في بدايات التعليم وبعدها بسنوات، إذا كان الطالب يتلقى سبع مواد فالمادة الثامنة هي الضرب وتحت عنوان التأديب والتربية، انسجاماً مع مسمى الوزارة (التربية والتعليم)، حيث تسبق التربية التعليم، ولا يهم بعد ذلك أسلوب التربية وطرقها وأساليبها وحجم الأذى والتشويه الذي تسببه، النفسي قبل البدني.
كان مسمى الوزارة قبل الاستقلال: دائرة المعارف. وبموازاة المعارف التي يتحصل عليها الطالب، يتحصل أيضاً على علامات يُعرف بها جسده بالعلامات والنياشين والبقع، في لوحة سريالية تترك على جسده، نحيلاً كان أو ممتلئاً، علامةً أيضاً على جودة التعليم في نظر الآباء والأمهات. ويشبه الأمر كما يروي الذين عاصروا الخدمات الصحية في الخمسينيات والستينيات، بأن الآباء لا يعرفون الطبيب الحقيقي من المزوَّر إلا بتقرير منح المريض إبرة، ولا يهم في أي موضع تكون.
الإبرة كانت دليل كفاءة وخبرة الطبيب، كذلك أسلوب الأذى الجسدي الذي كان يمارس على الطلبة بداية التعليم وبشكل ممنهج، ولا يجرؤ أي ولي أمر على التقدم بشكوى للوزارة حتى السبعينيات، ما لم يفض الضرب إلى الموت أو الشلل الجزئي أو الكلي، وفي الأخيريْن يتم البحث عن أكثر من تخريجة لحماية الجاني. ولا استغراب إذا تمت إدانة المجني عليه والتوصية بالحرص على مزيدٍ من مواصلة تربيته بالطريقة المعهودة في البيت استكمالاً لدور التربية في المدرسة!
وعودة إلى إبرة الطبيب الضرورية واللازمة لاكتشاف كفاءته وحنكته وضمان شفاء المريض في تلك الفترة المبكرة من الخدمات الطبية، يستقر في وعي المريض وأهله أن الشفاء يرتبط بتلك الغرزة في اللحم أو الوريد، وهو الأمر نفسه المتعلق بضمان السوية والنبوغ والتحصيل المتقدم كلما تقدمت العصا على البدن، وكلما تم استحداث طرق جديدة في الترهيب قبل الترغيب (لا وقت للترغيب لأنه مفسدٌ للأخلاق والتربية والتعليم والتحصيل والنتائج).
القصص التي رويت وتروى في هذا الشأن تقشعر لها الأبدان، بحيث تبدو بعض المدارس وبعض المدرسين وكأنهم تابعون إلى جهات أمنية مهمتها العبث بحواس الجسد واختبار مواضع حساسة وتلقي الألم فيه ومدى صمود عينة الاختبار والتجربة أمام الخيال الواسع في الإيذاء كي يكون الفرد مواطناً صالحاً وكأنه لا توجد طريقة لجعل المواطن صالحاً إلا اختباره في الأذى والعذاب، تماماً مثل أساليب التعنيف الذي يصل إلى لون من ألوان التعذيب في بعض المدارس في تلك الحقبة.
ممن يتذكرون أساليب تربيتهم في تلك الفترة، برْي قلم رصاص حتى يبدو كرصاصة جاهزة للانطلاق، يتم غرز رأسه بين إصبعين، وفي حالات أرحم، يتم وضع قلم الرصاص بين أصبعين والضغط عليهما، وفي حال كانت نفسية المدرس مستقرة يترك الطالب واقفاً على قدم واحدة رافعاً يديه إلى الأعلى باتجاه الحائط، وإذا أخلّ الطالب بالانضباط في تقبّل العقاب لا بأس بتنبيهه بصفعة على مؤخرة رأسه كي يستوعب درس التربية!
