احتفلت أَمسِ تونس بالذكرى الرابعة لثورة الياسمين، والتي تغيَّر اسمها إِلى «الرَّبيع العربي» بعد أَن انتقلت عدواها إِلى عدَّة دول عربيَّة في آنٍ واحدٍ، من أَقصى المغرب العربي، إِلى أقصى المشرق العربي، ومن أكبر دولة إِلى أَصغر دولة.
تونس هي التي أَشعلت كلَّ تلك الأَحداث، على رغم أَنَّ ثورة الياسمين كانت قصيرة المدَّة جدّاً، إذ استمرَّت ثلاثة أَسابيع وستَّة أَيَّام فقط، وتحديداً من (18 ديسمبر / كانون الأول 2010) إِلى (14 يناير / كانون الثاني 2011).
بعد أَربع سنوات لم يبقَ من ذلك الرَّبيع العربي سوى تونس، وهي لم تبقَ على مسارٍ أفضل من غيرها إِلا بحكمة مؤسَّساتها الرَّسميَّة ونقاباتها وحركاتها وقادتها.
ففي حين بقيت مؤسَّسات الدَّولة على الحياد أَثناء الصّراع الحرج، لعبت النّقابات (ممثَّلة في الاتحاد العام التُّونسي للشغل) دوراً محوريّاً في مدّ الجسور، وتحقيق مصالحات وتنازلات، خسر كلُّ طرفٍ شيئاً مَّا، لكن ربحت تونس بمجملها حتى الآن.
الطريق لايزال شائكاً، ولا يوجد ضمان لاستمرار أَيّ نجاح إِلا مع استمرار الجهود المخلصة من كل جانب، ومع إِصرار القيادات المؤثّرة على التوصُّل إِلى حلّ يَجمع ولا يُفرّق، يُقرّب ولا يُبعّد، يستخدم الإِقناع أَكثر من القوَّة، يُغلّب المصلحة العليا على المصالح الأُخرى، يحفظ الحلَّ داخليّاً في خطواته الرئيسيَّة، إِلخ.
المسيرة طويلة ومعقَّدة، وما نتج بعد الرَّبيع العربي من تقلُّبات وتراجعات، وعودة القبضات الأَمنيَّة هنا وهناك، وأُفول قوىً وظهور أُخرى، حوَّل المنطقة إِلى ساحة ملتهبة، تشهد حاليّاً أَحداثاً وهزَّاتٍ لم يتوقعْها أَحد.
ما حدث في تونس قبل أَربعة أَعوام، لا يُقاس بما جرى إِلى الآن، فبالإِضافة إِلى كلّ تقلُّبات السّياسة، هناك حاليّاً حوار بدأ عن أَهميَّة وضرورة الإِصلاح الفكري في منظومة المفاهيم التي ترفض الرأي الآخر، والتي وصلت إِلى القتل العشوائي الذي نشهده حاليّاً في عدَّة مناطق في العالم، والمؤسف أَنَّ اسم الدّين الإسلامي يُستخدم في كل ذلك.
