حجز المنتخب العراقي معقده في الدور ربع النهائي من كأس أسيا للمرة السادسة على التوالي وذلك بفوزه على نظيره الفلسطيني 2- صفر اليوم الثلثاء (20 يناير/ كانون الثاني 2015) في كانبرا ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لنسخة استراليا 2015.
ويدين المنتخب العراقي بفوزه إلى قائده يونس محمود واحمد ياسين اللذين سجلا هدفي المباراة في الدقيقتين 48 و89، ليرفع أبطال 2007 رصيدهم إلى 6 نقاط في المركز الثاني في المجموعة خلف اليابان حاملة اللقب التي حصدت نقطتها التاسعة بفوزها على الأردن 2-صفر اليوم أيضا.
ووجد المنتخب العراقي صعوبة في فك شيفرة دفاع المنتخب الفلسطيني الذي أنهى مشاركته القارية الأولى بثلاث هزائم، لكن رجال المدرب راضي شنيشل نجحوا في نهاية المطاف في تحقيق فوزهم الثاني، بعد ذلك الذي حققوه في الجولة الاولى على الاردن (1-صفر)، ورافقوا اليابان حاملة اللقب الى الدور ربع النهائي حيث يتواجهون الجمعة في كانبرا ايضا مع منتخب إيران بطل المجموعة الثالثة في سادس مواجهة بينهما على صعيد النهائيات القارية (4 انتصارات لإيران وواحد للعراق) لكنها الأولى في الأدوار الاقصائية.
وكان منتخب "اسود الرافدين" بحاجة إلى تعادل فقط للتأهل إلى ربع النهائي شرط عدم فوز الأردن على اليابان، وصبت الأمور في مصلحته تماما إذ خسر منتخب "النشامى" للمرة الثانية وتجمد رصيده عند 3 نقاط في المركز الثالث.
وكانت مباراة كانبرا المواجهة الرسمية الخامسة بين العراق وفلسطين التي خسرت مباراتيها الاوليين أمام اليابان (صفر-4) والاردن (1-5)، إذ سبق أن تواجها في التصفيات المؤهلة إلى مونديال المانيا 2006 وتعادلا 1-1 ذهابا وفاز العراق 4-1 (المباراتان احتضنتهما الدوحة)، وتصفيات كأس اسيا 2007 حين فاز العراق ذهابا 3-صفر في العاصمة الاردنية عمان وتعادلا ايابا 2-2 في مدينة العين الاماراتية.
وبالمجمل رفع المنتخب العراقي عدد انتصاراته على نظيره الفلسطيني الى 10 مقابل تعادلين ودون اي هزيمة، وحافظ بطريقه على نظافة شباكه للمرة الثامنة من اصل مبارياته الـ11 الاخيرة في النهائيات.
وكان التفوق العراقي واضحا على نظيره الفلسطيني الذي سجل امام الاردن هدفه الاول في النهائيات، لكنه اكتفى بهدفين في ظل الاستبسال الدفاعي لابطال كأس التحدي، وذلك كان كافيا لكي يتخطى دور المجموعات للمرة السابعة في مشاركاته الثمانية التي بدأها عام 1972 حين خرج من الدور الاول للمرة الوحيدة قبل ان يحل رابعا عام 1976.
ثم غاب العراق عن اربع نسخات قبل ان يعود عام 1996 حيث انتهى مشواره في ربع النهائي خلال ثلاث مشاركت متتالية وصولا الى 2007 حين فاجأ الجميع بتتويجه بطلا حين تغلب على استراليا 3-1 وتعادل مع تايلاند 1-1 ومع عمان صفر-صفر في دور المجموعات، ثم اجتاز فيتنام في ربع النهائي 2-صفر وكوريا الجنوبية في نصف النهائي بركلات الترجيح بعد تعادلها سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي، وحسم لقاء القمة مع السعودية بهدف ليونس محمود.
وتخلى منتخب "اسود الرافدين" عن اللقب في عام 2011 في قطر واكتفى بوصوله الى ربع النهائي الذي ودعه بعد خسارته من نظيره الاسترالي بالهدف الذهبي.
وخاض شنيشل اللقاء بتعديلين على التشكيلة التي خسرت امام اليابان في الجولة الثانية، اذ بدأ اللقاء بنية هجومية بعد ان اشرك جاستن ميرام اساسيا الى جانب احمد ياسين وعلى حساب علاء عبد الزهرة الموقوف وعلي عدنان، وذلك خلف رأس الحربة يونس محمود.
