أحيا مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث يوم أمس الأول الإثنين (12 يناير/ كانون الثاني 2015)، ذكرى تأسيسه الثالثة عشرة في قاعة المركز في المحرّق بحضور عدد كبير من المدعوين القادمين من دول عربية حيث إن المركز يمثّل لهم جسراً يجمع بين الشعوب والأفكار المختلفة إذ يحتل مركزاً مرموقاً على قائمة المؤسسات الثقافية غير الربحية العربية والعالمية.
وقد استهلت رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كلمتها بالترحيب بالحاضرين، مركزة على أهمية الثقافة كفعل مقاومة في جميع الظروف، كما توقّفت عند أهمية «أن نحب الأماكن القديمة التي تحمل عبق التاريخ؛ كي تتحوّل جمالاً ويعود إليها سكانها الأصليون... ورهاننا دائماً على الثقافة جمالاً»، وهذا ما يقوم به المركز عبر إعادة الحياة إلى أماكن تحمل بصمات من تاريخ البحرين الثقافي والفكري والفنيّ.
كما شكرت رئيسة مجلس الأمناء كل الداعمين للمركز والذين آمنوا بأهمية رسالة الثقافة في القطاع الخاص غير الربحي وعلى رأسهم عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي آمن بالثقافة، شاكرة لجلالته دعمه الكبير للمركز وللثقافة في مملكة البحرين، وجلالته من أسس لبنيتها التحتية وحفظ دور الريادة لمؤسستها الثقافية، وهذا ما يشهده مسرح البحرين على سبيل المثال الذي أنشئ برعاية كريمة من جلالته.
أما الشاعر حسن كمال، الذي تحدث باسم مجلس الأمناء، فشكر أصدقاء المركز الكثر على أمانتهم والمشاركة في تحقيق الأحلام التي حوّلت المكان إلى مركز إشعاع للفن والأدب والثقافة على مستوى العالم العربي. إذ تصافح بنهجه وبرؤيته مع أكثر من 400 أكاديمي ومفكر وفنان وشاعر، منذ أن تأسس في (12 يناير 2002) باعتباره مؤسسة أهلية غير ربحية، وحاز حضوراً عربيّاً وعالميّاً في شتى المجالات الثقافية والعلمية، وازدان مكانة وتألقاً، فبات كمنارة حضارية رائدة تستدعي تكاثر الإبداعات والمهتمين بأفكارهم ونظرياتهم وفلسفة الفنون، ناهيك عن الحفلات الموسيقية والغنائية ومعارض الفن وورشات عمل للأطفال.
وقرأ كمال رسالة من نورة الشيراوي التي كتبت عن ذكريات هذا الحي العريق ومجلس الشيخ ابراهيم الذي عرف بسمعته المرموقة حيث كان يستضيف أهل الفكر والعلم والسياسة لتداول حكايا الأدب والمجتمع والسياسة في ذلك الوقت.
أما الناشطة الحقوقية والكاتبة المغربية جميلة حسون فكانت لها مداخلة كصديقة لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، أعربت فيها عن سعادتها بمشاركة المركز بهذه الذكرى التي تعيد إلى الذاكرة بدايات المركز حيث «رأته حلماً وشهدت سنة بعد سنة على تجسيده عبر بيوت للثقافة والتعايش وتلاقي الحضارات والحوار والسلام...»، كما تمنّت «الاستمراريّة والتقدّم لهذا المشروع الذي يعد فريداً في عالمنا العربي».
أما حضورها الأول إلى مملكة البحرين فكان في العام 2005 حيث جاءت برفقة 14 شخصية فكرية وأدبية مع «القافلة المدنية» بقيادة الكاتبة فاطمة المرنيسي، والتي وصلت من المغرب إلى مركز الشيخ ابراهيم كأول محطة لها واستمرت فعالياتها على مدى أسبوع تضمنت محاضرات ومعارض ولقاءات فكرية وشعرية.
من جهته، توقّف الإعلامي أحمد الزين في كلمته عند مكانة وعمل رئيسة مجلس أمناء المركز الشيخة مي كرمز من رموز الثقافة العربية مشدداً على دور المرأة، مستعيناً بكلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي «كل مكان لا يؤنث لا يعوّل عليه... فالأرض أنثى، واللغة من الألف إلى الياء أنثى، وحتى الذكر فيها يؤنث في صيغة الجمع... واللغة كما الأرض ولودة، ويقال أجمل ولادات اللغة الشعر، وقديم الشعر بيوت... وأجمل بيت في الشعر كتبته الشيخة مي... لم ترمم بيتاً عتيقاً بل كتبته بين الشعر وبيت نسكنه، نوافذه تطل على دروب الأمل... أضاءت الشيخة ناحية من البيت العربي المعتم الكبير... فحينما يصبح الجمال عالياً ويسمو الحب إلى مرتبة العشق، يصبح مخيفاً لمن لا يحب ورحمة لقلب مشتاق...».
كما توجّه عدد من أصدقاء المركز بالشكر لما تقوم به الشيخة مي ومجلس الأمناء، متمنين أن يستمر عطاؤهم لخير الثقافة في مملكة البحرين.
العدد 4512 - الثلثاء 13 يناير 2015م الموافق 22 ربيع الاول 1436هـ