في كتاب المواطنة للصف الرابع الابتدائي درسنا بأن في الوطن نوعين من الممتلكات، فهي إما خاصة أو عامة. وقد شرح لنا مفهوم كل واحدة وأعطينا أمثلة كثيرة لكل منهما لتوضيح المعنى بشكل أكبر.

فالممتلكات العامة هي: الأشياء التي لا ينفرد بملكيتها شخص أو بعض الأشخاص، بل هي ملك للجميع لكل فرد حقه في الانتفاع بها والاستفادة منها، وفي المقابل من واجبه الحفاظ عليها لأنه إنْ أفسد شيئاً منها فقد حرم على الجميع الانتفاع بها. فيما الممتلكات الخاصة هي بعكس ذلك تماماً، فهي ملك لشخص أو مجموعة من الأشخاص، وهم وحدهم من يستفيدون منها، ومن واجبهم الحفاظ عليها أيضاً، ولكنهم إن أفسدوها فالخسارة ستقع عليهم وحدهم فقط.

نحن جميعاً نعرف كيف نعتني ونحافظ على ممتلكاتنا الخاصة، ولكن في المقابل وبكل أسف البعض منا يغض الطرف عن الواجبات التي يجب أن يلتزم بها في المحافظة على الممتلكات العامة، وبكل تأكيد هذا أمر محزن جداً.

يوم السبت الماضي كنت في زيارة مع الأهل لحديقة المزارعين، والتي بات الناس يعتبرونها متنفساً جميلاً لهم ولعائلاتهم، وسط تلك الأجواء العائلية الدافئة واللقاءات الاجتماعية الجميلة، تجد دائماً ما يعكر صفاء تلك الأجواء، فهذه الأم تنشغل بالحديث مع قريناتها فيما أبناؤها يدوسون بأرجلهم ودراجاتهم على النباتات الموجودة في تلك الحديقة.

وهذا الأب منهمك في تصوير ابنه قرب البركة المائية الموجودة هناك، بينما البركة قد تعكر ماؤها بسبب رمي المخلفات والعلب والحجارة بداخلها. وهذه العائلة تبحث عن مساحة كبيرة نظيفة من الحديقة لتفترشها وتقضي وقتاً ممتعاً برفقة أبنائها وبناتها، وعندما يحين وقت المغادرة، تلم العائلة أمتعتها الخاصة تاركة مخلفاتها لعامل النظافة ليقوم هو بتنظيفها نيابة عنهم، بحجة أن هذا هو عمله، أي منطق هذا وأي سلوك ذاك الذي قمتم به؟

كثيرة هي الأخطاء التي يرتكبها الناس في غالبية الأماكن العامة وليس في سوق المزارعين وحدها، لذلك وأرى ولكثرة تلك المخالفات فإن الجهات الرسمية في الدولة يجدر بها أن تفرض عقوبات معينة على مرتكبي المخالفات حتى لا يكرروا مثل تلك الأفعال، فالمثل يقول: من أمن العقوبة أساء التصرف... نصيحة لكم إخواني وأخواتي حافظوا على تلك الممتلكات العامة فهي ما بنيت أو أنشئت إلا لخدمة الجميع ومن أجل سعادتنا وتلبية لاحتياجاتنا... حافظوا عليها كحفاظكم على ممتلكاتكم الخاصة فهي ملك الوطن والوطن يحتضننا جميعاً.

مناهل