قرأنا في الصحف المحلّية بأنّ وزارة التربية والتعليم قامت يوم أمس الأول (الاثنين 19 يناير/ كانون الثاني 2015)، باستدعاء جميع المعلمين المسجّلة ضدهم شكاوى «ضرب الطلبة» بالمدارس الحكومية، في إحدى الصالات الرياضية بإحدى المدارس في المحافظة الجنوبية.
وفي الوقت الذي وجّهت إدارات المدارس المعلمين إلى الذهاب للصالة لحضور «ورشة عمل» دون الإشارة إلى مضمونها، تفاجأ بعض المعلّمين بأن ما حضروه لم يكن ورشة عمل، وإنّما جمع جميع المعلمين ممّن سجلت عليهم شكاوى ضرب للطلبة على خلفية ما ينشر في الصحف المحلية حيال ذلك، والتشديد على الإجراءات والعقوبات، وبيان استياء الوزارة ممّا وصفوه بتزايد حالات الضرب مؤخراً.
وعلى رغم استياء بعض المعلّمين مما حدث، إلا أننا نعتقد بأنّ هذه خطوة ايجابية من قبل وزارة التربية والتعليم، وقد يكون بعض المعلّمين مظلومين في قضايا الضرب، ولكن هناك فئة أيضاً ليست مظلومة، وقامت بضرب الطلبة عن سابق إصرار وترصّد، وما قامت به الوزارة من جمع المعلّمين وإبداء الاستياء من تزايد حالات الضرب، وعن التشديد على الإجراءات والعقوبات ما هو إلاّ حرصاً منها على المعلّم، وليس العكس.
لا ندافع عن وزارة التربية والتعليم، فنحن في الحقل ولدينا مظالم معها منذ سنوات، وليس حبّاً في الوزير ولا طمعاً في ترقية أو منصب، فلقد قمنا بتقديم الاستقالة للتقاعد المبكّر، ولكننا نحرص على الحقوق ونضع يدنا مع الوزارة والوزير إن كان هناك أمرٌ يهم أبناءنا الطلبة.
لقد ازدادت حالات الضرب والعنف النفسي داخل المدارس، ولا ندري إن كانت ضغوط الحياة وإرهاصاتها هي السبب أم أنّ المدرّس يعتقد بأنّ هذه هي الطريقة المُثلى لإدارة الصف مثلاً! ولكننا نعلم بأنّ حفظ حقوق الطالب والمعلّم لا يتأتى بالتحقيق في أمر المشكلة فقط، ولكنّه يتأتّى من خلال التحقيق مع الأطراف جميعها، ومن ثمّ الاجتماع بمن ضرب وباقي المعلّمين الذين يستخدمون هذا الأسلوب من أجل الحرص على عدم تكرار ذلك، فالذكرى تنفع المؤمنين.
ولنا مثل في خيرة البشر المصطفى محمّد ابن عبدالله (ص) في ضرورة الرحمة مع الطفل، فلقد ذكرت الروايات أنّه عندما كان يسجد، كان يثب على ظهره ريحانتا شباب أهل الجنّة، حفيداه الحسن والحسين (رض)، فلا يتحرّك حتى ينزلا من على ظهره الشريف، وهذا دليل حي إلى اليوم حول كيفية التعامل مع الطفل، فالجفاء والقسوة، أو الرحمة والعطاء، يتذكّرها الطفل وتبقى في قلبه إلى الممات، وتؤثّر في حياته وعلاقاته.