ربما تلاشت القناعة بضرورة الإبرة لشفاء المريض بعقلية أولياء الأمور في ذلك الزمن، لكن بعض المدرسين وخصوصاً ممن تم جلبهم في السنوات الأخيرة من بيئات لا تعرفها إلا من صفة العنف، وحتى بعض المحسوبين على أبناء البلد، مازالوا يكملون الدور نفسه في العقد الأول من الألفية الجديدة، بالأذى الجسدي المتنوع الذي تطالعنا به الصحف على اختلاف توجهاتها؛ والأخطر من ذلك الأذى النفسي الذي تكون له ارتدادات خطيرة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4513 - الأربعاء 14 يناير 2015م الموافق 23 ربيع الاول 1436هـ
فليقتدِ أولياء الأمور بالرسول
فليقتدِ أولياء الأمور بالرسول في حُسن تربيته، وإنصاف الناس من نفسه وعياله.
الرسول أيضًا قال: اضربوهم لعشر!
الرسول قال أيضًا: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)، وهو هنا يأمر أناسًا عاديين لا متفوقين ولا علماء ولا معجزات، أم تُؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، وبعدين وين عيال الرسول ووين هالطلاب؟! وين تربية عياله وتربية النماذج اللي بمدارسنا. وبعدين تعليق الأخ في وادي وردك عليه في وادي! الله يهداك بس!
صديق
وزارة التربية والتعليم
للتعليم هناك كتب ومناهج تتبع أما التربية فهي على ثقافة المعلم والبيئة التي جاء منها..يا وزارة اتركوا التربية لنا و خلكم للتعليم فقط.اخوكم:من جيل الضرب كان أمر عادي جدا. نصف من كان معي في المرحلة الإبتدائية لم يكملوا دراستهم بسبب الضرب، ربما يقال عني إني ابالغ، لكن هذه حقيقة
يوم خلوا لكم التربية انعدم التعليم
يوم خلوا لكم التربية انعدم التعليم وانعدمت المدارس بسبب طلاب لا يحضرون المدرسة للتعلم، بل من أجل التنفيس عن عقدهم تجاه كل ما يرمز للعلم والتربية بصلة.
التربية في السابق
طبعا هناك تجاوزات خطيرة ولكن المعروف ان للمؤدب ضرب الولد بموافقة ولي الامر في حدود حتى الشرع اباحها للولي. السؤال بعد منع الضرب مطلقا هل ...الكاتبة بطرق تربية تحفظ حقوق الطالب والمعلم معا مع ملاحظة الظروف الواقعية بأجمعها لمن يعمل قي الميدان.
ملاحظة
لنترك المزايدات المدرسة تتحمل ما هو امر من العلقم مع ثلاثين طالبة واحدة منهن لاتتحملها ولية الامر ربع ساعة في البيت.
أمثلة
كيف للمعلم أن يعلم وهو مجرم قانونا حتى بالتأنيب اللفظي بل حتى بالتهديد بالدرجات وهل نسينا تلك المعلمة التي اخذت بجيب الشرطة فقط لان ... فلان في م... ولم يبدر منها الا كلمة عفوية ضد طالبة متعجرفة مغرورة وقليلة التربية اتحدى اي انسان سوي ان يصبر على سلوكها.
تكملة: أنا معلم لا يستخدم الضرب
وذوي الخطورة، فلما اطلعتُ على الصور فوجِئتُ أنها صور طلابٍ ندرّسهم! فلننظر أين أوصل نظام الدلع الذي يمارسه أولياء الأمور أولادهم! وأيَّ نوعيةٍ من الطلاب يواجههُ المعلم! في حين أني وزملائي من أطباء ومهندسين و...الخ تخرجنا من أسلوب الضرب القديم، الذي رغم تحفظي الشديد عليه، أهوَنُ من دلع اليوم، فلنوازن عند مقاربة هذا الموضوع.
معك ولكن
الوصف لحال التربية قديمآ فيه تهويل ونحن معك ضد الإيذاء البدني للطالب ولكن هل تعرف الكاتبة سبب بعض ما يجري؟ انه قلة حيلة المعلم بل ادارة المدرسة عن تهذيب الطالب والسبب تجريد الوزارة لصلاحياتهم في التربية وصار المدير أسير ولي الأمر وتحت أمره مما يدفع بالمعلم للدفاع عن كرامته لأن لا احد معه.