هناك نقاش عن فهم «الإِسلام»، وهل هو دين السَّلام والتَّعايش واحترام الآخرين؟، أَم أَنَّه دين التَّسليم والانصياع إِلى الأوامر والفتاوى التي يعتقد الفرد أَنَّها تُمثّل إِرادة الله تعالى؟ وهناك الحديث عن حرمة التَّعرُّض للدّماء وإِيذاء الآخرين، في مقابل إباحة ذلك تحت مبرّرات عديدة... وهل الإِسلام ملكٌ خاصٌّ لشخص أَو جماعة أَو فئة أَو طائفة، أَم أَنَّه رحمة للعالمين، ولا يحتاج إِلى وصايةٍ مّن أَحد؟
هذا الحوارُ الفكري بدأ بسبب ما جرى في تونس قبل أَربعة أَعوام، وهو حوار لن يتوقَّف هذه المرَّة؛ لأَنَّ التَّبعات أَصبحت كبيرة جدّاً. وعلى أَساس ذلك، فإِنَّ الرَّبيع العربيَّ لم يبدأ بعدُ، وهو بانتظار أَنْ ينضج الفكر الذي يبني الحضارات ولا يدمّرها، يحترم الإِنسان ولا يقتله أَو ينتهك حريته.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4513 - الأربعاء 14 يناير 2015م الموافق 23 ربيع الاول 1436هـ
قررت
قررت حكومة البحرين رفع الرواتب لاسعاد المعلقين الي فى الوسط تبع الحكومة والموالين الي دائما على سيرتهم ارفاع الرواتب وهم ما بحصلوون الي بصل
محب الوطن شتان بين تونس ومصر وباقي الدول العربية 0930
صباح الخير للجميع صراع الموروث الديني والمذهبي وسيطرة شيوخ الدين على عقول الأتباع في جميع مناحي الحياة هو المعضلة الكبرى والمستعصية الحل فمتا هذه العقول تكون حرة في تفكيرها هذا ما ياملة الجميع سريعا لوقف هذه الكوارث واتباع حكمة السيد المسيح عليه السّلام الدين لله والوطن للجميع نعم أبعاد الشأن السياسي عن الصراعات الدينية والمذهبية
شكرا
شكرا مقال ممتاز
محب الوطن تونس ومصر تسير أن على الطريق الصحيح لنبذ شعبيهما الإسلام السياسي
صباح الخير دكتورنا العزيز وقوف الشعب التونسي والمصري في وجه الإسلام السياسي كما وقفة الشعوب العريقة ضد الكهنوت كفيل بوقف نزيف الدم وممارسة الديمقراطية الحقة التي لا تحتاج لوصاية أي دين أو مذهب فمتا الباقي يتعلم هذا الدرس البسيط
!!
الحق يقال أن الديمقراطية الغربية في تراجع بسبب ارهاب الجماعات الاسلامية بما يعني أن الحرية في الغرب تنتهك من الغرباء وليس من شعوب تلك البلدان وبمعنى أصح أن العرب والمسلمين لا يريدون الحرية لا في بلدانهم ولا في دول العالم كذلك
حركة النهضة عاقلة ورشيدة
رغم تأثر المجتمع التونسي بالاسلام السياسي بقيادة حركة النهضة وتتويجها كأغلبية ساحقة من خلال الانتخابات الا انها لم تنازع ولم تتنازع على السلطة بل مدت الايادي لمشاركة مع كل طيف العمل السياسي والنقابي ولان التونسيين مجتمع واعي ومثقف ومتجدر بعلاقاته الانسانية فليس لديه منطق الاستحواذ مثلما حصل ويراد له الحصول للاستئثار بالقرار وحتى بقيمة التفاوضات فلولا التنازلات التى ابداها التونسيون لبعضهم لما خرجوا لما هم فيه اليووم دون صراع ع سلطة ومنصب فهنيئا لشهداء تونس مجدا سطروه لاجيالهم اللاحقة
اي ربيع هذا
اي ربيع هذا ا...... اللعبة و عرفت انه ربيع أمريكي لايصال حلفاء دولة الشر في المنطقة للحكم و الحمد لله فشل هذا الخريف في كل قطر عربي
واثق الخطوة ..
صباح التقدير والأحترام لجريدة الوسط ولحضرتك ولجميع كتاب وكاتبات الأعمدة الأفاضل وجميع المنتسبين لهذه الجريدة التي تفرح قلوبنا وتحرق قلوب الحاقدين بل الحاقد آت وإلى الامام يا جريدة الصدق والحق والشعبية الكبيرة جداً ولا تلتفتوا للهراء والهذيان والهلوسة من فيل الحاقدين ولا حرمنا الله من مقالاتك يا دكتور يا أصيل بس تحمل تغير لقبك كما يفعل الإخرون
الإسلام مالنا غير الإسلام مالهم
الله مالنا غير الله مالهم نبينا غير نبيهم
ما أثبتته ثورة الياسمين
ان الحكم الشمولي القائم على مفاهيم ميتافيزيقية لا يمكن ان يستمر في القرن الحادي والعشرين الرهان الاول والخير هو في تطوير أدواتنا التعليمية وخلق جيل عقلاني متسائل ينظر الى المستقبل ويستمد حلولة بالعقل لا بالرجوع الى دهاليز الماضي