ومن القصص المؤثّرة عن حسن التعامل، قصّة صاحب مطعم تايلندي كان يعطف على الفقراء ويساعدهم، وفي إحدى المرات كان هناك طفل اضطر لسرقة الدواء من أحد المتاجر لوالدته المريضة الفقيرة، لكن العاملة في المتجر أمسكت به وسحبته في الطريق وكادت أن تفتك به دون أن تتحرك في قلبها أية مشاعر رحمة أو إنسانية، مع أنه أخبرها بأن الدواء لوالدته المريضة، وهو ينتفض خوفاً منها وخوفاً على مصير أمه المريضة! فتدخل صاحب المطعم، ذاك الرجل العطوف والإنسان الرحيم وسأل الولد: هل أمك مريضة حقا؟ فطأطأ الغلام رأسه في منظر مؤثر للغاية، وأخبره برأسه نعم، فاشترى الرجل الدواء من المرأة، وطلب من ابنته الصغيرة التي تعاونه في المطعم أن تحضر له كيساً من حساء الخضروات !
ولم تدرك ابنته بعد أبعاد تلك اللغة الرائعة التي كان أبوها العطوف الرحيم يغمر بها قلب الغلام، فتناول الرجل العطوف الحساء ووضعه مع عبوات الدواء المسكن في كيس واحد ثم مد يده للغلام مع ابتسامة وهزة رأس لطيفة! رفع الغلام رأسه وحدّق النظر ملياً في وجه الرجل العطوف وحفظ ملامحه جيداً، لأنه سيحتاج لمعرفة تلك الملامح جيداً بعد ثلاثين عاماً، عند رده الدين!
ومرّت 30 عاماً كلمح البصر، وأصيب صاحب المطعم بمرض عضال، وبعد أن أخذته ابنته إلى المستشفى وإجراء التحاليل وغيرها من أمور، جاءت فاتورة المستشفى بمبلغ خيالي لن تستطيع الابنة دفعه، وبين البكاء ومحاولة بيع المطعم نامت الابنة وصحت على رسالة تقول: «لقد تمّ دفع التكاليف منذ 30 عاماً، بثلاث قوارير من الدواء المسكّن، وكيس من الحساء وكرات اللحم»!
لقد أصبح هذا الطفل طبيباً عظيماً، واسمه الدكتور براجاك ارونثونج، ولم ينس الرحمة ولا العطاء اللامحدود من قبل صاحب المطعم، ورد الدين بعد 30 عاماً. وكذلك نحن مع أبنائنا الطلبة، إنّه دَينٌ نقدّمه اليوم وسيعيدونه لنا غداً، ولن ينسوا النصيحة ولا الحب ولا الرحمة ولا العطاء. كما نحن لم ننس مربّياتنا وأمّهاتنا وآباءنا في المدارس في يوم ما.
لقد أعطوا بسخاء، ورحمونا واهتمّوا بنا ونصحونا، فأصبحنا ما نحن عليه من شأن، ونرد لهم الجميل شيئاً فشيئاً إن استطعنا.
وزارة التربية والتعليم شكراً على جمع المعلّمين، وشكراً على النصيحة، وإن كان هناك مظلوم فإنّه سيقدّم الدليل على براءته، ولكن إن كان هناك من يضرب الأبناء ويقسو عليهم من دون حاجة، فنحن نطلب منكم الحرص على تطبيق اللوائح والإجراءات عليه.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4519 - الثلثاء 20 يناير 2015م الموافق 29 ربيع الاول 1436هـ
مديرة بوجهين و جبانة
مديرة مدرستنا تضرب بلا رحمة و الشكاوى موثقة عليها في الوزارة و من لجنة التحقيق التي أتت للمدرسة و في نهاية المطاف تقوم هذه ... بإرسال قائمة بأسماء مجموعة من المعلمات انتقاما منهن لحضور هذا اللقاء علما بأن من حضرن لم تكن عليهن اي شكوى ضرب و لكنه... المرض النفسي و كره النجاح للآخرين
معقوووولة!!!!
اذا كان ذلك اذا هزلت
وعلى اجيال المستقبل السلام اذا تولى مسؤلية الوزارة اناس بهذه الاخلاقيات والفساد
الضرب
تغليظ عقوبة الضرب للمدرسين احيانا ضرورة ... لان في طلاب قليلي الأدب و التربية و يؤثرون على بقية الطلبة بسلوكهم الشاذ و عدم اهتمام أولياء الأمور عند رفع السماوي لهم و عدم اتخاذ اجراء مناسب ... ولكن في نفس الوقت في اساتذة ما في قلوبهم رحمة و يستحال تذكرهم بالخير. .
