العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

بن شمس... رحلت عنَّا لكنَّك في القلب

سأتحدث اليوم عن الأخ وصديق العمر الذي فقدته هذا العام أسأل الله القدير ان يسكنه فسيح جناته، هو علي بن حسن بن شمس الذي ولد سنة 1922 وانتقل الى جوار ربه هذا العام 2014 في السادس من شهر أكتوبر/ تشرين الاول عن عمر يناهز 92 عاماً، وهو من مواليد منطقة المحرق.

لديه من الأبناء 3 أولاد وثلاث بنات.

هو رجل عمل بجهد منذ صباه وقد عرف بالاستقامة واستعداده لخدمة مجتمعه وسعيه الدؤوب ليكون المواطن الصالح الذي يسعى إلى رفعة سمعة المواطن البحريني للرقي، علي بن شمس وكنيته أبو خالد... ومن مجالاته التجارية أنه يمتلك محلاًّ بمنطقة المحرق، والمعروف باسم بن شمس لبيع الملابس الشعبية.

هذا الرجل ذو قيم ومبادئ، وقد سعى كثيراً إلى عمل الخير لمساعدة المحتاجين والفقراء وإعانتهم بشتى الطرق... بن شمس كان كثير التواصل الاجتماعي مع أصدقائه، ومعروف بزياراته الدائمة للمجالس وأداء الواجب، ومعروف برحابة الصدر، وكثير الاطلاع في الأمور الثقافية والاقتصادية، ومعروف بارتباطه القوي بعائلته والعلاقات الخارجية وأحياناً العالمية مع أصدقائه، وقد عاصر زمن الاجداد والاباء منذ بدايات صيد اللؤلؤ، ويمتلك من الخبرات الثقافية والعلمية والدينية الكثير والكثير.

بن شمس رجل العطاء على هذه الأرض الطيبة، وكان محبوباً وسط الجميع لحديثه الممتع لدى الكبار والصغار، أبو خالد ربى أبناءه على المبادئ والعادات الصحيحة والتربية الصالحة ليحصلوا على أعلى مستوى من التعليم العالي، هذا الرجل المعطاء تجمعني به علاقة حميمة وقوية وقد لمست من خلال معايشتي معه أنه مقدم على كل فعل من التربية والإحسان.

قبل وفاته أصيب المغفور له بنوبة قلبية، وكان رجلاً شجاعاً قوي الايمان، مؤمن بالقضاء والقدر، ويستمد قوته من كتاب الله تعالى ومن ثم أبنائه وأصدقائه الملتفين حوله، وذلك خلال دخوله أحد المستشفيات المحلية بمحافظة المحرق.

بن شمس عمل في المملكة العربية السعودية بشركة «أرمكو» بالمنطقة الشرقية، وكذلك في شركة خاصة للطيران وبشركة للنفط وقد عمل في عدة دول خليجية ما أكسبه الخبرة الشاملة في الحياة التجارية والاقتصادية، الأمر الذي أكسبه الشعبية الدائمة ليقدم على تجربة تجارية بالشراكة مع أحد اصدقائه لفتح محل للنجارة ومن ثم أقدم جاهداً لفتح محل خاصٍّ به وهو محل بن شمس للملابس الشعبية، وهو لايزال مفتوحا تحت اشراف احد ابنائه لإحياء التراث البحريني العريق.

بن شمس ذاك الصديق الوفي الذي أصبحت لي معه عدة مواقف وذكريات طيبة ولمست إصراره على إنجاح مشروعه وسعيه قدما لاستيراد البضائع من عدة دول خليجية ليتمكن من نشر الثقافة الشعبية وإحيائها بكل المناسبات، وكان شديد العزم، رحب الصدر، حلو اللسان خلوقاً بمعاملاته مع التجار، بن شمس ذاك الرجل الخدوم الذي يُقبِل ويسعى إلى عمل لخير فمن مواقفه السامية أنه شديد الالتزام بالمسجد، مقبلاً عليه بانتظام، وكان مساعداً لإمام مسجد منطقته، وخصوصاً مسجد الشيخة بزة، حيث كان يقدم لفتح الباب واحياناً يقوم بدور المؤذن، كما كان متبعاً جيداً ودقيق الملاحظة للمسجد الذي يتجه اليه دائما بصيانته واصلاح ما يستطيع اصلاحه.

