.

ونقل المصدر عن رسالة الاستقالة التي تقدم بها هادي قولها إنه «نظراً للمستجدات التي ظهرت منذ 21 سبتمبر 2014 على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً التي حرصنا جميعاً أن تتم بسلاسة ووفق مخرجات الحوار الوطني والذي تأخر لأسباب كثيرة... وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير من المعاناة والخذلان وعدم مشاركتنا من قبل فرقاء العمل السياسي في تحمل مسئولية الخروج باليمن إلى بر الأمان».

من جهته، رحب زعيم كبير في حركة الحوثيين القوية في اليمن باستقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي اليوم الخميس واقترح تشكيل مجلس رئاسي يضم جماعات بقيادة الحوثيين والجيش وبعض الأحزاب السياسية.

وقال ابو مالك يوسف الفيشي، وهو زعيم كبير لجماعة «أنصار الله» الحوثية عبر حسابه على «تويتر» «اليمن مقبل على الأمن والاستقرار والسكينة والرخاء». ووصف استقالة هادي بأنها «بشرى سارة لجميع اليمنيين».

ومازال المسلحون الحوثيون منتشرين في كل أنحاء صنعاء على رغم التزامهم بالانسحاب من القطاعات الرئيسية في مقابل تنازلات سياسية من جانب الرئيسالمستقيل هادي.

ووصل مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر أمس إلى صنعاء حيث بدأ مساء محادثات مع ممثلي الأحزاب السياسية اليمنية، وضمنهم الحوثيون، كما أفاد مكتبه في صنعاء.

ويحاول بن عمر وهو من المغرب تهدئة التوتر الذي أدى الثلثاء إلى سيطرة الحوثيين على مجمع القصر الرئاسي إثر معارك أوقعت 35 قتيلاً و94 جريحاً.

وما زال التوتر واضحاً في عدد كبير من الأحياء، لكن المتاجر فتحت أبوابها بعد معارك بداية الأسبوع.

وينص اتفاق النقاط التسع الذي أعلن مساء الأربعاء، على تعهد عناصر الميليشيات الانسحاب من القصر الرئاسي، وكذلك من «كل المواقع التي تشرف على مقر إقامة الرئيس».

ووعد الحوثيون أيضاً بالانسحاب من منطقة سكن رئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح في وسط المدينة، وبالإفراج عن مدير مكتب الرئيس أحمد عوض بن مبارك الذي خطف السبت.

لكن الحوثيين لم يغادروا أماكن انتشارهم.

في غضون ذلك، انقطع بث قناة «عدن» الرسمية أثناء إعلانها عن بيان للجنة الأمنية لما أسمته إقليم عدن مساء أمس.

في الوقت الذي قررت أربع محافظات جنوبية في اليمن بينها عدن رفض تلقي أوامر من صنعاء للوحدات العسكرية وقوات الأمن، بحسب بيان للجنة الأمنية في هذه المحافظات.

وأكدت اللجنة المكلفة الشئون الأمنية والعسكرية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي أنها اتخذت هذا القرار اثر استقالة الرئيس ورئيس الوزراء خالد بحاح.