منذ أن تأسست وزارة الإسكان في مملكتنا العزيزة وهي في واضح الأمر تنتهج سياسة "المسكنات" التي تقوم بتسكين الألم لمدة زمنية بسيطة ومن ثم يعود كما كان، فكذلك وزارة الإسكان البحرينية تسير بعجلة أبطأ بكثير من المتوقع من قِبل المواطن البسيط والدليل جلّي وواضح مع عشرات الآلاف من الطلبات المتكدسة وكلما عُيّن وزير على رأس هرم هذه الوزارة العجوز صرّح بتصريحات سرعان ما تطير في الهواء وأعطى وعوداً وعهوداً لهذا الشعب الطيب يتم نقضها أو تناسيها بعد فترة وجيزة ويبقى المتضرر الوحيد هو ذاك المواطن وأسرته فيعيشون مرارة الضيق ممزوجةً بحلاوة الحلم.

فلو عرضت المشكلة الإسكانية في البحرين على شخص لا يعرف مملكتنا لتصور أن مملكتنا يسكنها الملايين من البشر، وأن أراضيها ممتلئة ولا توجد بها أية مساحة فارغة، وأن اقتصادها يعتمد على بيع الرطب ومديونيتها مليارات لا تقوى على حملها الجبال؛ فالدنيا كل الدنيا تتساءل أين الخلل وأين المشكلة التي تؤدي إلى تكدس أكثر من خمسين ألف طلب في دولة خليجية نفطية أكثر من نصف مساحتها غير مأهولة وعدد شعبها لا يتجاوز الـ 600 ألف نسمة.

ألم يأنْ الوقت أن تخجل وزارة الإسكان من مستوى أدائها؟ فالشعب ضج وضج والتفتَ إلى قضيته الإسكانية القاصي والداني وتصر الوزارة على المكابرة الهوجاء وإعطاء الوعود، فالطلبات تزداد يوماً بعد يوم وعملية البناء عرجاء، وأعداد المواطنين تكبر وتكبر، ووزارتنا الموقرة لا تملك إجابة شافية لهذا المواطن المسكين، فلو طرحنا عليها بعض الأسئلة فكلي ثقة أنها لا تملك إجابة مهنية غير الوعود والعهود التي ملّ هذا الشعب الصبور من سماعها، فعلى سبيل المثال لو أراد أي شخص معرفة متى سيتحقق حلمه الذي هو من مسئوليات الوزارة؟ وأين سيكون (قرقوره) الذي يحلم به صباحاً ومساءً؟ فهل تملك وزارتنا الموقرة التي تعج بالموظفين والمسئولين والخبراء الإجابة عن تلك الأسئلة التي هي حق مكفول من قبل الدولة والدستور لكل مواطن؟

وزارتنا الموقرة، إلا تعلمين أن كثرة استخدام المسكنات تسبب فشلاً كلوياً وأمراضاً تودي بحياة الإنسان للموت؟

وزارتنا الحكيمة، لقد آن الأوان وحان الحين للنظر في الموضوع بجدية واستخدام أراضي الدولة بفاعلية وإيجاد حلول سريعة لحل المشكلة الإسكانية التي تنهش في جسد المواطن البحريني الذي وصل لمرحلة الفشل الكلوي بسبب سياستكم سياسة (المسكنات) فالمواطن البحريني وأسرته يستحقون الاحترام والتقدير وقضية الإسكان قد وصلت لموصل خطير لا تستحمل أي مسكنات أكثر.

منير الشهابي