العدد 4519 - الثلثاء 20 يناير 2015م الموافق 29 ربيع الاول 1436هـ

بدء الاجتماع التاريخي بين الكوبيين والاميركيين في هافانا

التقى مسئولون أميركيون وكوبيون كبار اليوم الأربعاء (21 يناير/ كانون الثاني 2015) في هافانا للمرة الأولى منذ 35 عاما بهدف البدء بحوار يفترض أن يحدد قواعد التقارب التاريخي بين البلدين.

والمرحلة الأولى من هذه المباحثات المدرجة في إعلان الرئيسين الأميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو تطبيع العلاقات بين بلديهما في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مخصصة الأربعاء لمراجعة اتفاقات الهجرة بين هاتين الدولتين اللتين لا تفصلهما سوى نحو 200 كلم.

وجرت المحادثات المغلقة نحو الساعة 9,00 بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) برئاسة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أميركا اللاتينية اليكس لي ومن الجانب الكوبي مديرة شؤون الولايات المتحدة في وزارة الخارجية الكوبية جوزفينا فيدال.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما مساء أمس الثلثاء (20 يناير/ كانون الثاني 2015) في خطابه عن حال الأمة "في كوبا سنضع حدا لسياسة تجاوزت حدودها القصوى. عندما يتعثر ما تقومون به طيلة خمسين عاما، يعني ذلك انه حان الوقت لمحاولة أمر آخر جديد".

وعلى الرغم من أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون غرب الكرة الأرضية روبرتا جاكوبسون لن تشارك في هذا اليوم الأول من المحادثات، فان وصولها المقرر عند الظهر سيسجل وصول أول مسئول أميركي على هذا المستوى إلى كوبا منذ العام 1980.

وستركز المحادثات على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 1961 غداً الخميس (22 يناير/ كانون الثاني 2015). والشق المتعلق بإعادة فتح سفارتي البلدين هو الأهم. وأمام الوفد الذي ترئسه جاكوبسون، ستتراس جوزفينا فيدال الوفد الكوبي.

وحول مسائل الهجرة، سيدرس البلدان وسائل مراجعة الاتفاقات الموقعة في 1994. وبموجب هذه الاتفاقات، تتعهد واشنطن بالحد من تاشيرات الهجرة الممنوحة وبإعادة المهاجرين غير الشرعيين الذين يتم اعتراضهم في البحر إلى كوبا.

ومن المتوقع أن تتعهد كوبا من جهتها باستقبال المطرودين ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وعلى الرغم من فترات التوتر المتعددة، فقد احترم الجانبان بشكل شامل ما يترتب على كل منهما بموجب الاتفاق قبل تليين شروط السفر تدريجيا من على ضفتي مضيق فلوريدا.

وقال انطونيو أخا مدير مركز الدراسات الديموغرافية في جامعة هافانا لوكالة فرانس برس "يبدو انه سيبدأ أخراج العامل السياسي من المسالة".

وعلى خلفية هذه النقاشات حول الهجرة يحوم ظل "قانون تصحيح الوضع" الذي اقره الأميركيون في 1996 ويمنح تسهيلات إقامة للمهاجرين الكوبيين. وهذا النص يواجه انتقادات حادة من قبل هافانا التي تعتبره تشجيعا على الهجرة العشوائية والخطيرة عبر مضيق فلوريدا.

وعلى الصعيد الرسمي، فان الكونغرس هو الوحيد المخول إلغاء هذا القانون. لكن العديد من الخبراء يؤكدون أن البيت الأبيض يتمتع بإمكانية إفراغه من مضمونه، ما يؤجج مخاوف العديد من الكوبيين في حين تضاعفت عمليات اعتراض المهاجرين غير الشرعيين في ديسمبر/ كانون الأول 2014 مقارنة بالشهر نفسه من العام الذي سبق، بحسب معطيات خفر السواحل الأميركيين.

وكان مسئول في وزارة الخارجية الأميركية حسم الأمر في بداية الأسبوع. وقال "لا يوجد (على الفور) مشروع لتعديل السياسة الأميركية في ما يتعلق بقانون تصحيح الوضع".

في المقابل، كان الرئيس الأميركي قد أعلن انه سيحيل على البرلمانيين قريبا مشروع رفع الحصار التجاري والمالي المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ 1962 على الرغم من أن الغالبية الديمقراطية أعربت عن معارضتها لهذا المشروع.

ومساء الثلاثاء، دعا إلى "مد يد الصداقة إلى الشعب الكوبي".

وفي إطار جهد المصالحة نفسه، تعهد اوباما بدراسة شطب كوبا من اللائحة الأميركية للدول التي تدعم الإرهاب والتي تحرم كوبا مساعدة المؤسسات المالية الدولية.

الأسبوع الماضي، رفعت واشنطن أيضا سلسلة قيود تجارية وأخرى تتعلق بالسفر، وقررت تليين إجراءات تحويل الأموال لمهاجرين كوبيين.

من جهتها، أفرجت كوبا عن 53 أسيرا سياسيا ترد أسماؤهم على لائحة سلمتها الولايات المتحدة، لكن واشنطن أكدت إنها تعرف نوايا الحكومة الشيوعية في مجالات حقوق الإنسان والانفتاح السياسي.

وأخيرا أقرت وزارة الخارجية الأميركية بأنه "ليست لدينا أي أوهام حول هذه الحكومة ورغبتها في تطبيق هذه الحقوق العالمية"، مشددة في الوقت نفسه على أن "الالتزامات حيال حقوق الإنسان والديمقراطية ستبقى في صلب" المحادثات.

وعلى الرغم من أن غالبية واسعة من الأميركيين ترحب بتغيير السياسة حيال كوبا، إلا أن العديد من النواب الجمهوريين وقسما من المنشقين الكوبيين ينتقدون واشنطن لأنها لم تحصل على شيء في المقابل.

وفي هافانا، شدد مسئول في وزارة الخارجية الثلاثاء أيضا على حرص النظام الشيوعي على التشديد على احترام "مفاهيم سياسية مختلفة" وطالب بمحادثات مجردة من "عقبات أمام سيادة" الجزيرة.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً