ضمن موسم " شهادات إبداعية في التجارب البحرينية" التي تنظمها وجود للثقافة والإبداع بالتعاون مع دار فراديس للنشر والتوزيع أدلى الشاعر أحمد رضي مساء الإثنين (١٢ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٥) بشهادته حول تجربته الشعرية وبدأ بتبيان أن الكتابة عن التجربة أو السيرة الذاتية معرضة دائما لعدّة أمور: "هناك ثلاثة أمور تجعل من كتابة السيرة الذاتية الأدبية محض عبث : العقل ومحاولة فرض سياق ومنطق، والذاكرة التي تتكاثر فيها أزرار التشغيل دون أن يكون لنا كتيب استعمال، والنرجسية التي هي طابور خامس يقبع في الذات لنشر الإشاعات وتشويش الأحداث".
ثم تطرّق لتتبع تجربته مبيناً:" أظن أن جلّ تجربتي كانت حول موضوع واحد، تناقشه مباشرة أو مواربة. ألا وهو موضوع الحرية، أو بشكل أدق " محاولات التحرر" بالمعنى الوجودي والاجتماعي والسياسي. إذ أن الحرية شرط أساسي لفهم الذات والآخرين...".
تحدث أيضا بعمق حول كل تجربة وما يمثله كل ديوان بهذا الاتجاه منوهاً :" ليس لدي ديوان يمكن اعتباره مشروعاً.
أي أن يتناول موضوعاً واحداً يتعامل معه الشاعر كما الخزفي مع قارورته، أرى أنه من المهم أن يشتغل الشخص على الشاعر الذي بداخله قبل أن يشتغل على القصيدة."
استعرض أيضا المؤثرات الداخلية جراء عملية القراءة التي امتهنها بداعي الفراغ فترة الدراسة الجامعية وكان لها الأثر الأعمق في ذاته ونظرته للأشياء مستذكرا الأعمال الكاملة لنوال السعداوي و الأعمال الكاملة لنزار قباني واسهب في شرح مسألة التأثر بالآخر قبل أن يخرج بسؤال:" أين أكون أنا وسط هذه الفوضى، ألا يعني ذلك قلة موهبة أو عدم وجود ذات حقيقة؟".
وختم الشاعر ورقته برؤيته الشخصية للشعر يقول:"أشعر مع تجارب الحياة والشعر. أن وراء كل فكرة توقد الشعر، هاوية من الجمر نزعة تدميرية للذات أو الآخرين، اليوتوبيا قد تقود لإقصاء الآخرين، والبحث عن الذات شعرياً قد يؤدي للأنانية، مثلما يؤدي الانسياق للقضايا المجتمعية لأن تكون بوقاً أو بيدقاً..".
تداخل الجمهور بالأسئلة التي دارت حول روح الشاعر الداخلية وأين يكمن موقعها وسط هذا التذبذب بين الأمل الضئيل والسوداوية الهائلة؟
شهادات إبداعية في التجارب البحرينية يستمر في عرض التجارب حيث يقدم القاص أحمد الحجيري شهادته يوم الإثنين (١٩ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٥) بدار فراديس للنشر والتوزيع عند السابعة والنصف مساء.