استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي صباح اليوم الخميس (15 يناير/ كانون الثاني 2015) ندوة نقاشية حول "الدور الجديد للمتاحف في المجتمعات" أدارها مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي، وتحدّث فيها كل من مدير معهد كلارك للفنون بالولايات المتحدّة الأميركيّة مايكل كنفورتي، المدير العام للمجلس الدولي للمتاحف آن كريستين روبرت والمفتش العام للآثار والمواقع في فرنسا برنار فونكورنيه، بحضور عدد من المهتمين بالشأن التراثي في البحرين والعالم .
واستهل بوشناقي حديثه بالتأكيد على الدور الذي يقوم به المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في سبيل حفاظ على التراث الإنساني العالمي في الوطن العربي، مشيراً إلى أن المركز عمل على مدار سنتين منذ تأسيسه عام 2012م على طرح قضايا المواقع التراثية في البلاد العربية ومعالجتها تحت مظلّة منظمة اليونيسكو واتفاقية التراث العالمي لعام 1972م. وأشاد بوشناقي بالدور الذي تقوم به رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، من أجل استمرار عمله على قضايا التراث والمواقع الأثرية في العالم العربي .
وفي سياق آخر، عبّرت المدير العام للمجلس الدولي للمتاحف روبرت، عن سعادتها بتواجدها في البحرين للمرة الأولى، موضحة خلال عرضها أن المجلس الدولي للمتاحف يعمل منذ سنوات على تحديد دور المتحف في المجتمع المحلي.
وقالت إنه لا توجد إحصائية دقيقة عن عدد المتاحف في العالم، ولكن على الجانب الآخر فإنه يوجد في فرنسا لوحدها ما يقارب الـ 11 ألف متحف يزورها حوالي 57 مليون زائر سنوياً. وأردفت: "تم الاتفاق على تعريف خاص بالمتحف عام 2007م، ولكن هذا التعريف لا يشمل على دور المتحف في المجتمع."
وكان المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) قد تأسس عام 1946م، وقد تم الاتفاق على ورقة قواعد عمل المتاحف عام 1986م وتمت ترجمتها إلى 34 لغة مختلفة .
بدوره أشاد مايكل كنفورتي بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في مجال العمل المتحفي، مشيراً إلى التميّز الذي تمتلكه البحرين على صعيد عمق التاريخ الحضاري فيها، عدد مراكز الزوار في المواقع الأثرية وعدد المواقع التراثية رغم صغر مساحتها. كما أكد على الارتباط الوثيق الذي يربط العمل المتحفي بالسياحة، مشدداً على ضرورة التعاون ما بين كافة المراكز التراثية والمتاحف من أجل جذب أكبر عدد من الزوار من دول الخليج والعالم .
أما المفتش العام للآثار والمواقع في فرنسا برنار فونكورنيه، فأبدى إعجابه الكبير بالتطور الذي شهدته البحرين منذ زيارته الأولى لها عام 2003م حيث قام بكتابة تقرير عن مدينة المحرق القديمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية العمل المشترك بين الجهات الخاصة والعامة من أجل مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها الأماكن الأثرية. كما أشاد بالعمل الذي يقوم به مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث من أجل تجميل المكان المحيط به، مؤكداً أن التعاون ما بين المركز والقطاع العام مثال يمكن تطبيقه وتعميمه .
وكان متحف البحرين الوطني قد استضاف يوم الأربعاء الموافق 14 يناير 2015م، في قاعة محاضراته، وبالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي محاضرة حول "تحدّيات المتاحف في المجتمع المعاصر"، تحدث فيها مدير معهد كلارك للفنون بالولايات المتحدة الأميركية مايكل كُنفورتي، وحضرها عدد من المثقفين والمهتمين بمجالات المتاحف والتاريخ والآثار.