كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه من المنتظر عقد الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بالقاهرة في شهر شباط/ فبراير القادم على مستوى وزيري الخارجية.
وقال شكري ، في حديث لمجلة الأهرام العربى فى عددها الصادر غداً الجمعة ، إن الحوار سيكون مناسبة طيبة لاستعراض مختلف نواحي العلاقة وهى علاقة متشعبة عميقة وبها كثير من المكاسب ولكن علينا ان نتعامل معها بقدر اهميتها وبشفافية لابد ان تتحلى بها علاقة بهذا العمق.
وأوضح انه ليس من الضروري أن تكون القاهرة وواشنطن متوافقتان على كل القضايا لكن هناك حدا أدنى من التفاهم المشترك وتبادل الرؤى حتى يستطيع كل جانب ان يقيمها ، وفى النهاية فان الهدف هو ان تستمر هذه العلاقة وان تسير بما يفيد مصر والشعب المصري وطالما ان هناك فائدة فاننا نسعى لتحقيقها في كافة علاقاتنا الدولية سواء مع الولايات المتحدة او روسيا او الصين.
و حول موقف مصر بالنسبة لدعوة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لعقد مؤتمر دولي حول الارهاب اشار شكري إلى أن " هناك مشاورات مع عدد من الاطراف حيث سنتبادل الاتصالات الهاتفية مع عدد من وزراء الخارجية و منهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير خارجية بريطانيا مما سيتيح قدرا اكبر من الاطلاع على هذه الفكرة واهدافها حتى نستطيع ان نقيمها" .
وأضاف أنه من حيث المبدأ فإن مصر كانت دائما تدعو لمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب طالما ان الدعوة مرتبطة بجذب الاطراف الدولية لفكر موحد وتصور ورؤية مشتركة لمواجهة هذه الظاهرة، و نرى ان الارهاب لن يتم القضاء عليه الا اذا خلصت النوايا الدولية للتعامل معه بشكل ليس به اي نوع من انواع المواربة او الانتقائية في الاستعداد لتصنيف هذه المنظمات بشكل مختلف او محاولة البعض الاستفادة لأغراض سياسية و سيتم دراسة دعوة الرئيس الامريكى لعقد مؤتمر مكافحة الارهاب بشكل متأنى .
و ردا على سؤال حول ما اذا كان قد أن الأوان لان يستمع الغرب للتحذيرات المصرية من الارهاب و يتوقف عن الانتقائية قال شكري انه وبدون شك فان مصر كانت حاضرة في تكوين التحالف ضد الارهاب في اجتماع جدة ثم في مؤتمر باريس وفى المناسبتين كانت رسالة مصر واحدة حيث كانت معظم الدول تتحدث عن التصدي والتركيز على داعش فقط بينما كانت رسالة مصر وهدفها ان الحرب على الارهاب لا بد ان تكون شاملة من حيث تناول كافة التنظيمات الموجودة وايضا الا تشمل فقط المواجهة العسكرية ولكن الاسباب السياسية التي ساهمت في بزوغ هذه الظاهرة بجانب الاسباب الثقافية التي ساهمت ايضا في نمو هذه الظاهرة وقد اخذ البعض في ذلك الوقت الامر انه تشتيت للأولوية لكن الان وبعد نفاذ هذه الظاهرة بهذا الشكل في اوروبا فان الامر اختلف.
و حول وجود مخاوف لدى البعض من ان توجه بعض الاطراف ذات الاجندات ما حدث في باريس لمحاولة تمكين الاسلام السياسي مرة اخرى قال شكري "اتصور اننا متحسبون لذلك وان الاطراف الدولية تقدر خطورة الارهاب وان اي محاولات لاستخلاص مكاسب سياسية غير مرتبطة بشكل مباشر بمكافحة الارهاب ستمثل اضعافا للعمل الدولي المشترك و ارى ان اي رغبة حقيقية لمكافحة الارهاب لابد ان تكون على اسس سليمة وليس بها اي محاولة لتشتيت الجهد او لمحاولة النفاذ الى امور ثانوية .
وتابع :"هناك نظريات تتداول لكننا نعمل على وضع الامور في نصابها الصحيح ومن يقدر الامور تقديرا سليما لا بد ان يبتعد عن مثل هذه الافكار بعدما ثبت فشلها وعدم قدرتها على تحقيق اي انجاز لأنها ايديولوجية تتخذ خطوات تكتيكية لكن في النهاية هدفها واحد ولا يوجد شيء سيؤدي لانحسارها الا اذا تمت مقاومتها بشكل جوهري".
ووصف شكري العلاقات المصرية المغربية بانها وثيقة ونعمل على تدعيمها و ما حدث لا يعدو ان يكون اكثر من سوء فهم بسيط تم توضيحه وازالته ، مشيرا إلى ان زيارته الى المغرب كانت تهدف لإزالة اي سوء فهم بين البلدين .
و حول مؤازرة القمة الافريقية القادمة في نهاية كانون ثان/ يناير في اثيوبيا لترشح مصر لمقعد غير دائم في مجلس الامن ، كشف شكري عن وجود ترتيبات لجولة افريقية قريبا الى جنوب القارة الافريقية ، موضحا أن المؤازرة الافريقية تنبع من ان هناك اطمئنانا تقليديا لدور مصر في الاطار الدولي ، مؤكدا أن مصر عندما تتولى مقعدا في المنظمة الدولية فهى لا تتولاه للتعبير عن مواقف ذاتية بل نيابة عن المصالح الافريقية .
وبشأن ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا من اهمية اتخاذ إجراءات عملية تحول التوافقات السياسية إلى مرجعية قانونية تحفظ حقوق مصر و اثيوبيا في مياه النيل قال شكري إن المفهوم من ذلك ان يكون هناك تفاهم بين البلدين يصل الى درجة الاتفاقية القانونية الملزمة من كلا الطرفين ،فالعلاقة المصرية الاثيوبية هامة وجوهرية ولابد من صياغتها في اطار يطمئن الجانبين بان مصالحه وتطلعاته يتم تنفيذها بشكل فيه وضوح وليس قابلا للتفسير او التأويل ، مشيرا انه من المنتظر طرح ملف سد النهضة خلال لقاء السيسي مع رئيس وزراء اثيوبيا على هامش القمة الافريقية القادمة في اديس ابابا بالإضافة الى استكمال الجهود التي بذلت منذ انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين لتنمية العلاقات الثنائية وبناء الثقة بين البلدين والتي تتولد وتزداد مع الوقت .
و حول ما ذا كان مطمئنا لسير المفاوضات مع اثيوبيا اشار الى "أننا لا نضع الامر في اطار الاطمئنان بل نقيمه بشكل عملي وبشكل متدرج بدون الافراط في التفاؤل او التشاؤم بل نتعامل بشكل عملي براجماتى يحقق ويبنى في النهاية لبنة في اقامة علاقة بين شعبين كبيرين لهما اسهام في الحضارة ومصالح ، ولابد ان نصل لنقطة توافق حول هذه المصالح ومن الافضل ان نخرج الامر من مسألة التفاؤل والتشاؤم وننظر لكل مرحلة بذاتها ولما حققته من مصلحة البلدين" .
وحول الخطوات الفلسطينية الاخيرة للتوجه الى مجلس الامن قال شكري ان مصر كانت دائما داعمة لخيارات الشعب و القيادة الفلسطينية و هناك تنسيق بشكل وثيق مع القيادة الفلسطينية و مع الاطراف الدولية الفاعلة و مع الجانب الاسرائيلي لإقناعه بضرورة الوفاء بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة حل الدولتين الذى سيكون المحقق لانتهاء هذا الصراع و دخول المنطقة لمراحل من الاستقرار يستفيد فيها الجميع و لكن الاساس ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة و ان يقيم دولته و عاصمتها القدس الشرقية .