برنامج الحكومة يُناقش حالياً في مجلس النوّاب، وما يهمّنا في هذه المناقشة هي البرامج التي سيستفيد منها المواطن، فنحن نتمنّى من النوّاب تمريره بأسرع وقت ممكن، وعدم الجدل وتضييع الوقت، وأيضاً ما يهمّنا هنا هو عمل لوحة رقمية كبيرة داخل مجلس النوّاب، لرصد ما تمّ عرضه من قبل الحكومة للأربع سنوات القادمة، وما تمّ إنجازه خلال هذه الفترة، وعلى رأسها الخدمات الإسكانية.

إنّ هذه اللوحة ستكون من الأساسيات إذا ما طُبّقت بالشكل الصحيح، فهي ستعطي النائب مدى جدّية الحكومة في تنفيذ المشاريع، خصوصاً أنّها تحدث على مراحل، فلابد للنوّاب الجدد من رؤية ما تمّ إنجازه كل 6 أشهر. وبذلك ستتم محاسبة الوزير المقصّر في حال تقصيره، وشكر الوزير الذي التزم ببرنامج عمل الحكومة.

هذه اللوحة ستجعل النوّاب يفترسون الوزراء في حال تقصيرهم، إن كان للنوّاب الجدد أنياب تدافع عن حقوق المواطنين الذين انتخبوهم، فمقصلة الاستجواب التي دمّرها المجلس السابق هي الفاصل في بقاء الوزير أو عزله، وياليتنا لمرّةٍ واحدةٍ فقط، نشهد استجواباً حقيقياً يعزل وزير يثبت عليه الفساد.

أيضاً نتمنّى من النوّاب الجدد سن قانون جديد حول الفائض من كل وزارة، فهذه الأموال الفائضة يتكلّم عنها ديوان الرقابة المالية والإدارية كل سنة، والقانون الذي يفترض سنّه هو توزيع الأموال الفائضة إلى الشعب سنوياً، ونعلم بأنّ الأسر البحرينية ستستفيد بمبلغ لا يقل عن 3 آلاف دينار تقريباً، وهذا سيكون تكريماً للمواطن بعد سوء إدارة الوزير وتأخير أو عدم تنفيذ البرامج التي تخدم المواطنين.

ولا ننسى بين لوحة الأرقام وإرجاع أموال الوزارات الفائضة للشعب، هناك محاسبة جدّية من مجلس الوزراء قبل النوّاب في تنفيذ جميع برامج الحكومة، لأنّ عين مجلس الوزراء ستكون على الأموال التي سيهدرها الوزراء، وستكون المحاسبة هذه المرّة أقوى من سابقيها.

فلو أخذنا مثالاً عن برنامج وزارة الإسكان لبناء 20 ألف وحدة سكنية خلال 4 سنوات، سنجد أنّ هذه اللوحة ستوضّح مدى الانجاز خلال السنتين على الأقل، وسيتبيّن ما إذا كان الوزير قد حقّق النسبة المطلوبة خلال السنتين المقبلتين أم لا، وحينها سيستطيع النوّاب بكل سهولة رؤية مستوى ما تمّ إنجازه وما لم يتم!

نرجوكم ثم نرجوكم يا مجلس النوّاب الجديد، أبعدوا المجلس عن شيم العرب والاستتار والضحك والاستهزاء بالشعب، واحرصوا على عدم التصريح بأمور ليست بيدكم أو أكبر منكم، كالتحدّث عن أموال النفط المفقودة (على قولة المعاودة)، لأنّ ذلك سيضعف مجلسكم ولن يثق بكم الكبار قبل الصغار، وسيزيده ضعفاً على ضعف. فهل تسمعون وتأخذون بالنصيحة أم ستكونون كسابقيكم الذين أخذتهم العزّة بالإثم؟