ما رفعه المرشحون على اختلاف أفكارهم ورؤاهم هو العمل على تحقيق ضروريات الحياة اليومية، والتي هي سواء عن طريق الدستور أو البرلمان على حد سواء فهذه مطالب أساسية ورئيسية ولن تتخلى أية حكومة وفي أي بلد عنها فهذه من مسئولياتها الضرورية، الإسكان والرواتب والبطالة والحقوق والخدمات التعليمية والصحية والاهتمام بالشباب وحفظهم من الضياع كل هذه القضايا هي من صلب مسئوليات الحكومات، البرلمان هو صوت الناس الحاضر دائماً يحثّ الحكومات بالإسراع في تحقيقها، وهو صدى وصوت القاعدة، ومتى كانت الحكومات صادقة يستحقق ذلك، ما نقصده أن نصيب البرلمان السابق مما حققه هو ذاك التبرم والشكاوى والسخط من قبل الجميع وهاهو البرلمان الجديد يستعد لتحمل المسئوليات ذاتها وسط خوف وتوجس وآمال وتشاؤم وتحديات، سيقول قائل إذا كانت مثل هذه الأمور المهمة لم يستطع نواب البرلمان تحقيقها لما يجب، وكما هو ممكن فكيف نتوقع أن يجيء أحد بمثل هذا المشروع وهو دعم الثقافة والفنون كبرامج انتخابية؟ مؤيدو هذا البرنامج يقولون: أليس في المسرح والوعي المعرفي والثقافي وفي الأغنية الجميلة الهادفة وفي الشعر الصادق الجميل وفي اللوحة التشكيلية المعبرة وفي النحت المتناسق والمعبر وفي انتشار الندوات الثقافية والمسابقات، أليس في تأمل هذه الفنون وممارستها وفهم حقيقتها، أليس هذا هو سبب الفارق الرهيب بيننا وبين تلك الشعوب التي بتنا عالة عليها في كل صغيرة وكبيرة، وابتعدنا عنها كثيراً حتى أصبحنا نكفر بعضنا البعض ويقاتل الأخ أخاه وندمر حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا بأيدينا، ترى لو سارت الثقافة والفنون موازية لتلك الضروريات الحياتية اليومية هل سنكون على ما نحن عليه اليوم؟ رأيي، علينا بإعادة النظر في هذا البرنامج الثقافة والفنون. ربما وجدنا فيه من الجدوى ما يساعدنا على إعادة الخلل الذي نعانيه اليوم بقسوة.
أندية للثقافة والفنون
لا سبيل لحماية الوطن والمجتمع حاضره ومستقبله إلا بإعداد الشباب؛ لأن المستقبل مستقبلهم، فبوجود أندية للثقافة والفنون في كل مناطق المملكة يتوجه إليها الشباب وقت فراغهم كفيل بإعداد الرجال الذين نريد إذا ما كانت على النحو الآتي:
1- أن تشمل قاعة لطرح ما يُستجد على الساحة من قضايا أو أية موضوعات لها أهميتها للمناقشة وتبادل الآراء.
2- أن تشمل غرفة للمسرح فيها ما يعرف الشباب بدور المسرح في المجتمع ومعرفة تاريخه ورواده ومدارسه والتعرف على شئونه وهو التمثيل والديكور والإضاءة والإعداد والخطابة.
3- غرفة لتحسين الخط حيث يتعرف الشباب على أنواعه والتدريب على كتابتها وتوفير نماذج لأعمال أشهر الخطاطين فن الخط.
4- الفن التشكيلي، حيث يتعرف الشباب على دور هذا الفن في المجتمع، فهذا المجال في حقيقة الأمر مازال عند الكثيرين منا هو مجرد تسلية عابرة فيعرف الشباب تاريخ الفن وكيف تطور وأصبحت له مدارس وأشهر المتاحف التي تضم أعظم اللوحات ورواد هذا الفن.
5- الموسيقى ودورها في حياة الفرد فبالاستماع إليها وإلى الأغنية النظيفة الجميلة وبالمفردات المعبرة وإلى اللحن الشجي تسعد الروح وتنتشي ويتجدد النشاط وتسمو النفس، ومن خلالها يتعرف الشباب على أعلام الموسيقى أشهر الأعمال الموسيقية والغنائية.
والنتيجة إلى جانب كل هذا هي:
1- أبعدنا الشباب عن التدخين الذي تحاول وزارة الصحة جاهدة مكافحته.
2- الابتعاد عن المخدرات الوسيلة التي يعتمد عليها الإعزاء لتدمير مستقبلهم.
3- الابتعاد عن المشاكل التي تسببها التحرشات الجنسية.
أي أننا أنقذنا شبابنا وشاباتنا من ضياعهم وضياعهن فيما يضر إلى ما يفيدهم حاضراً ومستقبلاً عن طريق هذه الأندية أندية للثقافة والفنون.
إبراهيم محمد سلمان