لم يكن ممكناً تجاهل رسالة مواطن عبر البريد الالكتروني عن وزارة الإسكان، ولا نريد إلاّ مساعدته بكل الطرق التي نستطيعها، فلقد عانى الأمرّين من أجل بيت العمر، حتّى يرتاح أبناؤه، خصوصاً أنّ لديه ابنتين من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وإليكم القضيّة يا وزارة الإسكان واحكموا بأنفسكم:

«طلبي في الإسكان منذ سنة 1995 للحصول على وحدة سكنية، وحالياً أسكن في شقة في بيت والدي بالطابق الثاني، ولدي أربعة أولاد يسكنون معي في الشقة، واثنتان منهما تعانيان من إعاقة عقلية، فالكبيرة من مواليد 1988 والصغيرة من مواليد 2005، وتحتاج كل واحدة منهما مراجعة المستشفى باستمرار، وابنتي الكبيرة تخاف وترتعب من نزول الدرج، أما الصغيرة فهي لا تمشي بتاتاً، ونقوم أنا ووالدتها بحملها كل يوم، وقد نحملها أكثر من مرّة في اليوم. أما ابني الكبير لا أستطيع السعي له في الزواج، لأنه لا يوجد مكان في الشقة!

لقد تلقيت اتصالاً منذ ثلاثة أشهر من مجلس الوزراء، يخبروني فيه عن متابعة الطلب وحتى اليوم لم أستلم أي اتصال آخر، وتوجد وحدات سكنية متوافرة في قرية القلعة وزوجتي أيضاً من القرية نفسها، وهو المكان الأنسب لنا، إلاّ أننا إلى الآن نعاني الأمرّين!

ذهبنا قبل 4 شهور أيضاً إلى مجلس المرأة، وأخبرونا بأن هذا المجلس للمطلقات والأرامل، وذهبنا إلى الملكية الخيرية وأخبرونا بنفس الكلام، والسؤال: إلى أين نذهب ونطرق الأبواب من أجل أبنائنا المعاقين؟ فهم يعانون معنا كلّ يوم، وليس أصعب من الأب رؤية ابنه يبكي أو يعاني.

أرسلنا رسالة إلى وزير الإسكان بتاريخ 11/12/2014، مع إرفاق التقارير لأطفالي المعاقين ولم أستلم أي رد، وذهبنا أيضاً إلى وزارة التنمية الاجتماعية وأخبرونا أنهم لا يستطيعون عمل شيء، عدا توفير الكرسي المتحرك! ما العمل اليوم؟ أرجوكِ أخبريني؟

انتهت رسالة المواطن، ونسأل وزير الإسكان: هل لديكم أولويات في طلبات الإسكان؟ وهل هناك تسهيلات تُقدّم من قبل وزارة الإسكان لذوي الإعاقة أو من يرعاهم؟ ما الهدف من تعطيل هذا المواطن وهو يعاني كلّ يوم نفس المعاناة؟ هل لدى المسئولين في وزارة الإسكان أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة من أسرة بسيطة حتى تتفّهموا وضعهم؟

ليس سهلاً على الأسر البسيطة رعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا كبار السن أيضاً، إذ أنّها مادياً معاناة، ومعنوياً معاناة، وقصر ذات اليد تجعل المواطن يشقى أكثر وأكثر. وليضع أي وزير وليس وزير الإسكان فقط نفسه، مكان هؤلاء الذين يعانون كل لحظة سواء من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من يرافقهم، عندها سيعلمون ما هي المعاناة الحقيقية التي يعيشها المواطن، وعندها قد يتكرّم وزير الإسكان أو أي وزير بالتعاطف معهم والإسراع في حصول هذا المواطن على بيت العمر.

يقول الرسول محمّد (ص): «من فرّج كربةً فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، ففرّجوا كرب أمثال هؤلاء، واحرصوا على وضع الأولويات، فهناك من يعاني أكثر من الآخرين، وهناك من ليس لديه واسطة ولا صوت يوصل، فهل وصلت الرسالة هذه المرّة؟