بعد عام من دون أي لقب وخسارة في نهائي كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل وتوترات مع مدربه لويس انريكي وخطف البرتغالي كريستيانو رونالدو لجائزة الكرة الذهبية من أمامه، هز الأرجنتيني ليونيل ميسي عرش ناديه برشلونة الإسباني ببضع كلمات.
وبالنسبة إلى مشجعي ومسئولي النادي الكاتالوني، رحيل الهداف الأرجنتيني أمر غير وارد وغير ممكن وممنوع لان ميسي في برشلونة «أكثر من ناد وأكثر من لاعب».
لكن هذه التأكيدات في ملعب «نو كامب» منذ أيام لا تلتقي مع التصريحات الأخيرة للنجم الأرجنتيني حول مستقبله في مقاطعة كاتالونيا لا سيما انه معروف بقلة الكلام.
وفاجأ ميسي الجميع قبيل توزيع جوائز الاتحاد الدولي (الفيفا) أمس الأول (الاثنين) في زيوريخ عندما صرح «لا اعلم أين سأكون العام المقبل. لقد أكدت دائما إني أريد أن انهي مسيرتي الاحترافية مع برشلونة قبل العودة إلى نيولز أولد بويز (نادي مدينة روزاريو مسقط رأسه)، لكن كل شيء قابل للتغيير في كرة القدم». واستدرك النجم الأرجنتيني الموقف بعيد حفل توزيع الجوائز مطمئنا «إنها مجرد طريقة في الكلام. لا أفكر في الرحيل على الإطلاق».
عام قاس
وسبق أن استخدم ميسي هذه الطريقة لتكرار فكرته أو خطابه الرسمي بعد إن قام بذلك عقب الفوز الكبير على أتلتيكو مدريد 3/1 الأحد عندما أكد إن «لا نية له بترك ناديه»، واصفا بـ «الأكاذيب» ادعاءات بعض الصحف التي أشارت إلى وجود مفاوضات بين والده ووكيل أعماله مع تشلسي ومانشستر سيتي الانجليزيين.
ومن خلال الظلال التي تركها حول مستقبله، أفصح الأرجنتيني عما يدور في خاطره بعد عام قاس على الصعيد الشخصي توزعت فيه همومه بين الإصابات والضرائب المتراكمة وعدم الانجازات الرياضية إذ فشل في إحراز أي لقب وفي اعتلاء منصة التتويج في مونديال 2014.
يضاف إلى كل ذلك الوضع الدقيق حاليا في برشلونة من خلال العلاقات المتوترة بينه وبين المدرب انريكي والتي وصفتها الصحافة الكاتالونية بـ «العاصفة إن لم تكن جليدية». وبدت علامات ذلك واضحة على وجه ميسي من خلال الابتسامة «المصطنعة» عندما استمع إلى المديح في الرسالة الموجهة إليه من انريكي خلال حفل توزيع جوائز الفيفا.
وكان ميسي استهجن وضعه من قبل المدرب على مقاعد الاحتياط في المباراة التي خسرها برشلونة أمام ريال سوسييداد صفر/1 الأسبوع قبل الماضي، وسارع بعد ذلك إلى نفي ما تسرب عن مطالبته «بإقالة المدرب» قبل أن يعتذر في اليوم التالي عن الالتحاق بتدريبات الفريق بسبب آلام في المعدة، وهو ما رأى البعض فيه «اعتذارا دبلوماسيا».
انتخابات
بالنسبة إلى المسئولين في برشلونة، يشكل ترشيح الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو لخلافة نفسه والحال النفسية للنجم الأرجنتيني مصدر قلق كبير قبل أشهر من الانتخابات المسبقة خصوصا إن النادي الكاتالوني يعاني من أزمة داخلية.
وترافق كل ذلك مع موسم خال من أي لقب وعقوبات بالحرمان من شراء اللاعبين حتى يناير/ كانون الثاني 2016 بسبب مخالفته لقوانين الفيفا ما أدى إلى إقالة المدير الرياضي اندوني زوبيزاريتا، الإقالة التي استدعت تلقائيا استقالة مساعده الرمز السابق للنادي كارلوس بويول.
وفي هذا السياق، يبقى ميسي الورقة الرابحة الكبرى بالنسبة إلى أعضاء مجلس الإدارة من اجل أن يعاد انتخابهم من قبل الأعضاء- الأنصار الـ 150 ألفا. وفي حال وجد مجلس الإدارة نفسه بين خيارين في هذا الصراع القائم بين اللاعب والمدرب فانه سيضحي من دون شك بانريكي وسيحتفظ بميسي الحائز على الكرة الذهبية 4 مرات متتالية بين 2009 و2012.
وتؤكد النتائج الجيدة والمستوى المقنع هذا الموسم لميسي، مهندس وبطل الفوز الكبير على منافسه أتلتيكو مدريد (3/1)، انه لا يمكن للنادي الاستغناء عن خدماته وخصوصا أن برشلونة مستمر بقوة في السباق إلى إحراز الثلاثية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا). لكن الانتصارات والألقاب هي التي تداوي في الغالب آلام اللاعبين وتحل جميع مشاكلهم.
العدد 4512 - الثلثاء 13 يناير 2015م الموافق 22 ربيع الاول 1436هـ