تناقض!!!!
الوزارة تكذب وتستخف بالمعلم وعلنا كي تعاقب المعلم الذي ضرب طالب
لم لا تؤدب نفسها اولا وتكف عن المذب الفاضح
عيييييييبب
شرشحونا
استاذة مريم مع احترامي لقلمك لكن الوزارة يابونا وشرشحونا واحنا ما لنا خص ، من يرضى على ذي الشي ، هارد لك اليوم :(
ضرب المعلم للطالب
انتشرت يا أستاذة هذه الظاهرة مع دخول المعلم الوافد ، كم قصة نقرأها في الجرائد حتى تتخذ الوزارة الإجراءات وتطبق القانون؟؟ شكرًا
تحدي
استاذة مريم للاستدلال على ان الاستدعاء لم يكن تربويا وباسلوب غير انساني اتحدى وزارة التربية ان تنشر ما تم في المحاضرة عبر شريط فيديو مصور اتحداها ليعرف الجمهور حجم التجاوزات التي تمت ، ما جرى لم يكن نصيحة يا استاذة كان زجرا و صراخا بأسلوب اقل ما يقال عنه انه مهين .
انت توردين في مقالك قصص عن الرحمة و حسن التعامل و الاولى ان توجهيها الى وزارة التربية في هذا الموضوع لا ان تتغاضي عن الاساءة التي تمت
وان كنت كاتبة منصفة اتمنى ان تدرجي طلبي هذا في مقال آخر ننتظر منك هذا مع العلم انه تم منع التصوير
سؤال ؟؟
الاستاذة الفاضلة هل ترضين عند ارتكابك خطأ ان يتم استدعائك بشكل علني و الصراخ عليك ؟؟ أرجو الاجابة بشكل موضوعي قبل ان نعلق على موضوعك ؟؟
انت اعلم
اعتقد انك مدرس وانك تعلم الجواب دون ماتوجه للكاتبة..نعم ان كان خطئك لايغتفر او يخالف التعليمات تستحق الصراخ علنا..فالمدرس عليه معتمد بتخريج اجيال فان كان خراب فلاجدوى من اللي درسوا تحت ايديه واما ان كان ابا قبل ان يكون مدرس فالدارسين تحت ايدية يشكروا له للمات...اما اذا كان من الوافدين فمعظمهم طمعان في فلوس او جنسية ولا راح يهمة اي شئ اخر
كيف يكون ؟؟
كتبتْ " وفي الوقت الذي وجّهت إدارات المدارس المعلمين إلى الذهاب للصالة ...، تفاجأ بعض المعلّمين بأن ما حضروه لم يكن ورشة عمل "
هل يستقيم هذا ، وقت استلام الدعوة للتوجه إلى الورشة هو الوقت الذي تفاجأ فيه المدرسون منورشه حضروها ؟؟؟؟ فلتفكّر قبل أن تكتب !!!!!!!!!!!!
في الحقل !!
و أنا أقرأ المكتوب كنت أحمد الله على كون من كتبته كما قالت " فنحن في الحقل " ، فماذا لو لم تكن من الحقل نفسه ، لكانت جلدت كل معلمَ مئة جلدة لاشتغالة بالحقل ، و ألف جلدة صباح كل يوم يضع فيه قدمه في مدرسته . ومليون جلدة عن كل يوم إجازة ربيعا و صيفا .
مدرسين من العصر الحجري ، ما عدهم الا الضرب
فئة قليلة تضر بالفئة الغالبه
و العقاب جماعي...من الوزارة و أولياء الامور.
شكرا لك على هذا المقال الأكثر من رائع
أقولها بكل صدق كلماتك غاية في المصداقية وملامسة الواقع
فلقد لامس المقال القلوب والعقول معا