أنا معلم لا يستخدم الضرب
أنا معلم لا أستخدم الضرب مُطلقًا، كنتُ أدرس المرحلة الإعدادية، تعرضتُ للسرقة يومًا من قِبل بعض الشبان، فلما ذهبتُ لتقديم بلاغ عرض عليَّ مركز الشرطة ألبوماتٍ لصور مشتبهين، فاستنكرت عرض صور الناس، فرد الشرطة عليّ بأننا لا نعرض صور أي شخص يخطئ، إننا لا نضع إلا صور ذوي الأسبقيات المتكررة، وذوي الخطورة
تكملة: ما الطرق الأخرى للتربية؟!
تجاهلت نصائحه ظنًّا منها أنه يتهرب للتغطية على نقاط ضعفه، فلما حضرت سمعت أصواتًا يصدرها الطلاب ذات إيحاءات مخجلة، حاولت التأقلم في البداية، حتى قيام أحدهم بتلمس منطقة حساسة من الجسد، ما حدا بها إلى التلفظ بكلمات لو تلفظ بها أي معلم لحوسب حسابًا عسيرًا مهما تكن أسباب تلفظه!
ما الطرق الأخرى للتربية؟
سمعنا كثيرًا كلامًا كهذا، والسؤال: ما الطرق الأخرى لتربية نوعية من الطلاب كل همها تضييع أوقات الدروس لبرنامج زمني هو ضيق في الأصل؟!! في ظل عدم وجود أي رادع من الوزارة أو أولياء الأمور؟! ومعروف أنه مَن أَمِنَ العقوبة أساء الأدب، التنظير من على منضدة المكاتب أسهل من شرب الماء، أما التعامل مع الواقع فلا أفضل من مشرفة تربوية كانت تُنظر بمثل هذا الكلام، فأرادت حضور درس لمعلم في المرحلة الإعدادية يُعاني من طلابه، بُغية تطبيق نظرياتها في الإدارة الصفية، فنصحها المعلم بعدم الحضور، لكنها تجاهلت نصائحه
مبالغات
مبالغات ونظرة أحادية للأمور تعودناها كثيرًا.
هل جعلت رسول الله أسوتك الحسنة؟؟؟
وقد امرنا الله عز وجل بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو اسوتنا الحسنة قال تعالى :" (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة......)
قال الله تعالى:( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ....)صدق الله العلي العظيم
ولو كان الإنسان فظاً غليظ القلب، وكان متمكناً من علمه، متبحراً في ثقافته، لكنه فظٌ غليظ القلب، فإنّ الناس يجفونه، ويصدُّون عنه.
فما قولك أن النبي (ص)ومَن هو النبي ؟ إنّه سيد الخلق، حبيب الحق، سيد ولد آدم، المعصوم، الموحى إليه، المؤيد بالمعجزات، كل هذه الميزات لو كان فظًّا غليظ القلب مع كل هذه الميزات لانفض الناس من حوله.
فكيف إذًا بإنسان لا معجزة معه، ولا وحي، ولا هو معصوم، ولا سيد الخلق ولا حبيب الحق، بل هو واحد من عامة المؤمنين.
قال الله تعالى:( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ....)صدق الله العلي العظيم
فكيف بالذي ليس متفوقاً، وليس مؤيداً بالمعجزات، ولا يوحى إليه، ولا سيد الخلق، ولا حبيب الحق، فكيف تكون فظا غليظ القلب.
تروي كتب التاريخ، أنَ رجلاً دخل على بعض الخلفاء، فقال: إنني سأعظك وأغلُظ عليك، وكان هذا الخليفة فقيهاً، فقال: ولِمَ الغلظة يا أخي، لقد أرسل الله من هو خيرٌ منك إلى من هو أشرُّ مني ؛ أرسل موسى وهارون إلى فرعون، فقال تعالى:
(فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )
الرسول لم يقبل الإهانة
لم يقبل الرسول على نفسه أن يكون مُهانًا من قبل صبيةٍ صغار ولا حتى من أكابر القوم بدعوى الخُلُق، وحاشاهُ (ص) أن يكون فهمه للأخلاق سطحيًّا ساذجًا، بل كان عزيزًا يأمر المؤمنين بالعزة ويصف المؤمن بالعزة، ويذم الذل والهوان، كما كان يقطب ويعرض ويغضب للحق، فلم يجعل نفسه مُهانًا كما يُفعَل بالمعلم اليوم مما لا يُرضي الله ورسوله.