يقضي (روبون)، وهو عامل آسيوي مضى على وجوده في مملكة البحرين ثلاث سنوات، نحو 8 ساعات في صناعة «الخية»، وهي إحدى وسائل صيد السمك التي تستخدم مئات السنارات (الميادير) في خيط طويل رئيسي تتفرع منه خيوط أصغر.

ويعمل روبون مع مجموعة من زملائه في ورشة بقرية جنوسان، ويعيشون في الورشة ذاتها، فالعمل موزع بين صناعة خيوط (الخية) وصناعة القراقير. ويصرح روبون البالغ من العمر 25 عاماً بأنه تعلم المهنة بعد وصوله إلى البحرين. فلم يكن يمتلك في السابق أي خبرة في هذا المجال، فصاحب الورشة البحريني يعاملهم بأسلوب طيب ويوفر لهم التدريب وكل ما يحتاجون إليه، كما أنه يشعر بالراحة في عمله، حيث يحصل وزملاؤه على أجورهم كاملة، كما يحصلون على أوقات للراحة، وكذلك، هو يعيش براحة أيضاً في قرية جنوسان فأهلها طيبون ويعاملون الوافدين بكل كرم وإنسانية.

أما بالنسبة لمن يقول إن العمال الآسيويين يقومون بالمهن التراثية التي ابتعد عنها أبناء البلد، فهو يقول إن البحرينيين، ومنهم فئة الشباب، لم يتركوا هذا العمل تماماً، فهناك من يمتلك مهارة وخبرة في صناعة الخية وكذلك القراقير والشباك، لكن الشباب اليوم - مع قدرتهم على أداء هذه الصناعات - فهم بالطبع يفضلون الوظائف التي تعلموا وتخصصوا من أجلها، وسبب عزوف الشباب عن هذه المهن هي لأنها لا تحقق الدخل الذي يتمنونه وهي تناسب العامل الوافد أكثر.

وبالنسبة للأسعار، فهي تختلف بناءً على طلب الزبائن وهم من البحارة المحترفين الذين يطلبون مواصفات من الخيوط وأعداد السنارات، ولهذا فالأسعار تتراوح بين 30 إلى 100 دينار، ويقول روبون أن هذا النوع من الوسائل مطلوبة في كل المواسم والزبائن الذين يطلبونها من مختلف مناطق البحرين، وفي الغالب، يعمل على هذه الوسيلة ثلاثة إلى أربعة صيادين يرمون حزمة الميادير ويقومون بسحبها بقوة لما تتطلبه العملية من جهد.

وطريقة الخية، وتُعرف أيضاً بـ «المنشلة»، هي واحدة من طرق الصيد التي يتم فيها استخدام خيط طويل سميك تتفرع منه مجموعة كبيرة من الخيوط الأقل سمكاً تنتهي بالسنارة (الميدار) التي تتراوح أعدادها بين 200 إلى 700 سنارة، وتختلف مقاسات الخيوط ونوع الطعم بحسب أنواع الأسماك المراد صيدها وأشهر أنواعها لهذه الطريقة السبيطي والشعوم والشعري.