اما في الجهة الفلسطينية، فخاض احمد الحسن اللقاء بتعديلات بالجملة بلغت سبعة مقارنة مع لقاء الاردن، حيث عاد احمد محاجنة بعد انتهاء ايقافه بسبب طرده في المباراة الاولى امام اليابان، فيما شارك الحارس توفيق حماد اساسيا ايضا على حساب رمزي صالح المصاب.
وطالت التعديلات الاخرى جميع الخطوط ايضا فلعب احمد ماهر في الدفاع الى جانب محاجنة، واسماعيل العمور وخضر ابو حماد في الوسط الى جانب هشام الصالحي واشرف نعمان الذي لعب على الجهة اليسرى من الملعب عوضا عن رأس الحربة، وكل من خالد سالم ومحمود عيد في الهجوم، فيما جلس جاكا حبيشة الذي سجل الهدف التاريخي امام الاردن على مقاعد الاحتياط.
وكانت الافضلية في بداية اللقاء لمصلحة العراق الذي هدد المرمى الفلسطين عبر ميرام بعد ان توغل في المنطقة قبل ان يسدد كرة ضعيفة بعض الشيء تمكن الحارس من التعامل معها دون عناء (4)، ثم عجز رجال شنيشل عن تهديد المرمى الفلسطيني مجددا بسبب التكتل والاندفاع الدفاعي الهائل للوافدين الجدد الى العرس القاري وذلك حتى الدقيقة 23 عندما اختبر وليد سالم حظه من مسافة بعيدة لكن توفيق ابو حماد كان له بالمرصاد.
وكان العراق قريبا من افتتاح التسجيل بعد دقيقة فقط عبر ضرغام اسماعيل الذي توغل في الجهة اليسرى قبل ان يطلق كرة صاروخية علت العارضة بقليل، ثم اتبعها ياسر قاسم بتسديدة من داخل المنطقة تحولت من الدفاع وكادت ان تخدع الحارس لكن الاخير تدارك الموقف (30) ثم تدخل مجددا بوجه رأسية من يونس محمود بعد عرضية من وليد سالم (41).
وبدأ العراق الشوط الثاني من حيث انهى الاول وذلك عندما توغل احمد ياسين في الجهة اليمنى قبل ان يعكس الكرة ليونس محمود الذي تلقفها مباشرة بجانب القائم الايسر (47) لكن سرعان ما عوض القائد هذه الفرصة اثر ركلة ركنية نفذها البديل علي عدنان فارتقى لها محمود وحولها برأسه في الشباك (48)، مسجلا هدفه السابع في مشاركته الرابعة في النهائيات (1 في 2004 و4 في 2007 و1 في 2011 و1 في 2015) ليصبح خامس افضل مسجل في العرس الكروي القاري مشاركة مع الايرانيين بيتهاش فاريبا وحسين كالاني والكوري الجنوبي شوي سون-هو والكويتي فيصل الدخيل لكنه لا يزال بعيدا عن صاحب الرقم القياسي الايراني الاخر علي دائي.
وكان المنتخب الفلسطيني قريبا جدا من ادراك التعادل اثر خطأ فادح من الدفاع سمح لاشرف نعمان في خطف الكرة قبل ان يطلقها قوية من داخل المنطقة لكن الحارس جلال حسن تعملق وانقذ فريقه (50).
وكان بامكان العراق ان يريح اعصاب جمهوره عندما منحه الحكم الاماراتي محمد عبد الله حسن ركلة جزاء "سخية" بعدما اعتبر ان محاجنة اسقط ميرام داخل المنطقة فانبرى لها يونس لكن ابو حماد تألق وحرم ابطال 2007 من هدفهم الثاني (60) ويونس من ان يصبح على المسافة ذاتها من الكويتي جاسم الهويدي (8) الذي يحتل المركز الرابع على لائحة افضل هدافي النهائيات.
وواصل المنتخب العراقي افضليته بعد هذه الفرصة الثمينة لكنه عجز عن الوصول الى مرمى ابو حماد حتى الدقيقة قبل الاخيرة عندما تمكن احمد ياسين من اضافة الهدف الثاني حين وصلته الكرة على مشارف المنطقة فاطلقها ارضية في الزاوية اليمنى (89)، مؤكدا فوز بلاده بالنقاط الثلاث.