أكد النائب العام علي فضل البوعينين أن النيابة العامة ماضية في تطوير كوادرها وآلياتها فيما يخدم جهودها في محاربة الجريمة لاسيما في ظل تزايد الجريمة وتطورها، لافتا إلى أن أسباب تكون ووقوع الجريمة لا يمكن تحديده أو التنبؤ به.
وقال البوعينين في تصريح لوكالة أنباء البحرين "بنا" إنه "وفق بعض الإحصائيات والدراسات تعتبر البحرين ضمن الدول الأكثر أمانا للسكن والمعيشة، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على نجاح الجهود المتكاتفة لمنع الجريمة والحد منها بدليل أن السير في طرقات المملكة بعد أكثر أمنا من السير في بلدان أخرى".
وأضاف "أن النيابة العامة تقوم بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص للتعاون في سبيل أن تأخذ العدالة مجراها، ولعل قضية سرقة ساعات "الرولكس" التي وقعت منذ مدة خير مثال على التعاون الذي تم مع الجهات المعنية في "كوسوفو" حيث تم تسخير كافة الامكانيات والتقنيات المتاحة ومن ضمنها نقل وبث تصريحات الشهود عبر أجهزة التصوير والرقابة الأمنية".
وقال "إن النيابة العامة بعيدة كل البعد عن أي ضغوط سياسية أو غيرها، ونسير وفق ما ينص عليه القانون الجنائي ونعمل جنبا إلى جنب مع الجهات المعنية في تنفيذ تطلعات المملكة الرامية إلى الحد من انتشار الجريمة ورفع ثقافة الوعي الأمني لدى الجميع".
وحول مساعي النيابة العامة في نشر الوعي الأمني في المجتمع، أشار إلى أن النيابة العامة قد خرجت عن النطاق التقليدي في مسألة رفع الوعي لمكافحة الجريمة، بحيث تقوم بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المختلفة كوزارة التربية والتعليم بإرسال باحثات اجتماعيات لإلقاء المحاضرات في المدارس كما يقوم أعضاء النيابة العامة من كلا الجنسين بإلقاء المحاضرات والندوات في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى الندوات التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني.
وفيما أكد النائب العام أهمية تطوير التشريعات الخاصة بالعقوبات، أوضح أنه لابد من الاتفاق على اعتبار مدمني المواد المخدرة تحت خانة المرضى وليس كمجرمين إذا لم يقترن الإدمان بجريمة أخرى كالإتجار بالمواد المخدرة، مشيرا الى انه بناء على ذلك فإنه من الضروري في مثل هذه الحالات اللجوء إلى العقوبات البديلة كتلك المرتبطة بأداء بعض الخدمات الاجتماعية والإيداع كما هو معمول به في عدد من الدول ذات التشريعات المتطورة.
وأعرب البوعينين عن تقديره لاضطلاع مؤسسات المجتمع المدني بدور فعَال لرفع المستوى المعرفي للمجتمع حول كيفية التعاطي مع المدمنين وأهمية دور الإيداع كخطوة لبدء رحلة التعافي والعلاج، لافتا إلى الدور الكبير الذي تقوم به جمعية "تعافي" بالتنسيق مع الجهات المعنية لإيصال ونشر المعلومات الهامة في هذا الشأن للجمهور.