إلى أية درجة يكون المثل الإنجليزي القائل: «إذا فسد الناس أول المشوار فلن تستطيع إصلاحهم آخر المشوار» واقعياً؟ وهل يعني أن التغيير فيهم مستحيل؟ وأنه وجد لأناس دون آخرين؟ وأنه صالح لمجتمع بخلاف غيره؟ وهل الفساد لا يصلح معه الإصلاح إذا استفحل؟
إن ما بين الإصرار على التغيير والقنوط منه بوناً شاسعاً، فلا يشغلنا الحكم عن البدء.
والتغيير أمر راجع إلى خيار المرء وقراراته، لأن الإنسان نفسه صانع التغيير ويستطيع تحمل تبعاته، وهو نفسه الذي يقرر هل هو قادر على المضي في الطريق حتى يتحقق أم يتراجع. التغيير هو التحوّل من حالة إلى أخرى على مستوى الفرد أو الجماعة التي تنشد التحوّل من واقع تعيشه إلى واقع تنشده، فالتغيير سنة كونية تتحقق على أساس أن الحياة قائمة على قاعدة التغيير لا الثبات، إذ أن الإنسان دائم البحث عن الكمال والسعي نحو الأفضل، فهو يمتلك قدرات وإمكانيات تساعده على ذلك، بعضها ظاهر وبعضها كامن، وهي قدرات مقيدة، ولكنها موجودة غير مفعلة، وهي تنتظر لحظة التحرر والانطلاق.
الكل ينشد التغيير، لكن ماذا لو لم يحدث التغيير؟ ولم يتغير الوضع؟ ولم تتعدّل أوضاعنا وتزداد بؤساً، خصوصاً إذا فقدنا الكثير ثمناً لهذا التغيير المنشود وشعرنا بالألم، وخالطنا اليأس؟ فهل وصلنا إلى نقطة الفشل. ي
يقال إن الإنسان الإيجابي يفكّر في الحل، ويراه صعباً لكن يبقى ممكناً، بينما الإنسان السلبي يفكّر في المشكلة دون الحل الذي يراه ممكناً لكن صعباً. دائماً الثمن مقابل التغيير، وقيمته بمقدار التغيير، هي معادلة، فماذا تريد؟ وما قيمة ما تدفعه من تضحية وجهد وألم؟ وما مقدار الزمن الذي ربما قد يطول، ويرافقه تحدٍ وصبر يشيب فيه الصغير ويهرم فيه الكبير لتحمل ما لا يطاق.
المشكلة أننا في طريقنا إلى التغيير نعاني دون أن نحول ما نعانيه إلى أنه انتصار على النفس، وأننا تجاوزنا وانطلقنا إلى الإنسانية الحرة من قيد «الأنا» والدونية. اتخاذ الطريق الصحيح نحو التغيير صعب، والأصعب منه اكتشاف مراراته. والإنسان في بداية قراراته ربما تأخذه الحماسة وفطرته المنشدة للتغيير، ولا تنقصه في ذلك القناعة في الخيار، وحبّه الشديد للخير والفضيلة، ولا يوقفه التردد أو الخوف، لكن ما أن يبدأ باندفاع وقوة يفاجأ بالتضحيات ومعها تبدأ عصا الخوف وجزرة الطاعة من الخصم المقابل، سواءً أكانت نفسه البشرية أو من حوله ممن يسوؤه التغيير، ومنها تكون الصدمة ما بين الاستمرار أو التوقف أو التراجع.
في بعض الأحيان خيار الاستمرار لدى البعض لا يعني أنه صمود، ولكنه خياره الحتمي الذي لا يوجد غيره ولا مفر منه، لذا يكون تحت عنوان «وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها»، وهي حالةٌ من حالات الفشل الذي لن يحدث معها التغيير المرجو لأنه يترك نفسه للتيار إلى أين يجرفه.
إن إصدار الحكم بالنهاية يفقد الإنسان التفكير في الخيارات البديلة وتحسين جودة القراءة للوضع القائم، لا أن ينهي عذابه باليأس من التغيير. وهناك من يحوّل الفشل إلى نجاح، فجون ماكسويل في كتابه «الفشل البنّاء»، يؤكّد على الإنسان أن يبني من الأخطاء جسراً إلى النجاح، بمعنى أن وجود الفشل ليس دليلاً على غياب النجاح، فالإنسان قادر على ابتكار أساليب جديدة بإيقاعات مختلفة، لا الوقوف عند الحد المعهود والمجرّب، فالحياة تعني تعدد الفرص، وهي في حد ذاتها صناعة الوجود الحي الذي لا يأس فيه.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4511 - الإثنين 12 يناير 2015م الموافق 21 ربيع الاول 1436هـ
التغيير والنجاح
في نظري نسعى الى التغيير الى الاصلح والافضل بالحق والى الحق وسعينا هو في حد ذاته نجاح وان لم نحصل علىى التغيير اتذكر كلمة من لحق بي استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح تعني ان من استشهدوا هم الفاتحين هم وصلوا للنجاح الاكبر وهم فتحوا عقول ونفوس من يأتي من بعدهم على مدى الزمن لذا رأينا الملايين تزحف لقبور من سعوا للتغيير والاصلاح وهذا هو النصر الاصغر والنصر الاكبر هناك فانظر لمن الفلج تكلتك امك يابن ,,,,,,,,