بن شمس ذاك الصديق الوفي الذي ترك فراغاً وسط احبابه وعائلته واصدقائه، دعواتي بأن يسكنك فسيح جناته، وأسأل الله ان يتغمد روحه بواسع رحمته... لن ننساك.

مصعب أحمد الشيخ صالح


آه من فقدك يا أبي

الموت فجيعة كبرى... وكما قال الشاعر الفلسطيني الخالد محمود درويش «الموت لا يوجع الموتى... الموت يوجع الأحياء» وآه من أوجاعنا بعدك يا أبي.

رحلت ورحل معك كل جميل في هذه الدنيا، كل فرحة كنا نستطعم لذتها يوم كنت بيننا... وذلك الدفء الذي كنا نستشعره... رحل.

أظلمت الدار بعدك يا أبي، فلا نور الشمس كافٍ لينير ديارنا ولا زقزقة العصافير تؤنسنا. خلت الدار من نورك ومن صوتك الحاني، أبتاه إن فراقك أشعل نيراناً في قلوبنا لا تنطفئ. لم يستوعب عقلي إلى الآن فكرة رحيلك عنا، ومازلت كل صباح أستيقظ وأذهب إلى سريرك لألقي عليك تحية الصباح، ولكني لا أجد سوى السراب. لم تعد صباحاتي كما كانت، بل أصبحت خالية من ابتساماتك التي تغرقني بالأمل دائماً وتشعرني أن الدنيا مازالت بخير وأن سعادتي تكمن في ابتسامتك أبتي.

الموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة، اصطلح عليه بالكثير من المصطلحات كـ «هادم اللذات» و «مفرق الجماعات». فالموت حقيقة لا يمكن إنكارها أو الهروب منها، كلنا سائرون نحو هذا الدرب ولكن كل ما في الأمر أن الحياة صعبة ومؤلمة بغياب من نحب ومن يعنون لنا «الشيء الكثير».

مازلت أذكر يا أبي كلماتك لي في عيد ميلادي الأخير حين دعوت لي بأن يوفقني الله ويسدد خطاي لكل ما يحب ويرضى، وطلبت منا أن ندعو لك بالصحة والعافية وقلت لحظتها إنك لم تقدم لنا شيئاً بعد لكنك يا أبي قدمت لنا الكثير الكثير، فقد ربيتنا وعلمتنا وزرعت فينا كل جميل تحمله بداخلك.

موتك أفجعنا، ولم يعد للفرح معنى بعدك أبتي. مازالت تلك اللحظة حاضرة في ذاكرتي حين دخلت عليك وأنت مسجى في كفنك. صرخت من هول ما رأيت، بكيت غير مصدقة ما تراه عيناي، وعاهدتك يومها أن أجعلك دوماً فخوراً بي وأحقق كل ما أملت مني تحقيقه يوماً ما وأحمل اليراع كما حملته ونصب عينيك قول الحكيم العليم «نون والقلم وما يسطرون» صدق الله العظيم.

وكما قال الشاعر جورج غانم في قصيدته الجميلة حد الألم «والدي»:

أبي أين وجهك؟ أين يراعك؟

هجرت يراعي مذ غاب عنا شراعك

وأين الأحاديث بيني وبينك

نرددها في العشيِ؟

وأبقى لعينيك هذا الصبي

يدغدغ حضنك

بقاياك في البيت ثوب عتيق

فنم قرير العين أبي. جعل الله مثواك الجنة.

دانة علي الشرقي


شكر وتقدير لإدارة الدفاع المدني

بعد تعرض مكاتبنا في منطقة «البرهامة» لحريق كبير، فإن سرعة التجاوب والمبادرة التي لقيناها من إدارة الدفاع المدني في إطفاء الحريق والوصول خلال أقل من 7 دقائق إلى موقع الحادث يستحق منّا كل شكر وتقدير على هذه الجهود الكبيرة.

ونستغل هذه الفرصة للإعراب عن امتنانا لإدارة الدفاع المدني ولفريق الإطفاء الذي تولى العمل في الموقع بكل جهد وإخلاص ما يعكس حرصهم على ممتلكات المؤسسات والأفراد. كما أن تعامل أفراد فريق الإطفاء وتحملهم المخاطر ترك أعظم الأثر في نفوسنا، فاستحقوا منا هذا التعبير الصادق عن الشكر والامتنان.

شركة الحلاق

العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً