كتبت في مثل هذه الزاوية الخميس الماضي، أن المنتخبات الخليجية المشاركة في نهائيات كأس آسيا المقامة حالياً في استراليا، ستخرج تباعاً، فبعد أن خرج منتخبنا الوطني بخفي حنين ودعت البطولة منتخبات السعودية وقطر وعمان والكويت ولم يتبقى سوى ممثل واحد وهو المنتخب الاماراتي الذي سيلتقي مع اليابان في أصعب محطاته الآسيوية.

جميع المنتخبات الخليجية – عدا الامارات – خرجت من الدور الأول، ولايزال لواء العرب موجود في استراليا عبر الامارات والعراق، وتنتظرهما مواجهات صعبة ستميل فيها جميع قلوب العرب إلى جانبهما بحثاً عن بصيص من الأمل للتأهل لأدوار متقدمة.

كيف كانت مشاركة المنتخبات الخليجية في البطولة، هل من أجل المشاركة فقط وتسجيل الأسماء بأنهم كانوا متواجدين، أم يقف وراءها حلم بتحقيق البطولة الصعبة التي تمتاز بها منتخبات شرق آسيا المتطورة.

الواقع فرض نفسه على غالبية المنتخبات الخليجية بما فيها البحرين، وعلى رغم الاعتذار الذي قدمه غالبية رؤساء الاتحادات الخليجية بعد الخروج إلا أن مشاركتهم سجلت خيبة أمل جديدة للشارع الخليجي.

التخطيط غاب عن المشاركة الخليجية، فعلى رغم ضخ الأموال الكبيرة لدى الأشقاء إلا أن الواقع فرض نفسه وكشف مستويات مخيبة للآمال، فأين كان أقوى دوري عربي وهو الدوري السعودي في المشاركة الآسيوية، وأين وصل المنتخب القطري بطل الخليج وأحد أفضل المنتخبات الخليجية تطوراً من حيث المنشآت والأموال، فمهما كانت الأموال حاضرة لكن التخطيط يلعب الدور الأبرز في البناء السليم.

منتخبنا الوطني تطور من الناحية الفنية نوعاً ما، فبعد أن كان إحدى الحلقات الأضعف في بطولة الخليج، ظهر بثوب مغايرة في البطولة الآسيوية، لكن يبقى الواقع هو من فرض نفسه أيضاً، فالطموح ليس الخروج بمستوى فني جيد بل تكرار ما حققه أبناء الوطن في بطولة الصين 2004.

يجب على اتحاد الكرة أن ينظر بعين الاعتبار لمشاركة الأحمر، وأن لا تمر مرور السحاب والبحث عن الاسباب التي أدت لتراجع منتخبنا في البطولات السابقة بعد أن كان رقماً صعباً في القارة الصفراء واقترب من حلم المونديال مرتين متتاليتين، ويجب أيضاً التخطيط للحلم المونديالي وعدم النظر لسنة أو سنتين فقط، فأمامنا تحديات كثيرة لابد أن يثبت الاحمر فيها جدارته وأن تعود هيبة المنتخب من جديد كما كانت في السابق.

صحيح أن مرحلة البناء تحتاج للصبر، لكن الاستقرار هو العامل الأهم في المرحلة المقبلة، فأتمنى أن يستقر اتحاد الكرة وخصوصاً من الجوانب الفنية التي أثرت على الأداء في المرحلة الماضية ولاسيما في «خليجي 22».

تحية لقائد الأحمر

تحية كبيرة أقدمها لقائد منتخبنا الوطني لكرة القدم محمد حسين على جهوده البارزة مع الأحمر طيلة مشواره الرياضي، وتبقى الاخطاء واردة داخل المستطيل الأخضر، فكنت خير سفير للبلاد في الدول الخليجية التي لعبت ضمن صفوف أنديتها، وأتمنى لك دوام التوفيق والنجاح في مشوارك الاحترافي مع النصر السعودي.